لماذا تم اختيار يوم 8 مارس للاحتفال بالمرأة في العالم؟
يصادف يوم 8 مارس اليوم العالمي للاحتفال بالمرأة، تلك الاحتفالية التي تهدف إلى تشجيع المساواة بين المرأة و الرجل، يخطر بأذهان الكثيرين تسائلاً حول سر اختيار ذلك اليوم تحديداً للاحتفال بالمرأة، ذلك السؤال الذي سنجيب عليه خلال السطور التالية.
قصة يوم 8 مارس والاحتفال بالمرأة
بدأت قصة الاحتفال بيوم للمرأة منذ عام 1857، حين قامت نساء في الولايات المتحدة الأمريكية، بالخروج في الـ8 من مارس في تظاهرة للاحتجاج على الأوضاع غير الإنسانية التي يواجهونها في العمل، وطالبن حينها بتحديد 10 ساعات عمل يومياً، ولكن يومها لم تقابل التظاهرة بالتأييد أو الدعم، وتعاملت معها الشرطة حينها بمزيد من القمع.
وبعد مرور 51 عاماً، في نفس اليوم قامت عاملات النسيج بثورة احتجاجية ، تحت شعار "خبز وورود"، حيث حملن الخبز والورود وتجولن في الشوارع منادين بحقوقهن في خفض ساعات العمل، بالإضافة إلى المطالبة بحقوقهن في التصويت بالانتخابات، ووقف عمالة الأطفال، ووضع حد لاستغلال أصحاب المصانع للنساء، ولكن تدخلت الشرطة بطريقة وحشية لفض التظاهرات.
وتخليداً لذكرى هؤلاء السيدات اللائي خرجن للتظاهرات، بدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم للمرأة الأمريكية، كنوع من الاعتراف بحقوقها وتقديرا لمجهوداتها.
أول احتفال
كان الاحتفال الأول باليوم العالمي للمرأة لأول مرة في 8 مارس 1909 في أميركا وكان يعرف باليوم القومي للمرأة في الولايات المتحدة الأميركية؛ بعد أن عيّن الحزب الاشتراكي الأميركي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرا بإضراب عاملات، وظلت منظمة الأمم المتحدة لعقود لم تعترف بهذا اليوم، ولكنها وافقت عليه في عام 1977.
أول احتفال عالمي
في عام 1910 قامت كلارا زيتكن وهي سياسية ألمانية يسارية ومدافعة عن حقوق المرأة، وكانت قيادية في "مكتب المرأة" في الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا بطرح فكرة يوم عالمي للمرأة، وأشارت إلى أن على النساء في كل بلد من البلدان أن ينظمن احتفالا في يوم واحد من كل عام للضغط من أجل تحقيق مطالبهن.
ووافق مؤتمر للنساء شاركت فيه أكثر من 100 امرأة من 17 بلداً على اقتراحها، وتمَّ إقرار اليوم العالمي للمرأة، في عام 1911، وتم الاحتفال به للمرة الأولى في النمسا، الدنمارك، ألمانيا وسويسرا يوم 19 مارس، وفي عام 1913، تقرر تغيير موعد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة إلى الثامن من مارس، وقد احتفل به في ذلك اليوم منذ ذلك الحين. واعترف به من قبل الأمم المتحدة في عام 1977.
الاحتفال الرسمي
على المستوى الرسمي وعلى الصعيد العالمي فإن منظمة الأمم المتحدة اعتمدت اليوم العالمي للمرأة لأول مرة عام 1977 ليتحول هذا التاريخ إلى رمز لنضال المرأة وحقوقها، وظل يحتفل به سنويا، وتشهد جميع أنحاء العالم في مثل هذا اليوم احتفالاً بالمرأة كل دولة على طريقتها وحسب ظروفها.