مواجهة ساخنة بين المواطنين وأصحاب المخابز في الإسكندرية.. والأمن يتدخل (تقرير)
موجة من الاحتجاجات والغضب عاشها الشارع السكندري صباح اليوم الثلاثاء، وذلك بعد رفض أصحاب المخابز في عدد من المناطق صرف الخبز لحاملي البطاقات التموينية الورقية، ردًا على قرار وزير التموين الدكتور علي مصيلحي، الذي حمل رقم 5 لسنة 2017 بتعديل كميات الخبز كارت الذهبي لأصحاب البطاقة الورقية بدل الفاقد والتالفة والذين لا يمتلكون بطاقة ذكية من 1500 رغيف إلى 500 رغيف.
الأمر الذي تسبب في غضب المواطنين من عدم صرف الخبز لهم، لاجبارهم على شراء خبز قيمته ما بين 50-75قرش، وقد حمل عدد من المواطنين وزارة التموين القرار الذي اصدرته، خاصة مع موجة الغلاء التي تشهده الدولة المصرية، وقد تجمهر المواطنين أمام مكاتب تموين وسط، المعهد الديني، ومديرية التموين بمنطقة وسط المحافظة، وقد قام العشرات من المواطنين بقطع طريق السبع بنات، وطريق الدخيلة، وقطع شريط السكة الحديد بمنطقة العصافرة، فيما اغلق اصحاب المخابز بمنطقة العامرية أقصى غرب المحافظة الأبواب أمام المواطنين.
وقد اضطرت مديرية أمن الإسكندرية إلى الدفع بسيارات شرطة نحو أماكن التجمهرات، لحل أزمة الخبز وفض الوقفات، وقد حرص عدد كبير من الضباط باعطاء المواطنين ارقام هواتفهم، لمساعدتهم في حل الأزمة، وقد اختفت قيادات مديرية التموين بالمحافظة من المشهد، ولم يقوموا باصدار أية قرارات حيال الأزمة.
كما نفى اللواء شريف عبد الحميد مدير إدارة البحث الجنائي، الأقاويل الدائرة حول هروب مبارك عبد الرحمن وكيل وزارة التموين، مشيرًا إلى أنه سافر إلى القاهرة، للقاء وزير التموين حول الأزمة، وبدوره لم يعلن محافظ الإسكندرية الدكتور محمد سلطان عن قيامه بأي دور لحل تلك الأزمة في بدايتها، ولم تستطع"الفجر" الوصول إلى محافظ الإسكندرية، وكيل وزارة التموين، ورئيس شعبة المخابز، لغلق هواتفهم المحمولة.
وقد اكتفت محافظة الإسكندرية بصدور بيان صحفي مساء اليوم، يعلن فيه المحافظ الدكتور محمد سلطان بأنه سيصرف جميع مستحقات الخبز لمن يمتلك البطاقات الورقية لحين استخراج البطاقات الذكية خلال أسبوعين؛ مؤكدًا أنه سيتم معاقبة أي صاحب مخبز يمتنع عن بيع حصة الخبز لأي مواطن يمتلك بطاقة ورقية إلى الحد الذي يصل إلى غلق المخبز وصرف حصته من الدقيق على المخابز المجاورة؛ مشيرا إلى أنه تم التواصل مع وزير التموين والذي بدوره اصدر قراره بأنه يتم الصرف لاي مواطن معه بطاقة ورقية لحين صرف البطاقات الذكية وذلك بداية من الساعة 8 صباح باكر.
وأكد سلطان بأنه سيتم تشكيل لجنه لمتابعة المخابز بالثغر لمنع حدوث أي خلل أو تقصير بحق المواطنين ووجه المواطنين في حالة حدوث أي شكوى أو في حالة امتناع أي مخبز عن صرف حصة أى مواطن بالبطاقات الورقية على المواطن الاتصال بالخط الساخن للمحافظة 114.
وقد قام بتوجيه الشكر للمواطنين الشرفاء على تفهمهم للوضع وتلاحمهم مع القيادات الأمنية والأجهزة التنفيذية بالمحافظة وادراكهم لطبيعة الموقف؛ مؤكدا بأنه سيتم حل كافة مشكلاتهم بأسرع وقت ممكن وان الهدف الأساسي هو إرضاء المواطن وتقديم الدعم لمستحقيه، كما وجه الشكر لرجال الامن على تعاملهم الحكيم مع الموقف واستيعابهم لحالة الغضب الحادثة بالشارع السكندري.
وقد عبر عدد من المواطنين عن غضبهم من عدم صرف لهم الخبز عبر هتافات:"عايزين عيش"، "ليه تخلوا الشعب جعان"، "الغوا القرار"، وقالت إحدى السيدات وتدعى "سمية إبراهيم"؛ "من شهر 4 مش بناكل عيش، رغم إن معايا بطاقة ورقية صادرة من مكتب التموين لـ4 أفراد رغمًا أن عدد أسرتي 5 أفراد، وروحت عشان أجيب العيش عشان أفطر أولادي الصبح بلغوني أن البطاقة وقفة، ولما جيت المديرية عشان اشتكي قال لي استنى كمان أسبوعين، يعني مطلوب مني أقعد أسبوعين مناكلش عيش أنا وعيالي وزوجي".
وأشارت سيدة أخرى؛ "بقالي سنة ما بخدش تموين، وطلعولي الورقة عشان أصرف الخبز، بس اتفاجئت اليوم إن مفيش عيش، وبعد ما روحت لمكتب التموين قالولي هنعملك إيه واتكلموا معايا بأسلوب مش كويس"، متابعة: "الرغيف بـ60 قرشًا واحنا 5 أفراد حرام اللي بيحصل فينا ده".
وأضافت "إيمان علي": "أنا عندي 7 أطفال ولحد دلوقتي لم أحصل على بطاقة تموين، لما يوقفولي ورقة العيش اللي بنتسند عليها أجيب منين"، متابعة:،" أنا معنديش ولا رغيف في البيت وجوزي شغال على باب الله في جراج، ووكيل وزارة التموين في الآخر بيقولي روحي اعملي محضر في القسم أو المحافظة، يرضي مين ده يارب".
وأرجع اللواء شريف عبد الحميد مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية، أن أزمة الخبز اليوم بالمحافظة لامتناع أصحاب المخابز صرف الخبز لحاملي البطاقات الورقية، ردًا على قرار وزراة التموين بتخفيض عدد الخبز المخصص لغير الحاصلين على بطاقة ذهبية من 1500 إلى 500 رغيف، وأنه عندما توجه حاملو البطاقات الورقية صباح اليوم لصرف الخبز، رد عليهم أصحاب المخابز، أنه لا يوجد خبز لهم، ما آثار غضب المواطنين.
وأضاف "عبد الحميد" في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أثناء تواجده أمام مكتب مديرية التموين، أن تلك المشكلة ظهرت في اماكن محددة بالإسكندرية وليس في المحافظة جميعها، وهي مناطق "المعهد الديني، سيدي جابر، سيدي بشر، اللبان، الدخيلة، مينا البصل"، وأن هناك نواب من البرلمان تدخلت لحل الأزمة بتوزيع خبز على المواطنين، منوهًا إلى أنه النائب محمد الكوراني وزع على المواطنين خبز من خلال سيارات بمنطقة اللبان، وأنه صدر أمر بتوزيع خبز الأمن المركزي إلى المواطنين، بدلًا من العساكر.
وأعلن أمن الإسكندرية، عن الإشراف على توزيع الخبز لحاملي البطاقة التموينية، وأنه لن يتم السماح بتكرار تلك الأزمة مرة أخرى، حتى يحصل الجميع على حصته من الخبز.
ودفع عدد من أعضاء مجلس النواب بعدد من السيارات لتوزيع الخبز على المواطنين المتجمهرين في الشوارع، وذلك عقب امتناع اصحاب المخابز من صرف الخبز لحاملي بطاقات التموين الورقية، وقد تدافع عدد من المواطنين أمام السيارات، للحصول على اكياس من الخبز.
وكانت مديرية أمن الإسكندرية، قد وزعت عصر اليوم الثلاثاء، الخبز على المواطنين المتجمهرين أمام مكتب مديرية التموين من خلال سيارات الشرطة، وذلك عقب أزمة عدم صرف أصحاب المخابز الخبز لحاملي البطاقة التموينية الورقية.
فيما قال عبدالعال درويش، رئيس شعبة مخابز الإسكندرية، إنهم تفاجئوا بقرار وزير التموين؛ بتخفيض عدد الأرغفة من 3000 رغيف إلى 500 رغيف بمحافظة الإسكندرية.
وأشار "درويش"، خلال مداخلة تليفونية ببرنامج "90 دقيقة"، الذي يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش، عبر فضائية "المحور" مساء الثلاثاء، إلى أنهم إجتمعوا مع وزير التموين، لحل مشكلات التموين، لافتًا إلى أنه وعدهم بإجتماع آخر، وكان من المفترض أن يكون يوم الخميس، ولكنه لم يحدث.
وتابع: "إذا لم يتراجع وزير التموين عن هذا القرار، يتصرف الشعب معاه"، مؤكدًا أن أصحاب المخابز منتجين فقط، وليس لهم أي علاقة بالقرارات، مطالبًا وزير التموين بتأجيل هذا القرار، حتى صدور البطاقات الجديدة لكل المواطنين.