"المرأة" أداة للترويج في معارض السيارات؟ (صور)
يصادف اليوم أن يتلاقى يوم المرأة العالمي مع إنطلاقة معرض جينيف الدولي للسيارات 2017, لكن ما يحتويه هذا المعرض من عروض لا تقتصر على السيارات فحسب إنما أيضاً لنساء يسرحن ويمرحن حول المنصات والسيارات المعروضة, إنما هو أكثر بكثير من مجرد مصادفة أو مزامنة لحدثين. فالمرأة هنا, في هذا المعرض, تبدو وكأنها ليست أكثر من أداة يسعى من خلالها العارضون للترويج لسياراتهم, أو على الأقل لجذب الإنتباه إلى ما على منصاتهم من أجمل وأحدث وأقوى السيارات.
لكن, وعلى الرغم من هذه الصورة السلبية للعارضات المتواجدات بالقرب من السيارات في المعارض الدولية عامة, إلا أن الأمر ليس بهذا السوء كما يروّج له في يوم المرأة العالمي الذي يسعى لمنح المرأة حيثية مختلفة تتخطى من خلالها المفاهيم السائدة حولها كونها مجرّد جسد من دون هدف أو كونها سلعة للترويج وغير ذلك.
لكن من قال أنه على المرأة أن لا تستغل جمالها من أجل الظهور أو الكسب أو حتى الترويج, ومن قال أيضاً أنه على المرأة أن تبرز في جميع الأوقات ما في جعبتها من أفكار وعلوم فقط لتستحق مكانتها؟ فللجمال أيضاً حيز مهم من الحياة لا يمكن إهماله وهو علم وثقافة بحد ذاتها تتخطى كل الثقافات لا بل هي أهمها على الإطلاق وليس ما يجب أن يمنع المرأة من التعبير عن حريتها في إستغلال جمالها للترويج لسلعة ضخمة مليئة بالتكنولوجيا والقوة كالسيارات. لا بل هو عين الجمال أن تبرز هذا التناقض بين القوة والنعومة وبين التكنولوجيا والحياة... والمرأة بحد ذاتها حياة.
فالمرأة قادرة على أن تقوم بما لا يستطيع فعله رجل على منصة عرض لا بل هي تتكامل مع مهمة الرجل في الإنجذاب نحو السيارة أو عدم إنجذابه, بل وقوفها على هذه المنصات لا يشكل بأي شكل من الأشكال إنتقاصاً من أهميتها ومركزها وذكائها إنما بالعكس تماماً, فوقوفها على المنصة إنما هو تحكّم بعقل الرجل وقراره في شراء أو الإنجذاب نحو سيارة معينة دون غيرها. ولعل ذلك هو السبب الأبرز وراء نجاح المرأة في هذا الدور المخصص لها في معارض السيارات على مر السنين, وهي قاعدة لم يشذ عنها أي معرض حتى الآن, ومن بينها معارض جنيف على مر العقود.