حقيقة تسبب الحليب في الإصابة بالسرطان
هل هناك علاقة بين تناول الحليب أو منتجات الألبان بشكل يومي، والإصابة بأمراض السرطان، وخصوصاً سرطان البروستاتا، أكثر السرطانات التي تصيب الرجال؟ وبعد الجدل الدائر عن هذا الموضوع، هل توصل العلم إلى إجابة وافية عن هذا السؤال في الوقت الحالي؟
في البدء هناك عدة حقائق يجب ذكرها بخصوص هذا الأمر:
1- أشارت دراسات عديدة منذ السبعينيات إلى الارتباط بين اللبن الحليب والإصابة بالسرطان. وأوضحت إحداها أن تناول الحليب يومياً يؤدي إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بالسرطان إلى أكثر من الضعفين.
2- عام 1997، أشار صندوق أبحاث السرطان العالمي والمعهد الأمريكي لدراسات السرطان إلى أن منتجات الألبان ينبغي أن تصنف ضمن عوامل الخطر في .
3- عام 2000، أشارت دراسة، امتدت إلى 11 عاماً في جامعة هارفارد، إلى أن تناول منتجات الألبان أكثر من وجبتين يومياً كان له تأثير في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 34 بالمائة، مقارنة بمن يتناول نصف وجبة منها يومياً.
ولكن كيف يسبب الحليب السرطان؟
يبدو أن الإجابة تكمن في تأثير الحليب على هرمونات الرجل، حيث إن منتجات الألبان تحفز إفراز عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-I) في الدم، والذي بدوره يؤدي إلى تحفيز نمو الخلايا السرطانية. هذا العامل يوجد أساساً في الدم بطريقة طبيعية، لكن تشير الدراسات إلى الارتباط بين زيادة إفرازه وبين سرطان البروستاتا، أو سرطان الثدي، الذي يصيب النساء عادة، ويمكن أن يصيب الرجال أيضاً.
وهناك احتمال آخر، وهو أن الكالسيوم الموجود في اللبن يستنزف فيتامين (د) في الجسم، وبالتالي يزيد نسبة خطر الإصابة بالسرطان.
أيضاً معظم منتجات الألبان تحتوي نسبة عالية من الدهون، وهو ما يؤثر على نشاط الهرمونات الجنسية، الأمر الذي يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالسرطان.
ولو عدنا بالأمر للخلف قليلاً لاكتشفنا أن الارتباط بين الحليب والسرطان ليس غريباً، حيث إن الدور البيولوجي الأساسي للبن هو تدعيم النمو السريع لكل أجزاء جسم الرضيع. وبعد سن الفطام لا يحتاج الطفل إلى اللبن في شيء.
ليس الحليب وحده الذي قد يزيد مخاطر الإصابة بالسرطان، فاللحوم والأطعمة الغنية بالدهون عموماً متورطة أيضاً في هذا الموضوع.
بينما لم تتكشف الحقيقة الكاملة إلى الآن ومازال هذا الموضوع قيد الدراسة، تميل العائلات الحريصة على الصحة إلى التخلي عن منتجات الألبان، وكل المنتجات الحيوانية الأخرى، والتركيز على النظام الغذائي النباتي، الذي يحتوي على الخضروات والفواكه والحبوب والبقوليات.
ما هذا؟ كل شيء يسبب السرطان؟
الحقيقة، ليس كل شيء يسبب السرطان؛ فالبقوليات والحبوب الكاملة والخضروات والفواكه ليس فقط لا تسبب السرطان، بل تحاربه أيضاً.
الأطعمة النباتية تحتوي على نسب قليلة من الدهون في مقابل نسب عالية من الألياف، كما تحتوي على عناصر غذائية مضادة للسرطان، وتقي الجسم من الإصابة به.
أيضا تحتوي الطماطم والبطيخ وباقي الفواكه الحمراء الزاهية على مادة الليكوبين، التي تقلل احتمالية الإصابة بالسرطان.
لكن المنتجات الحيوانية، سواء اللحوم أو الألبان أو البيض، لها علاقة بالإصابة بالعديد من أنواع السرطان؛ لأنها تحتوي على نسب عالية من الدهون التي تأوي المواد الكيميائية المسببة للسرطان، وتزيد معدلات إفراز الهرمونات المحفزة لنمو الخلايا السرطانية.
كما أن المنتجات الحيوانية لا تحتوي على الألياف التي تكافح بشكل طبيعي المواد المسببة للسرطان في القناة الهضمية، ولا على المواد المضادة للأكسدة التي تحارب السرطان.
النظام الغذائي الأفضل لمحاربة السرطان
الذي يقي من السرطان ينبغي أن يحتوي بشكل أساسي على العناصر التالية:
1- الخضروات: مثل الطماطم والجزر والبروكلي والسبانخ.
2- الفواكه: مثل الفروالة والكيوي والموز والتفاح والشمام.
3- الحبوب الكاملة: مثل الشوفان والأرز والخبز والمعكرونة.
4- البقوليات: مثل الفول والبازلاء والعدس والفاصوليا.