هل تعلم ما هي قصة جامع القاهرة الذي تحول اسمه إلى الأزهر ؟

منوعات

جامعة الأزهر - أرشيفية
جامعة الأزهر - أرشيفية


كان الأزهر ولايزال قبلة علمية وروحية للمسلمين في أقطار العالم ورغم أن البداية كانت غير صحيحة ولكن شاء الله إلا أن تكون صحيحة صائبة.

فبداية القصة مع الفاطميين العبيديين الشيعة فقد دخلوا مصر بقيادة جوهر الصقلي, ومن ثَمَّ أرادوا أن يؤسسوا مدينة جديدةً تكون لهم معقلًا, فأنشأ جوهر تلك المدينة, وسمَّاها المنصورية وذلك في شعبان 358هـ / يوليو 969م، ولما انتقل المعز لدين الله العبيدي الفاطمي، من القيروان ووفد إلى مصر للإقامة بها رمضان 362هـ / يونيو 972م, سمَّاها القاهرة المعزية نسبةً إليه.

ولما كان أول ما ينشأ في مدينة إسلامية إنما هو الجامع الذي يجتمع فيه المسلمون لشئون مختلفة روحية وعلمية, أنشأ جوهر الصقلي الأزهر ليكون معقلا علميا لبث المذهب الشيعي الإسماعيلي المنحرف.

 وقد أبى الفاطميون أن يفاجئوا في مطالع عهدهم أهل السنة بخطبتهم التي يقولون فيها: “وصل على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعز لدين الله”، وآثروا أن يقولوا ذلك في مسجدٍ خاصٍّ بهم، فكانت تلك هي البواعث على إنشاء الأزهر.

كان البدء في إنشاء الجامع الأزهر في جمادى الأولى سنة 359هـ / أبريل 970م ، وكمُلَ بناؤه في شهر رمضان, سنة 361هـ / يونيو 972م.

 وكانت الحكمة من بنائه واضحة ؛إذ أن دولة العبيديين الفاطميين شيعية، والجامع الأزهر هو أول مسجد أقامه الشيعة بمصر؛ فقيامه إذن رمز لصعود هذه الدعوة الجديدة الشيعية, كما كانت القاهرة المعزية رمزًا لنصرة هذه الدولة.

كان ذلك هو الغرض من إنشائه أول الأمر، ولكن تَقَلُّبَ الدول أنهاه إلى هذه الحياة العلمية الخصبة، وجعله أرفع جامعة إسلامية سنية تاريخية.

وسمي هذا الجامع عقب إنشائه بـ(جامع القاهرة), باسم العاصمة الجديدة, وظلَّ معروفًا بهذا الاسم زمنًا طويلًا، ثم زاحمه الاسم الجديد (الأزهر)، ولكنا لا نستطيع أن نحدد وقت ظهور التسمية الجديدة، وقد ظل معروفًا باسمه القديم إلى القرن التاسع الهجري.

أما سرُّ هذه التسمية؛ فيرى فريق من المؤرخين أنه سُمِّيَ بذلك تفاؤلًا بما سيكون له من المكانة بإزهار العلوم فيه.

وفي دائرة المعارف الإسلامية, أن إنشاء الفاطميين لهذا المسجد يفسر الاسم الذي أطلق عليه, فقد قيل إن الأزهر إشارة إلى الزهراء, وهو لقب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سُمِّيَ باسمها أيضًا مقصورة في المسجد.