المستشار الدبلوماسي سامح المشد يكتب: سفير أرمينيا إرحل.. أذربيجان ستبقى حرة
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"
تاريخ أرمينيا مجدول بالدم، وقيادة الموت، الذي توجهه أرمينيا دائما، وتاريخهم الأسود الذي سيقودهم للعدم، فإنتهجوا سياسة سفك الدماء، وكأن نهايتهم المحتومة خلقت لديهم جنونا، فصاروا مجرمين حرب، ممارسين للإرهاب بجدارة وإقتدار، متخبطين في تصريحاتهم التي تفوح منها رائحة الكذب، هؤلاء أصحاب القرارات والإتفاقيات العقيمة، أصحاب الأطماع التوسعية، وخلق الفتنة، وإشعال نار الحروب، والمجازر والتشتيت، والتفريق للبنيان المرصوص، للصف الآذري، وزرع الأرمن للأرمن، وتمزيق الأرض، وتقليص الحدود.
فقد صرح السفير الأرميني متهكما على تصريحات سفير أذربيجان، حيث قال مبعوث أرمينيا: (السفير الآذري يحيي ذكرى مذبحة خوجالي ويتهم الأرمن بقتل 613 مواطنا)، ويأتي المبعوث الأرميني بوصفها بالاكاذيب، ويفند رأيه بوقائع تاريخية، فعلق على تصريحات السفير الأذربيجاني تورال رضاييف، ووصفها أنها مغلوطة، وبها من الأكاذيب مابها، لكن سفير أرمينيا لم يقدم دليلاً واحدا على تهكمه وإعتراضه، ونعت هذه التصريحات بالمكذوبة، غير أنه تعضد بقوله: (إن السكان الأرمينين يواصلون النضال من أجل ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم).
إنه لأمر مضحق حقا، لأن هذا الحق (حق الشعب في تقرير مصيره) إن كان حقاً مشروعاً في ذاته أقره القانون الدولي وكفله، وأوضح سبل المطية له لإسترداد الأرض، ورد العدوان والغاصبين، وفي غير موضع يؤكد السفير الأرميني على هذا الحق، فوجب الرد عليه لتوضيح ماقد غفل عنه، فهذا الحق لحيق بدول قائمة بالفعل تم إحتلالها، ولها مطلبها في تحرير أراضيها التي هي جزء من كيانها كدولة مكتملة الأركان أرضا وشعبا وسيادة، وبإسقاط هذا القانون وتلك الشريعة على أمر ماتدعى أرمينيا نجد أن سكانها بلا أرض او بأرض مغتصبة بالدم والإرهاب، والمذابح تنتظمهم رايه واحدة، وبإسقاط نفس القانون على أذربيجان صاحبة الأرض والحق، والتي مورس ضد شعبها كافة سبل الإرهاب بغية الترحيل القسري، والتصفية العرقية، والتطهير للإستيلاء على الأرض، وإحتلالها، وإستيطانها إستيطانا مؤمنا بالتسليح الغير شرعي المحظور دولياً، وإقامة وطن للأرمن عليها، حالها حال فلسطين المحتلة والإستيطان اليهودي عليها.
وقد صرح أحد الصحفيين الفرنسيين قائلا: (لقد سمعت الكثير عن الحرب وقرأت كثيراً عن غدر الفاشية الألمانية، لكن الأرمن فاقوا ذلك بقتلهم الأبرياء والأطفال في عمر الخامسة والسادسة).
كذلك ذكر الكاتب "داوود خيريان" الأرميني في كتابه "في سبيل الصليب.. مذبحة خوجالي" حيث شهد شاهد من أهلها فقال: (في برد الصبح القارس كان يجب علينا أن نقيم جسراً من الموتى للعبور من المستنقع الموجود بالقرب من منطقة " باشيولاق " لم أرد السير فوق جثث الموتى فرأى ذلك العقيد "أوانيان" فأشار لي "لاتخف" فوضعت قدمي في صدر جثة طفلة في التاسعة أو الحادي عشرة من عمرها وبدأت السير، لقد غرقت قدماي وسروالي في الدم، لقد عبرت بهذه الطريقة فوق 1200 جثة).
هذا قول صاحب الضمير الرجل الرشيد، وهذا فعله الذي تقشعر له الأبدان، ويشيب له الولدان، وهو منهم ومن بني عشيرتهم وأهلهم، ناهيك بالطبع عن أن الجثث قد مثل بها، كل هذا لقذف الرعب بل الرعد في قلوب الآذريين، حتى لاتسول لهم أنفسهم بالرد أو ردع قوى البغي الأرمينية أو حتى أن يحدثوا أنفسهم في شأن الأرض المغتصبة.
أذربيجان أرض ترفض أن تشرب الدم وصارت قبرا كبيرا لأبنائها الذين وجه إليهم الإرهاب والموت في أبشع صورهما، وأرض مغتصبة يرتع فيها المحتل الأرميني تحت إمرة قانونية خلقها وسواها وأشرف على حبكة البقاء والديمومة لها المحتل السوفيتي الأسبق.
في تصريح صريح، وطلب لاتعتريه مواراة، وفي وضوح للعلل والأسباب وبراهين أقمنا دلائلها واحداً تلو الآخر، والتاريخ يترصد فلايقبل إلا ماقد عهدناه عليه ألا وهو الحق الذي ساقنا إلى أن أرمينيا إسم ليس إلا لصنم في زمن غير زمن الجاهلية، لاتسمع ولاتبصر ولاتغني عن الحق شيئا، الحق الذي فحواه إغتصاب أرض أذربيجان لإقامة وجودها.
في زمن العولمة ضلوا وأرادوا أن يضلوا، وكأنهم يطيحون بتاريخ ملك من على حائط المعبد ليكتبوا تاريخهم ويرسموا رسم العهد الجديد، لكن أنى لهم مأربهم؟ فاليوم للتاريخ ألف كاتب "قرفصاء" هو لايكتب مايملى عليه فحسب، بل يحلل ويمحص، ويفتح بوابات التنقيح لإزالة اللبس والستار عن كل حقيقة أرادها الكذابون والغيب سواء، فقد حفل تاريخ الأرمن بمذابح لم تشهدها البشرية قط من "مذبحة خوجالي" لسومقايت ليوم 20 يناير 1990 "يناير الأسود" وغيرها الكثير.
إلا أنه في ظل كل تلك المهاترات والإدعاءات التي تفتقر للدليل عليها، صدرت قرارت الأمم المتحدة الأربع، لاينقصها إلا التفعيل، فهى جاءت تفنيدا للواقع والوقائع، خاصة أن رحيل المحتل الأرميني ومن تبعه أمر يخرج نهائياً عن دائرة المفاوضات من أجل البقاء، خاصة أن أذربيجان لن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها، فإن لم تؤت الدبلوماسية الثمار المبتغاة منها، فلامانع لدى أذربيجان من الخيار العسكري إذا ماأضطرت اليه لرد الأرض والثأر لدماء كل شهيد روى أرضها.
فقد عملت مستشارا لسفارة أذربيجان لأكثر من 10 سنوات، وأعلم عنها الكثير والكثير على جميع المستويات السياسية والدبلوماسية والإقتصادية والعسكرية، فقضية كالتي بين أيدينا "إحتلال الأرمن لجزء من أراضي أذربيجان" أقسمنا عليها القسم الحق، وأخذنا على أنفسنا العهد الأكيد الذي يموت النهار فيقسم به الليل ويموت الليل فيقسم به النهار، فقد أصبح جليا ونحن نبحث بحيادية في تاريخ الأمم مالها وماعليها، أن لأذربيجان أرض مغتصبة، وحق وكرامة لابد من إستردادهما، فيرحل المحتل وخلفه سكان وقيادة ودبلوماسية تتلاشى تلقائيا برحيله، وختاما أقول للسفير الأرميني: إرحل.. فالدبلوماسية ستظل حرة، وأذربيجان ستبقى شامخة قوية نظيفة عفيفة بريئة من تهم أرمينيا وأكاذيب سفير أرمينا.