كازاخستان تستعد لأستانة جديدة منتصف مارس
قالت مصادر دبلوماسية إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبلغ في اتصال هاتفي نظيره الكازاخستاني، نور سلطان نزارباييف، أن المعارضة السورية المسلحة تأمل بعقد لقاء جديد في أستانة منتصف مارس الجاري.
وقال المكتب الصحفي للرئيس الكازاخي في بيان إنه في سياق الحديث محادثات جنيف انتهت للتو، أخبر الرئيس الروسي عن نية المعارضة السورية المسلحة لعقد اجتماع بشأن تسوية الأزمة السورية في أستانة في منتصف مارس الجاري"، ومن جانبه أعلن رئيس كازاخستان استعداد بلاده لعقد هذه المحادثات.
وقالت وكالة (سبوتنيك) الروسية إن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين أكد، اليوم السبت، أن الجولة الرابعة من الحوار السوري - السوري في جنيف "أحرزت تقدما على خلاف ما كان يتوقع البعض من سيئ النوايا"، مضيفاً أن "اجتماعات أستانة ومحادثات جنيف عمليتان سياسيتان مختلفتان، ولم يكن الحوار في جنيف ليجري لولا اجتماعات أستانا"، معتبرا أن هذه الاجتماعات أسهمت بتعزيز وقف الأعمال القتالية.
وكانت أستانة، قد استضافت، يومي 23 و24 يناير 2017، محادثات بين ممثلي أطراف الأزمة السورية، بحضور وفد عن الحكومة السورية، ووفد المعارضة الذي يضم مفاوضين وممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة، وبرعاية تركيا وروسيا وإيران، باعتبارها الدول الضامنة لتثبيت نظام وقف الأعمال القتالية المعمول به حاليا في سوريا، والذي دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر الماضي، وكذلك بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا.
ميستورا: 4 سلات
وإلى ذلك، أعطى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، مؤشرات ايجابية توصل اليها مؤتمر "جنيف 4" في ختام ثمانية أيام من المحادثات، وقال في تصريحات للصحافة: لدينا برنامج محدد لمناقشة السلاّت الأربع، بما في ذلك الإرهاب".
وأكد دي مستورا أنه تلقى اقتراحات مثيرة للاهتمام من وفد دمشق حول تبادل الأسرى، لكنها ستبحث في أستانا. وأضاف إلى أن عمليتي أستانا وجنيف تكملان وتدعمان بعضهما البعض.
وأشار إلى أن موضوع محاربة الإرهاب وبناء الثقة تمت إضافتهما كموضوع رابع إلى مفاوضات جنيف. وقال "الأطراف وافقت على أن جميع مواضيع المفاوضات ستبحث بشكل متواز".
وتابع "نحن نهدف لإجراء مفاوضات مباشرة بشأن سوريا، لكن حتى الآن أكثر فعالية إجراؤها عبر وسيط".
الإرهاب
وقال دي ميستورا إن مكافحة الإرهاب أضيفت "كسلة رابعة" للمحادثات إلى جانب جهود إقامة "حكومة جديرة بالثقة وشاملة للجميع"، وصوغ دستورجديد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ومن المفترض "نظريا" التعامل مع تلك القضايا خلال ستة أشهر، لكن محادثات السلام في جنيف لم تحقق شيئا يذكر منذ عقدها أول مرة قبل نحو ثلاث سنوات.
وقال دي ميستورا "أعتقد.. وأتوقع أنه ينبغي للطرفين الآن السعي من أجل اتفاق إطار عمل يتضمن حزمة سياسية متفقا عليها حتى يتسنى تنفيذ عملية سياسية انتقالية يتم التفاوض عليها وفق ما أشار إليه القرار 2254 (للأمم المتحدة)".
الحريري: إيجابية
ومن جهته، وصف رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية، نصر الحريري، هذه الجولة من المباحثات بالإيجابية، على اعتبار أنها ناقشت، لأول مرة، قضية "الانتقال السياسي" رغم عدم توصلها إلى نتائج واضحة على حد تعبيره.
وأضاف أن المعارضة ليس لديها اعتراضات على المقترحات الاثني عشر التي تضمنتها ورقة دي ميستورا، لكنها فقط أبدت بعض الملاحظات عليها.
لكن وفد الحكومة يمكنه أيضا الزعم بالخروج من جنيف بمكاسب محدودة هذه المرة، بعدما تم تضمين قضية "مكافحة الإرهاب" إلى جدول الأعمال بعدما طالبت دمشق بذلك.
وكانت قضية مكافحة الإرهاب مطلبا دائما للحكومة السورية التي تعتبر جميع المعارضين المسلحين إرهابيين.