بعد سرقة مسجد الإمام الشافعي.. "الآثار" و"الأوقاف" يتبادلان الاتهامات.. من المتورط؟
في ظل التقصير والإهمال في حماية الآثار الإسلامية، تعرض مسجد الإمام الشافعي اليوم لواقعة سرقة جديدة، لتنضم لقائمة السرقات التي تضع وزارة الأوقاف في حرج كبير بسبب مسئوليتها عن حماية المساجد، بعد رفض تسليمها إلى وزارة الآثار لحمايتها من لصوص التاريخ.
ففي حادثة جديدة تعرض باب المقصورة الأثرية لقبة مسجد الإمام الشافعي في القاهرة للسرقة، فجر اليوم الخميس، الأمر الذي أثار إزعاج الكثيرين، وخصوصاً بعد تعدد المرات التي تعرض فيها المسجد للسرقة، حيث سجلت سرقة اليوم، الثالثة في تاريخ سرقات المسجد الأثري خلال السنوات الثمانية الأخيرة.
السرقات التي تعرض لها المسجد
ففى عام 2009 تمت سرقة حشوة خشبية من داخل المسجد، وفى سنة 2014 تمت سرقة 5 حشوات أثرية، لكن فى المرة الثالثة التي وقعت صباح اليوم، كانت الخسارة أكبر فهى تتعلق بباب المقصورة بقبة المسجد.
من المسئول عن سرقة مسجد الأمام الشافعي؟
وعن تفاصيل واقعة السرقة الأخيرة قال سعيد حلمي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إن ما تم سرقته من مسجد الإمام الشافعي "باب المقصورة الأثرية لقبة المسجد طوله متر وعرضه 80 سم، وعناصر زخرفية عبارة عن 15 عروسة كبيرة و10 عرايس صغيرة"، مشيراً إلى أن قبة المسجد تخضع لأعمال ترميم يشرف عليها الصندوق الثقافي الأمريكي، ويقوم بأعمال ترميم شركة خاصة هي المسئولة عن السرقة، موضحاً أن الـ6 أفراد أمن الشركة المكلفين بتأميم قبة المسجد هم من اكتشفوا السرقة.
وأضاف حلمي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن تأمين المساجد مسئولية وزارة الأوقاف، موضحاً أن مهمة وزارة الآثار تقبع في مرور دوري كل صباح على المساجد، ولكن التأمين يخص وزارة الأوقاف وليس الآثار، لافتاً أنه لكل حادث سرقة ظروفه الخاصة.
وأشار رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إلى أن المعاينة الأولية لمكان السرقة كشفت وجود كسر في الشباك الخلفي، وهذا هو المكان الذي استخدمه السارق، موضحاً أنه تم تحرير محضر بالسرقة وسيتم رفع البصمات لكشف السارق في أقرب وقت.
البرلمان يدين وزارة الأوقاف ويتوعد المتورطين
ومن جانبه قال طاهر أبو زيد، عضو اللجنة الدينية، إن السبب في تعدد سرقات المساجد الإدارية سببه إهمال إداري من وزارة الأوقاف، مطالباً بسرعة ضبط الجناة وتشديد التواجد الأمني على المناطق الأثرية، ومحاسبة وزارة الأوقاف كونها المسئولة عن تأمين المساجد، وسرعة اتخاذ عقوبات رادعة على الجناة لحماية الآثار.
وطالب أبو زيد، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، قيام وزير الأوقاف بمخاطبة كافة الجهات المعنية بوضع رقابة مشددة ووضع كمائن أمنية، ورقابة وحراسة دورية حول المساجد الأثرية لمنع حدوث تلك الكارثة مرة أخرى .
الأوقاف: مسجد الإمام الشافعي في حوزة الآثار للترميم
فيما قال جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن المسجد تم تسليمه لوزارة الآثار بتاريخ 5 ديسمبر العام الماضي لإجراء بعض أعمال الترميم والإحلال والتجديد باعتباره مسجد أثري وبالتالي لم يعد للأوقاف صلة بالمسجد حتى تنتهي أعمال الترميم واستلامه بكافة محتوياته .
وتابع طايع، في تصريحات صحفية، أن الباب المسروق من المسجد هو في طبيعة الحال تم رفعه من مكانه لترميمه وتجديده من قبل مهندسي وزارة الآثار داخل المسجد وسرقته من الداخل يرجع لغياب الرقابة والحراسة.