«الفجر» بمواقع العمل فى العاصمة الإدارية.. الانتهاء من فندق «الماسة».. وتشغيل محطة الكهرباء خلال أيام
5 شركات مقاولات مصرية تنفذ حى الوزارات 9 مارس تقديم عروض شراء الأراضى الاستثمارية
ساعة ونصف الساعة، تفصلك عن الوصول إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة من منطقة وسط البلد، وهو المشروع الضخم الذى أعلنت عنه مصر من مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، منذ عامين.
تقع العاصمة الجديدة، بين طريقى القاهرة - السويس - العين السخنة، شرق الطريق الإقليمى الدائرى، مبتعدة عن قلب القاهرة بنحو 60 كيلو متراً، ونفس المسافة من السويس والعين السخنة، وهى بذلك تقترب كثيراً من البوابة الثانية لمشروعات مدينتى، والقاهرة الجديدة، وبدر، والشروق، والرحاب، والمستقبل سيتى، وهليوبوليس الجديدة، وتفيد مستثمرى العين السخنة، ومحور تنمية قناة السويس.
رصدت «الفجر» خلال مشاركتها فى زيارة وفد لجنة الإسكان والمرافق بالبرلمان، برئاسة النائب علاء والى، للعاصمة الإدارية الأسبوع الماضى، العمل على أرض الواقع.
وبعيداً عن الشائعات التى يتم ترويجها حول توقف المشروع، لاحظت «الفجر» فى الجهة المقابلة لمدينة بدر، وجود بوابة طريق فردى قديم، معروف بطريق السخنة، وهو مواز للطريق الدائرى الإقليمى الجديد، وعلى بعد كيلو مترات قليلة، يقع مدخل المشروع.
أكثر من 12 ألف عامل مابين مهندسين ومساعدين ومشرفين وعمال، يملأون المنطقة، وقرابة الـ3 آلاف معدة، من لوادر وحفارات وهراسات، كانت السبب فى تحول صحراء جرداء وماكيت على ورق، لمشروع للمستقبل فى شهور قليلة، ولم يتوقف العمل لحظة بالمواقع المختلفة.
أغلب العمال قادمون من محافظات بعيدة عن العاصمة الجديدة، وتحديداً من محافظات الصعيد، وقليلون من الوجه البحرى، ولم يبد أى منهم تذمرا من العمل، رغم الظروف الصعبة فى قلب الصحراء، حيث حرصت مجموعات من العمال والمهندسين، على التقاط الصور التذكارية داخل المشروع الذى يستمر العمل به على مدار 3 ورديات يومية، كل منها 8 ساعات.
تعود فكرة العاصمة البديلة إلى عام 1958، حين أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قراراً جمهورياً لإنشاء عاصمة جديدة فى منطقة مدينة نصر، على مساحة 1200 كم متر مربع، وهو ما يتم تنفيذه الآن على مساحة شاسعة تبلغ 170 ألف فدان، تعادل مساحة دولة سنغافورة، وتصل إلى 4 أضعاف مساحة العاصمة الأمريكية واشنطن، ومن المتوقع أن تستوعب نحو 7 ملايين نسمة.
وتتوسط العاصمة الجديدة المسافة بين القاهرة شرقاً والسويس غرباً، ويحدها طريق السويس من الجانب البحرى، وطريق السخنة من الجانب القبلى، ومن الجانب الغربى مدينة الرحاب، ومدينتى، ومن الجانب الشرقى وصولاً لإقليم قناة السويس، بدءاً من ناحية السخنة.
1- 10 أخبار من وزير الإسكان
كان فى استقبال الوفد البرلمانى برئاسة النائب علاء والى، وزير الإسكان والمرافق الدكتور مصطفى مدبولى، الذى عقد مؤتمراً لشرح تفاصيل المشروع لأعضاء لجنة الإسكان بالبرلمان، ومنهم النائب عمرو أبواليزيد، والنائبة فايقة فهيم، والنائبة جهاد إبراهيم، والنائب أمين مسعود وغيرهم. وقال مدبولى خلال المؤتمر، إنه تم إنشاء شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، كشركة مساهمة مصرية برأسمال 6 مليارات جنيه، لإدارة المشروع، وتتكون من هيئة المجتمعات العمرانية، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وجهاز مشروعات أراضى القوات المسلحة، بالإضافة إلى إنشاء جهاز خاص بالعاصمة الإدارية بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ويهدف لتنظيم العمل والأداء، وإصدار التراخيص واعتماد المخططات.
وكشف الوزير أن الحى السكنى، الذى يمثل 67% من مساحة المشروع يضم ما يعرف بالنهر الأخضر، أو الجيرين إيريا، الذى يشتمل على حدائق مركزية مفتوحة، وحولها توجد الأماكن السكنية، ومنطقة الوزارات، ومبنى البرلمان، وسيتم ريه بمياه معالجة، ولا يؤثر على مياه الشرب، لافتاً إلى أنه يتم تنفيذ طريقى الشيخ محمد بن زايد الشمالى والجنوبى، ما بين منطقة الحدائق.
وأضاف مدبولى، أنه لأول مرة يتم إنشاء شبكة طرق بتلك المعايير والمعدلات العالمية، بمعدل 10 حارات قادمة وذاهبة، قائلا : نخطط لـ 100 عام قادمة، ولذلك تم تصميم الشوارع بمساحات كبيرة، بالإضافة إلى اللجوء لفكرة أنفاق المرافق لأول مرة فى مصر بالمناطق المركزية الرئيسية، التى تضم المواسير والكابلات، وأيضا تمت إقامة معديات فى كل الشوارع، حتى لا يتم حفر كل الطرق.
وأشار إلى أن مساحة الحى السكنى تبلغ 1000 فدان، ومن المقرر أن يشتمل على 25 ألف وحدة إسكان تنقسم إلى «عمارات، وفيللات، وتاون هاوس»، بها كل الخدمات، ويشرف على الحى المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، والمركز الاستشارى «تحالف التنمية العمرانية»، المكون من 5 مكاتب استشارية، ويرأسه عميد كلية الهندسة بجامعة عين شمس.
أوضح مدبولى، أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تقوم بأعمال كبيرة فى محاور الطرق والخدمات والمرافق، كاشفاً عن أن فندق الماسة، الذى يعتبر مركز مؤتمرات عالمى، هو أول مبنى سيتم الانتهاء منه خلال أسابيع قليلة، كما تم الانتهاء من البنية التحتية لمنطقة الوزارات والبرلمان.
وكشف الوزير، عن أنه خلال أيام سيتم إطلاق إشارة تشغيل المرحلة الأولى من محطة كهرباء العاصمة الإدارية، التى تعتبر أكبر محطة فى الشرق الأوسط، بطريق العين السخنة لشركة سيمنس، وتنتج 4800 ميجا وات، لافتاً إلى أن الجزء المطروح للاستثمار من الأراضى يبدأ من جنوب منطقة الوزارات، التى تعتبر قلب المدينة، وبمساحات تبدأ من 50 إلى 500 فدان، ويبدأ المستثمرون فى يوم 9 مارس الجارى تقديم عروضهم.
كما أعلن مدبولى فى تصريحات للمحررين البرلمانيين، عن أنه من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية، والتى تشمل الحى السكنى، ومبانى الوزارات فى نهاية 2018، أو منتصف 2019، كاشفاً عن أنه سيتم الإعلان عن فتح باب التقديم لحجز الوحدات السكنية خلال شهرين، لكنه رفض الإفصاح عن سعر المتر.
قال الوزير إن العمل الذى تم إنجازه خلال 10 أشهر، كان يحتاج إلى 6 أو 7 سنوات، حيث بدأ العمل فى أول مايو الماضى، خاصة أن المدينة مساحتها ضعف مساحة القاهرة الجديدة، مؤكداً أن الحى السكنى سيشمل كل مستويات الإسكان، وسيتم التركيز على الإسكان المتوسط الذى تتراوح مساحته بين 120 إلى 140 مترا، وستكون هناك تسهيلات ومميزات للموظفين العاملين بالوزارات.
2- تفاصيل زيارة النواب
من جانبهم قام نواب لجنة الإسكان والمرافق، بالتجول فى الحى السكنى بالمشروع، بصحبة وزير الإسكان، حيث شاهدوا أول وحدتين سكنيتين تم الانتهاء من تشطيبهما بالكامل بالعمارة رقم 119، التى نفذها فرع شمال الدلتا بشركة المقاولون العرب، بحضور المهندس محسن صلاح، رئيس مجلس إدارة الشركة، ونائبه المهندس إمام عفيفى، ورؤساء القطاعات المشاركة فى التنفيذ.
وشاركت «الفجر» فى دخول الوحدات السكنية التى تم الانتهاء من تشطيبها كنماذج فى العمارة، التى تم رفع علم مصر عليها، والوحدة عبارة عن 150 مترا مربعا كاملة التشطيب، بها 3 غرف وريسبشن، و2 حمام ومطبخ، وشرفتين.
قال النائب علاء والى، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، إن ما يحدث فى المشروع يعد إنجازاً بكل المقاييس. وتفقد الوفد البرلمانى موقع فندق الماسة، وبجواره مركز المؤتمرات، وهو مبنى ضخم تم تصميمه بشكل فريد، تعلوه قبة ضخمة بيضاء اللون، وخلفهما يقع المسجد والكنيسة، اللذين دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى للتبرع بإنشائهما، وتبرع شخصياً بـ100 ألف جنيه من ماله الخاص، كما تفقد الوفد الأرض المخصصة للحى الحكومى الذى يضم حوالى 18 وزارة، ومبنى مجلس الوزراء، والبرلمان، ومقر لرئاسة الجمهورية، وقاعة اجتماعات كبرى.
وتجول النواب بمطار العاصمة الدولى بالقطامية، المقام على مساحة 16 فدانا، وسيبدأ مرحلة التشغيل التجريبى خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأشادوا بالإنجاز المتحقق.
3- مخطط العاصمة
حسب المخطط العام للعاصمة الجديدة، الذى أعده تحالف التنمية العمرانية الاستشارى، فإن المشروع تم تقسيمه إلى 3 مراحل، الأولى مساحتها 40 ألف فدان، والثانية 47 ألف فدان، والثالثة 97 ألف فدان، ويتم العمل بشكل مرحلى، وتشير التقديرات إلى أنه لن يتم الانتهاء من المشروع قبل 12 عاما من الآن.
يصل حجم استثمارات المرحلة الأولى إلى 45 مليون دولار، وتشمل مقر الحكم، ومدينة طبية عالمية، ومدينة رياضية، وقرية ذكية، ومدينة معارض ضخمة، ومناطق خدمية وتعليمية، وتشمل مدارس وجامعات، ومتاحف، ومناطق للمال والأعمال.
4- خريطة الشركات المحظوظة
عدم إتمام الاتفاق مع الشركة الصينية، لأسباب تتعلق بالتمويل، آخر عملية البدء فى إنشاء مبانى الوزارات والبرلمان والحكومة، وأسندت العملية للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التى أسندت بدورها أعمالا إلى شركات المقاولات المصرية، التى كانت قد أبدت مخاوفها فى وقت سابق من دخول شركات مقاولات صينية للسوق المصرية.
وتصل مدة الإسناد إلى 18 شهرا، ويبلغ عدد الشركات التى ستعمل فى الحى الحكومى 5 شركات، هى المقاولون العرب، وأوراسكوم للإنشاء،
وشركة أبناء حسن علام، وشركة سياك، وشركة ريديكون. وينفذ مبنى البرلمان شركة المقاولون العرب، أما مبنى مجلس الوزراء فتنفذه شركة أوراسكوم للإنشاء.
5- الحى السكنى
تقوم 7 شركات بتنفيذ الحى السكنى، وهى المقاولون العرب، وكونكورد، وطلعت مصطفى، وبتروجيت، وشركة وادى النيل، والشركة القابضة للتشييد، وإدارة الأشغال العسكرية.
وخلال الجولة لتفقد أعمال الحى السكنى على أرض الواقع، استقبلنا المهندس مدحت منير، مساعد رئيس قطاع القاهرة الكبرى لشركة المقاولون العرب، الذى كشف عن أن شركة المقاولون العرب تنفذ 78 عمارة فى الحى السكنى الثالث، بالمجاورة 8 بعدد 44 عمارة، بإجمالى 396 شقة.
وفى المجاورة 6 عدد 34 عمارة، بإجمالى 366 دورا، مشيراً إلى أن كل عمارة تتكون من بدروم ودور أرضى، و7 أدوار متكررة.
وأضاف منير، أنه تم الانتهاء من 97% من الهيكل الخرسانى للمشروع، و70% من أعمال المبانى الطوب، و35% من أعمال البياض الداخلى «المحارة»،
و100% من أعمال عزل الأساسات، لافتاً إلى أنه جار اعتماد أعمال التشطيبات الداخلية من السيراميك والرخام والأبواب.
وأشار إلى أن حجم العمل يصل إلى مليار و100 مليون جنيه، وتم تنفيذ ما يقدر بـ 385 مليون جنيه، بنسبة 35% من الأعمال، مضيفاً أن الحى السكنى الثالث هو أول حى سكنى يطرح للبيع، ويصل إجمالى عدد عماراته إلى 699 عمارة، تضم العمارة الواحدة 30 شقة، أغلبها من الإسكان فوق المتوسط، التى ستطرح قريباً من خلال وزارة الإسكان.
ويبلغ إجمالى عدد وحدات الحى السكنى الثالث 25416 وحدة سكنية وتجارية، ويضم 699 عمارة، و328 فيللا، و157 تاون هاوس، و140 عمارة سكنية وتجارية، جار تنفيذ 361 عمارة بالمجاورة الأولى، والسادسة والثامنة بمعرفة هيئة المجتمعات العمرانية، وجار طرح 92 عمارة بالمجاورة الثالثة بمناقصات محدودة، كما يجرى الانتهاء من التصميمات لـ 485 مبنى فيللات، وتاون هاوس، بعدد 952 وحدة بالمجاورتين الرابعة والخامسة، وتنفيذ 246 عمارة بالمجاورة الثانية والسابعة، بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
ويشرف على أعمال التنفيذ المركز القومى لبحوث البناء بعدد 275 عمارة، وكلية الهندسة جامعة القاهرة تشرف على 86 عمارة، ويشرف تحالف التنمية العمرانية الاستشارى، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة على 246 عمارة وفيللا. تمت إعادة تخطيط منطقة جنوب السفارات، وبعض المناطق الأخرى بالعاصمة، والتنسيق مع المكتب الاستشارى «تحالف التنمية العمرانية»، لإعداد تصميمات البنية الأساسية، وتشهد الأيام المقبلة بدء شركة طلعت مصطفى فى تنفيذ 274 فيللا بالمجاورة الرابعة، على أن يتم إسناد 211 فيللا متبقية بالمجاورة الخامسة، لشركة أخرى بإجمالى 485 مبنى، تتنوع بين الفيللات المنفصلة، والتوين هاوس، والتاون هاوس بإجمالى 952 وحدة.