بعد المطالبة بتعديل لائحة الأزهر.. هل يستغل "الوفد" أزمة الطلاق الشفهي لعزل "الطيب"؟
بعد الأزمة المتصاعدة بين مؤسسة الأزهر والرئاسة، حول مخالفة الأزهر للأخيرة بتقييد الطلاق الشفوي، ظهرت بعض التصريحات التي تطالب بتعديل اللائحة الداخلية للأزهر، لتضمن تغيير القيادات العليا بالمؤسسة، بما فيها شيخ الأزهر، لضمان استمرارية تجديد الخطاب الديني على نحو صحيح يسمح بتغيير الفكر، وكانت آخر تلك المناداة للمساعد الأول لرئيس حزب الوفد، حيث سبقه النائب محمد أبو حامد وتقدمه بمشروع قانون يعيد طريقة اختيار هيئة كبار العلماء، وهو ما اعتبره علماء بالأزهر، مخططًا للإطاحة بشيخ الأزهر وعزله من منصبه.
"أبو حامد" يعد مشروع قانون لوضع آلية اختيار كبار العلماء
قال النائب محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب، إنه يعمل على وضع مشروع قانون يعيد طريقة اختيار هيئة كبار العلماء، التي تختار شيخ الأزهر، وذلك عن طريق وضع آلية جديدة لاختيار أعضاء الهيئة عن طريق ترشيح كليات الأزهر، بجانب أن يكون لرئيس الجمهورية السلطة في اختيار أعضاء الهيئة.
وأشار أبو حامد، إلى أنه لم ينته بعد من كتابة المقترح الأول لمشروع القانون، ويعمل حاليًا على حوار مجتمعي مع أعضاء هيئة كبار العلماء السابقين والحاليين، وبعض علماء الأزهر لمختلف تواجهتهم.
"قورة" يطالب بتعديل لائحة الأزهر
كما طالب المهندس ياسر قورة، المساعد الأول لرئيس حزب الوفد للشئون السياسية والبرلمانية، بضرورة إجراء تعديلات على لائحة مؤسسة الأزهر الشريف لتضمن تغيير القيادات العليا بالمؤسسة، بما فيها شيخ الأزهر، لضمان استمرارية تجديد الخطاب الديني على نحو صحيح يسمح بتغيير الفكر.
وأوضح "قورة"، أن تعديلات لائحة الأزهر يجب أن تتضمن استمرار شيخ الأزهر في منصبه لمدة لا تزيد عن ثمانية أعوام كحد أقصى، أو كما يراها الأزهر الشريف مدة مناسبة، شريطة أن تكون محددة بغض النظر عن عدد السنوات، مع مراعاة المادة الدستورية التي توضح عدم إمكانية عزل شيخ الأزهر من قبل أي قيادة سياسية بمن فيها رئيس الجمهورية.
وأشار قورة، إلى أن إجراء تلك التعديلات من قبل مؤسسة الأزهر نفسها سيكون بمثابة جعل مؤسسة الأزهر قدوة لكافة المؤسسات، ويفتح الباب أمام تواصل الأجيال والأفكار، مشددًا على أهمية إجراء التعديلات على لائحة الأزهر تطبيقًا لمبدأ تجديد الخطاب الديني، الذي يجب أن يصاحبه تغيير في الأشخاص لضمان تغير الفكر، على أن تتم كافة التغييرات داخل مؤسسة الأزهر ذاتها.
"أبو شقة": لا نقبل بعزل رأس المؤسسة الدينية
وبدوره، علق المستشار بهاء الدين أبو شقة سكرتير عام الوفد، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، على ما طالب به مساعد رئيس الحزب من ضرورة إجراء تعديلات على لائحة مؤسسة الأزهر الشريف تضمن تغيير القيادات العليا بالمؤسسة بما فيها شيخ الأزهر، قائلًا؛ إن نص دستور جمهورية مصر العربية الصادر عام ٢٠١٤ قد جاء واضحًا وصريحًا في أن الأزهر هيئة علمية مستقلة يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساسى في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوى ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم، وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء كبار العلماء.
وأضاف أبوشقة، أن الوفد يؤكد على استقلالية شيخ الأزهر وعدم قابليته للعزل، وأن اختياره من قبل أعضاء كبار العلماء، وهو ما يدعمه الوفد، دعمًا وتاييدًا لهذا النص الدستوري، بل ويطالب بالمزيد من الضمانات للأزهر والمشيخة تحقيقًا لرسالته السامية في نشر الدين والدعوة بمفهومها الصحيح في مصر والعالم.
"قورة" ردًا على "أبو شقة": اقتراحي مقدم للأزهر دون غيره
ورد ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد، على المستشار بهاء أبو شقة، قائلًا؛ إنه لم يطالب بتعديلات في الدستور المتعلقة بمواد شيخ الأزهر حول تجديد مدته، لكنه طالب بإجراء تعديلات في اللائحة الداخلية في الأزهر، التي يتحكم فيها هيئة كبار العلماء، وأن تقوم بتحديد مدة لشيخ الأزهر.
وأكد قورة، أنه يحترم الدستور والأزهر وشيخه وتاريخه العريق في نشر الدعوة والحفاظ على الدين بمفهومه الصحيح وأن ما أصدرته من تصريحات كان موجهًا للأزهر الشريف كاقتراح يتولاه الأزهر دون غيره".
"عبادة": مخطط للإطاحة بشيخ الأزهر
وفي هذا الصدد، قال صبري عبادة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن هناك بعض الأشخاص المعادين للأزهر، يخططون للإطاحة بشيخ الأزهر، وعزله من منصبه، وظهر ذلك جليًا من خلال مشروع قانون تقدم به النائب محمد أبو حامد، لتغيير هيئة كبار العلماء، وشيخ الأزهر، إضافةً إلى تصريح إحدى القيادات الوفدية.
وأضاف عبادة، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن هؤلاء يستغلون أزمة الطلاق الشفوي، لإشعال الفتنة بين الأزهر والرئاسة، مشيرًا إلى أن الدستور يضمن استقلالية الأزهر، ويمنع التدخل في شؤونه باعتباره المرجعية الأولى للإسلام في مصر والعالم.
وأوضح عبادة، أن الأزهر وهيئة كبار العلماء، سيظلون يحاربوا الأفكار الهدامة والضالة، ولن ينصاعوا وراء بعض الآراء لإصدار بعض القوانين التي تخالف الشرع.
"فؤاد": "الأزهر" لن يقع أبدًا بإذن الله
وردًا على ما يثار بشأن الأزهر، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف وعميد كلية العلوم الإسلامية لتعليم الوافدين، إن الإمام الأكبر يضمد الجروح، وينادي في العالم أجمع ليجمع الناس على كلمة سواء، والأزهر يحظى باحترام العالم أجمع، فكيف نطلق التصريحات التي تهين الأزهر الذي يحترمه العالم كله؟.
وأضاف فؤاد، لكل مقام مقال، ينبغي علينا أن نشكر الأزهر الشريف، وأن لا نوجه له رصاصة، متابعًا الأزهر لن يقع أبدًا بإذن الله، وسيظل الأزهر الشريف.