الفلسطيني "باسل الأعرج".. حكاية شهيد أوجع قلوب الوطن العربي
اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر اليوم الاثنين الناشط والمدون الفلسطيني باسل الأعرج، بعد أن اقتحمت منزلا في البيرة برام الله، وقامت باحتجاز جثمانه ونقله إلى جهة مجهولة.
باسل الأعرج 31 عاما، بدأت قصة مطاردته، عقب اختفائه مع عدد من أصدقائه في أواخر شهر مارس من العام الماضي لعدة أسابيع، ليتم بعد ذلك اعتقالهم، واتهم الشباب المعتقلون حينها بالنية والإعداد لتنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال، وهو ما نفوه جملة وتفصيلا.
وعقب إضراب عن الطعام نفذه الشبان المعتقلون احتجاجا على اعتقالهم دون تهمة، قررت المحكمة إطلاق سراحهم في التاسع من سبتمبر من العام الماضي، حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال الشبان تباعا باستثناء الأعرج الذي بقي متواريا عن الأنظار.
وواصلت قوات الاحتلال خلال أشهر اختفاء الأعرج، اقتحامها لمنزل عائلته والتنكيل بها بصورة متكررة، في قرية الولجة بمدينة بيت لحم وسط الضفة الغربية.
وباسل الأعرج، خريج صيدلة بأحدى الجامعات المصرية، وعمل في مجاله قرب القدس، وكان ناشطاً جماهيرياً تصدر المظاهرات الشعبية الداعمة لمقاطعة إسرائيل، واشتهر الأعرج بمقالاته العميقة، كما عمل في مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وصية الشهيد باسل الأعرج، التي تركها قبل مقتله على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدامت قلوب كل من قرأها، وجاء فيها:
"تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد..
إن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أني قد مِتُّ، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلبٍ سليم، مقبل غير مدبر، بإخلاص بلا ذرة رياء. فكم من الصعب أن تكتب وصيتك، ومنذ سنين انقضت، وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة، ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة.
وأنا الآن أسير إلى حتفي، راضيًا مقتنعًا وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني، وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد، وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهورٍ طويلة، إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء، فلماذا أجيب أنا عنكم؟ فلتبحثوا أنتم، أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله".