في ذكرى رحيله.. انحرافات المخابراتي "صلاح نصر" الجنسية مع جميلات الوسط الفني
شهدت فترة توليه رئاسة جهاز المخابرات المصري، محاولات استقطاب وتجنيد لعدد من الفنانات لكي يصبحن بمثابة العيون على بعضهم البعض خصوصًا في السهرات الفنية الخاصة، واستخدمهن في الدعارة الوطنية، هذا هو صلاح نصر، رئيس جهاز المخابرات، الذي وصف بالغموض والقوة في ذات الوقت.
وترصد "الفجر"، علاقات الفنانات بصلاح نصر، في ذكرى رحيله.
اعتماد خورشيد
تحكي اعتماد خورشيد عن دورها في مطلع التسعينات بعد الاعترافات المثيرة التي أدلت بها في الكتاب المشهور "شاهدة على انحرافات صلاح نصر" في نهاية 1989الذي طبع ست مرات خلال ثلاثة أشهر، حيث تقول اعتماد بصفتها أول سيدة تدخل مجال الإنتاج السينمائي في مصر، فقد تزوجت من المصور أحمد خورشيد الذي يكبرني بـ 27 سنة وأنجبت 3 أبناء، وانتمي للأسرة المالكة وهو السبب الرئيسي وراء معاناتي.
وتقول اعتماد إن صلاح نصر، تزوجها بورقة عرفية باطلة، وجعل زوجها الفنان أحمد خورشيد يشهد على زواجه بها ووزير الداخلية وقتها عباس رضوان.
وكشفت اعتماد عن أول لقاء جمع بينها وبين صلاح نصر تقول .. عندما اتصل بها بصفته منتج سينمائي يدعي "سمير" طالبًا منها شراء معملًا منها فذهبت أليه لمقابلته في إحدى الفيلات وكانت الصدمة عندما وجدته عاريًا على السرير! وحاول الاعتداء عليها جنسيا، ونتيجة للمقاومة، فادخلها في غرفة بها جثث معلقة في السقف لتهديدها، وصاح في وجها قائلًا أنا من أتحكم في الرئيس جمال عبد الناصر وهو السبب في بقاؤه حيًا، فأغمى عليها وتم نقلها في سيارة إسعاف إلى منزلها.
وفي اعترافاتها للراحل عبد الناصر روت اعتماد كيف كان "صلاح نصر" يمارس الشذوذ أمامها، ويصمم على الجلوس أمامه لتشاهد شذوذ جلسات رجال ونساء الفن في جلسات "السمو الروحي" المثيرة التي كان يقيمها صلاح مع جميلات الفن.
لم تكتفي "خورشيد" في كاتبها الشهير عن الحديث عن "صلاح نصر" وعلاقته بالفنانين، بل روت في اعترافاتها الصارخة عن طلب الزعيم عبد الناصر لكي يقنعها بالشهادة أمام محكمة الثورة على جميع الجرائم التي عاشتها مع "صلاح نصر" وتتحول إلى شاهدة بدلًا من مجرمة شاركت في إدارة انحرافات الفنانات وتدخلهن في شئون الدولة وتصيد المسئولين في حفلات أهل الفن.
وكشفت أيضًا أنه طلب منها الإيقاع بالعديد من الفنانات ومنهن الفنانة لبني عبد العزيز ولكنها حمتها باعتبار أنها صديقتها وأخبرته أنها تعاني من مرض "السل"، ولكن استطاع نصر في تجنيد العديد من الفنانات خلال فترة الستينات، وكان على رأسهم الراحلة "برلنتي عبد الحميد" والتي قبلت أن تجند برغبتها الشخصية وأيضًا الراحلة "سعاد حسني".
سعاد حسني
وكشفت "خورشيد"، دور الفنانة الراحلة سعاد حسني، في الجانب المخابراتي، قائلةً؛ "تم تجنيد سعاد حسني بعد أن خدرها صفوت الشريف وصورها مع عددٍ من الرجال، لتقوم فيما بعد بالعمل مع المخابرات".
فيما تتحدث قصص أخرى عن إعطاء صلاح نصر أوامر إلى صفوت الشريف الذي كان ضابطًا وقتها في المخابرات أن يجندها بتصوير فيلم جنسي لها من دون أن تعلم، وقام بإرسال رجل من المخابرات مدعيًا أنه فرنسي لقضاء ليلة مع الفنانة الراحلة مقابل 300 جنيه في شقة بمصر الجديدة، ثم يقتحم صلاح نصر الغرفة بنفسه ضابطين "السندريلا" متلبسة بممارسة الرذيلة، وتتم مساومتها للعمل معهم خلال القمة العربية بالإسكندرية.
برلنتي عبد الحميد
ولم تسلم الفنانة برلنتي عبد الحميد، من الابتزاز، حيث أشارت اعتماد خورشيد إلى أنه تم تجنيدها بإرادتها لحاجتها إلى المال، معتبرة أن أفلام الكرنك، وكشف المستور، هما جزء من شهادتها، مؤكدة أن نجيب محفوظ كان يستمع إلى قصصها ثم يكتب، ثم تخرج بعد ذلك روايات يتم تحويلها إلى أفلام.
زبيدة ثروت
فيما كشفت الفنانة زبيدة ثروت، خلال استضافتها ببرنامج "بوضوح" مع الإعلامي عمرو الليثي أيضًا تمسكت بأن جهاز المخابرات برئاسة صلاح نصر، في فترة الستينيات، كان يضغط على الفنانات حتى يتم استخدامهن في أعمال خاصة.
وتروي "زبيدة"، حكايتها مع جهاز المخابرات عندما تلقت اتصالًا تليفونيًا وجاء ضابطين لمقابلتي، وقالوا لي إن صلاح نصر يريد أن يقابلك للإجابة عن بعض الأسئلة، وذهب والدي معي في تلك الزيارة، مضيفة: ذهبنا إلى المكتب في مصر الجديدة وجاء شخص وطلب مني الدخول إلى مكتب صلاح نصر، وطلب من والدي ألا يدخل معي فرفضت ورفض والدي فتركنا ثم عاد إلينا وطلب منا الدخول.
وتابعت: "دخلت المكتب وكان صلاح نصر جالسًا، ولم يقف لاستقبالنا أو الترحيب بنا بل سألني أنت تعرفي (على شفيق) وزوجته الفنانة مها صبري فقلت نعم"، ثم عاود "نصر" السؤال لماذا ذهبت إلى بيته ومين كان بيروح أحمد رمزي ذهب هناك؟، قلت له لم أره هناك وقت ما روحت.
وقالت زبيدة؛ "صلاح نصر وجدني لسه صغيرة (عيلة)، ولم أعجبه، ووالدي جاء معي وهو لواء في البحرية، وهذه هي المرة الوحيدة التي ذهبت فيها إلى المخابرات ولم يتصلوا بي مرة أخرى".
مريم فخر الدين
أما مريم فخر الدين، تؤكد أن قصة انفصالها عن زوجها تحت تهديد صلاح نصر، شائعات لا صلة لها بالحقيقة، موضحة أن علاقتها بصلاح نصر بدأت في الإسكندرية حينما شعرت بالملل من القاهرة وكانت وقتها مازالت متزوجة من د.محمد الطويل وحاملاً منه في نجلها محمد وكانت لاتعمل بينما كان زوجها مشغولاً دائماً في عمله فتركته بالقاهرة وسافرت للإسكندرية وهناك التقت صديقتها (زيزي) ودعتها صديقة الطفولة لتناول العشاء معها فاعتذرت مريم لعدم وجود السيارة فأرسلت زيزي لها سيارتها في المساء، وعندما همت مريم بركوب السيارة وجدت أربعة رجال مفتولي العضلات وفوجئت بوجود صلاح نصر الذي ابتسم لها وقال: "شفت عرفت أجيبك إزاي"؟ فأدركت وقتها أن زيزي تعمل لحسابه فشعرت برعب شديد وردت على نصر: لو لم تحضرني أنت فمن يستطيع إذن؟ وقالت له: معقول هؤلاء الرجال سيحضرون الحوار بيننا فأمرهم بالانصراف وأعطته الأمان إلى أن انشغل بشيء ما ففتحت الشباك وقفزت منه وعادت للقاهرة.
اتهامه في قضية انحراف المخابرات
أمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، باعتقال صلاح نصر ومحاكمته وتمت إدانته في قضية انحراف المخابرات بالسجن لمدة ١٥ سنة، وحكم عليه أيضًا لمدة ٢٥ سنة في قضية مؤامرة المشير عبد الحكيم عامر. لكنه لم يقض المدة كاملة، إذ أفرج عنه الرئيس الراحل أنور السادات في ٢٢ أكتوبر ١٩٧٤ ضمن قائمة أخرى وكان ذلك بمناسبة عيد النصر.