لقبوه بـ"سيسي الإسكندرية".. "عم متولي" يصارع المرض في انتظار قرار مسؤول (فيديو وصور)
في أحد شوارع منطقة السيالة بمحافظة الإسكندرية، يتواجد "عم متولي" الرجل الذي يبلغ من العمر 63 عامًا، ويعتبر أحد علامات منطقة بحرى، والذي عُرف بين أهالي دائرته بوطنيته وحبه الشديد للرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدما رسخ وقته وجهده في العديد من المناسبات الوطنية بعد ثورة 30 يونيو.
- قصص وروايات عن "عم متولي" صاحب لقب "سيسي الإسكندرية"
وعلى الرغم من بتر قدمه، لكن لا يغيب عن أذهان أهالي الإسكندرية الرجل الستيني وهو مرتديًا زي الجندي المصري وقبعته العسكرية، ويردد هتافات أثناء سيره في الشوارع على كرسيه المتحرك الذي انقضى عليه الزمن "تحيا مصر".
هتافات "عم متولي" التي أحدثت ضجيجًا في الشارع السكندري، تحولت لصراخ وبكاء من شدة الآلام وهو على سريره داخل حجرة منزله، ويظهر وهو مغطأ بالبطانية وأسفلها غطاء أبيض اللون تحول لونها للأحمر نتيجة كثرة "الدماء" التي تسيل من قدمه اليسرى المبتورة، منذ 10 سنوات نتيجة لإصابته بشلل رباعي وضمور في الأعصاب، بعد رحلة من الكفاح والعمل قضاها منذ أن كان جنديًا في القوات البحرية، حتى عمل سائقًا على سيارة "ميكروباص" أو كما يُطلق عليها أهالي الإسكندرية "مشروع".
- من ينقذ "عم متولي".. الموت في يصارع مرضه ويطالب المسؤولين بالتدخل
من ينقذ عم متولي؟ .. سؤال طرحه أهالي منطقة "السيالة" وأقارب الرجل المُسن، بعدما أصبحت حالته في تدهور شديد وتحول منزله إلى أجزخانة مليئة بالأدوية والمسكنات التي يتلقاها، والتي أصبحت لم تفعل شيئًا، حيث اشتد عليه المرض وتضاعفت آلامه، وتحولت قدمه المبتورة إلى غرائز من الدماء تحتاج إلى التطهير والاهتمام كل نصف ساعة تقريبًا، لتظهر قدمه وهي في تضخم كبير، والتي تهدد حياته إذا لم يتوفر مبلغ 70 ألف جنيهًا لشراء 4 دعامات وإجراء عملية جراحية عاجلة له قبل فوات الآوان.
- "عم متولي" يكشف سبب تسميته بـ"سيسي الإسكندرية"
"الحياة شاقة ومش ساهلة" بهذه الكلمات بدأ "متولي عبد الله - صاحب 63 عامًا" - سرد معاناته - قائلًا: تعبت من النخاع الشوكي منذ 10 سنوات، والمرض اشتد عليَ حتى عجزت عن الحركة تمامًا، وبعدها بأيام أصبت بضمور في الأعصاب وتسبب في (غرغرينة) بقدمي اليسرى، حتى اضطر الأطباء لبترها حفاظًا على حياتي، ولكنني استودعت ربي خيرًا فيما أصابني، وأصبحت بعدها متفرغًا لخدمة وطني عن طريق حضور مباريات المنتخب الوطني، فكنت أكبر مشجع للمنتخب عرفه أهالي منطقة بحري، إلى أن جاءت الأحداث السياسة من بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو وأصبحت ملازمًا الشوارع لا أترك مسيرة وطنية تمر عليَ حتى أكون حاضرًا، ولحبي الشديد في الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في خطاباته وشخصيته اشتريت قبعة وبدلة عسكرية ونظارة، ورفعت صورته في الشوارع حتى لقبني الأهالي بـ"سيسي الإسكندرية".
- تفاصيل وأسباب إصابة "عم متولي" وبتر قدمه
وتابع "عم متولي" أن المرض اشتد عليه نتيجة حركته الكثيرة، حتى تفتحت الجروح في قدمه، وأصبحت حالته الصحية في تدهور كبير ويعاني من آلام شديدة يوميًا على الرغم من مساعدة زوجته وأولاده له، فقدمه أصبحت تحتاج للاهتمام بعدما أصبح اللحم يتساقط منها والدماء تخرج من الجرح لتغرق فراشه الذي يجلس عليه، وأصبح صوته عاليا صارخًا من شدة الألم ويسمعه الأهالي يوميا.
- "عم متولي" وأسرته يعجزون في الوصول لـ"المسؤولين" لسرعة علاجه
وأضاف "متولي" أنه حاول وأسرته التواصل مع جميع المسؤولين ولكن دون جدوى، حتى قابل مع اللواء رضا فرحات محافظ الإسكندرية السابق، وسرد له معاناته واستجاب له وحوله لمديرية الشؤون الصحية، وأخبره طاقم طبي أن قدمه تحتاج لعملية عاجلة إذا توفرت دعامات، إضافة إلى أن الدعامات غير متوفرة حاليًا في مستشفيات وزارة الصحة، ولكنها متوفرة في مستشفى سموحة للأوعية الدموية وقيمة الدعامات أكثر من 100 ألف جنيه.
- مطالب "عم متولي" من مسؤولي الإسكندرية: "عايز أتعالج بس"
وطالب "عم متولي" جميع المسؤولين وأصحاب الخير بمساعدته، قائلًا: "أنا عايز الناس تساعدني إن أركب دعامات في قدمي، أنا تعبت معايا أسرتي ومش قادر أرد الجميل مع أهل بيتي، وأواجه أزمة كبيرة ربنا ميكتبهاش على أحد، وبتعذب بسبب النزيف اللي بيجيلي طوال الليل في قدمي وبصرخ منه والدم بيغرق الفراش اللي نايم عليه، وابني بيشتري قطن فقط لتطهير جرحى 200 جنيه أسبوعيًا والبرشام مبقاش يأثر فيا، ومش محتاج إلا المساعدة والرحمة".
- نجل "عم متولي" يروي المعاناة التي تعيشها الأسرة معه بسبب مرضه
ورصدت "الفجر" المعاناة التي تعيشها أسرة "عم متولي" معه من شقاء وتعب نتيجة الآلام التي تشتد عليه يومًا بعد يوم، وقال نجله، إن والده كان مصاب بغضروف في الظهر مما أصابه بشلل رباعي وتحول إلى ضمور في الأعصاب، ثم فوجئوا بجرح صغير في قدمه وبدأ في التوسع حتى أخبرهم طبيب الأوعية الدموية بضرورة بتر قدمه اليسرى، ولكن هذا الجرح بدأ في الفتح مجددًا وتوجهوا للأطباء وأخبروهم أن هذه الدعامات غير متوفرة في المستشفيات الحكومية، ولكنها متوفرة بالمستشفيات الخاصة بمبلغ كبير يصل لأكثر من 100 ألف جنيه.
- محافظ الإسكندرية السابق يتدخل.. والنتيجة يبقى الوضع على ما هو عليه والسبب 100 ألف جنيه!
وأشار نجل "عم متولي" إلى انتهازهم فرصة أداء المحافظ السابق للإسكندرية صلاة الجمعة في المنطقة، وقدموا له استغاثة ثم حولوه إلى مديرية الصحة والتي حولوه إلى مستشفى جمال عبد الناصر للتأمين الصحي، وتم عرض والدي على لجنة من الأطباء وطلبوا إجراء إشاعات، وبعدها أخبرهم بالاحتياج إلى 4 دعامات بمبلغ أكثر من 100 ألف جنيه، وهذه الدعامات متوفرة فقط في مستشفي سموحة الخاصة للأوعية الدموية، وغير متوفرة في أي مستشفى حكومي، وإلى الآن ننتظر توافر الدعامات لإجراء العملية لوالدي.