"المعديات".. نعوش عائمة فوق الماء بقنا (صور)
قلاقل أيقظتها حادث فجر اليوم بمركز قوص، جنوبي قنا، بعد مصرع 6 في سقوط سيارة بنهر النيل أثناء عبورها النهر بمعدية نيلية، حيث الاشباح التي قبعت في مخيلات بعض أهالي المحافظة، الذين يستخدمون المعديات النيلية في الكثير من أمورهم الحياتية، لتعينهم على العبور من مكان لاخر من ضفتي نهر النيل.
وتعتبر مراكز الوقف وقوص ودشنا، من أهم المراكز التي تعتمد على المعديات من أجل العبور للضفة الثانية من نهر النيل، والتي شهدت فيها مدينة قوص العام الماضي غرق احدى المعديات والتي تسببت في وفاة تلميذتين وانقاذ الاخرين من الركاب.
«المواصلة الوحيدة للمنزل»
يقول أدهم حسانين، مواطن، إنهم يعتمدون بشكل كبير على المعديات، مشيرًا بقوله، هي دي المواصلة الوحيدة اللى بنقدر نطلع وندخل بيها البلد"، وناشد المسئولين بالمحافظة بضرورة الاهتمام بتلك المواصلات، حتى لا تذهب ارواحهم هباءًا منثورًا.
«حمولات زائدة»
وتابعت أحلام سيد، ربة منزل، أنها دائمة الذهاب والإياب، مع إبتنها الطالبة، بصحبة العشرات من الطلاب والطالبات من أبناء قريتها الذين يستخدمون هذه المعديات يوميًا للذهاب إلى مدارسهم، ما يعرض حياتهم للخطر نتيجة سوء حالتها والحمولة الزائدة.
وأشارت إلى أن هناك بعض السلوكيات التي تعرض حياة المواطنين للخطر نتيجة رعونة قائد المعدية حيث يتسابقون سائقوها فيما بينهم للفوز بأكبر عدد من الركاب إضافة إلى عشوائية الحركة فوق المياه.
«كوارث وإهمال»
ويضيف عادلي نصيف، أن هناك العديد من الحوادث التي تشهدها المناطق الخاصة بالمعيدات النيلية، والتي تنذر عن أخطار داهمة تؤرق المواطنين، موضحًا أن نهر النيل الذي يقسم محافظة قنا إلى نصفين، لا يربطهما سوى بعض الكباري في مراكز بعيدة عن الأخرى، بمسافة 40 كيلومترًا، ولذا تنتشر المعديات النيلية والمراكب وغيرها، وكلها تمثل مناطق كوارث ومخاطر لما تعانيه من إهمال.
«الأطفال يقودونها»
ويوضح علي الشاعر، أن هذه المعديات معظمها قديم ومتهالك، ويقودها الأطفال حديثي السن، متسائلًا عن دور المسطحات المائية في الرقابة على هذه المعديات، فلماذا لا تقوم المحافظة بشراء عدد من المعديات لمدن محافظة قنا، الواقعة على نهر النيل وتشغيلها والاستفادة من المكسب المادي في إقامة المشروعات بالمدن وتشغيل الشباب.
«عمالة غير مؤهلة للملاحة النيلية»
ويردف طاهر عبد الناصر، موظف، أن معظم أصحاب المعديات الخاصة ليس لهم هم سوى الكسب اليومي ولا يوجد بها وسائل إنقاذ سريعة في حالة وقوع حادث غرق أو تعرضها للخطر، فكل عام تتكرر الكوارث في النيل بسبب المعديات التي يقودها أشخاص غير مؤهلين للملاحة النهرية.
«محافظ قنا يعد بتطوير المراسي النيلية»
وقال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، إنه يتم تطوير عدد من المراسي النيلية خصوصا بمركز الوقف، والذي يعتمد أهالي قرية جزيرة الحمودي، على المعدية بشكل كبير، مؤكدًا على أنه يتم الانتهاء من مراسي نيلية بمركز دشنا – الوقف، بتكلفة بلغت مليون و400 الف جنيه، من أجل تطوير آلية العمل بها.