حكايات "مهاويس الأبراج".. طلاق وخراب بيوت.. وخبراء: مرض كارثي يحتاج إلى العلاج
"علاقة صعبة مضطربة.. قصة حبكما ستتحدى الكثير من الصعاب وستنجحا سوياً".. هكذ تصف الأبراج التوافقات بين العديد من الأفراد، بعض التوقعات تكون صحيحة والأخرى تكون مجرد كذبة، وبخلاف صدق تلك التوافقات أو كذبها هناك الكثير من الأفراد حولت الأبراج حياتهم للعنة بسبب هوسهم المبالغ فيه بتوقعات توافق الأبراج.
"الفجر" تواصلت مع عدد من الأفراد المهووسين بتوافقات الأبراج، لنتعرف كيف تسبب ذلك الهوس في تحويل حياتهم إلى كوارث وأزمات عديدة.
*إلغاء عقد قران
روت صفاء محمد- ربة منزل، حكايتها مع الأبراج، موضحة أن شغفها وحبها للإطلاع على المستقبل من خلال توافقات الأبراج تسبب في إلغاء حفل زفافها قبل كتب كتابها بدقائق، وقالت: "أنا انفصلت عن خطيبي قبل كتب كتابنا بدقائق، لأني عرفت إن برجه غير متوافق مع برجي، كنت مطلعة على الأبراج وأتابعها عن كثب، ولإن خطيبي كان عارف أني مؤمنة جدا بالأبراج كذب عليا وقالي أنه برجه متوافق مع برجي، ووقت كتب الكتاب عرفت أنه كذاب من تاريخ ميلاده".
واستكملت: "الخبر كان بالنسبة ليا صاعق فقولت للمأذون إني مش موافقة حصلت ليا مشاكل كتير بسبب إلغاء عقد القران ولكن فضلت مشاكل وقتية عن توقعات مستقبل مع راجل مفيش بينا توافق وحياتنا هتكون جحيم".
*تحديد التعاملات مع الأفراد المحيطين
وفي رواية أخرى تقول أميرة جمال- 25 عام: "اهتمامي بالأبراج كان من منطلق الدراسة وليس مجرد هوس كالعديد من الأفراد، فمثلاً اهتم بصفات كل برج فهي غالباً ما تكون حقيقة، وبناء عليه أقوم بتحديد تعاملاتي مع كل الأفراد الذين يتوافقون مع برجي، واختار أصدقائي بمن يتناسبون معي أيضاً حسب توافقات الأبراج، وكذلك أرفض شريك حياتي الذي لا يتوافق مع برجي، وأرفض التعامل بعض الناس حسب برجه إلى أن يتضح العكس".
*طلاق بعد عامين من الزواج
وروى مصطفى سماحة- مطلق، مأساته مع الأبراج، قائلاً: "بسبب الأبراج طلقت حب عمري وسيبنا بعض بعد سنتين جواز، مامتها كانت مؤمنة بالأبراج والتوافقات جداً، كدبنا عليها وقولنا إن برجي متوافق مع برج بنتها، ولما ربنا رزقنا ببنوتة وروحت أنا وحماتي نعملها شهادة الميلاد عرفت تاريخ ميلادي الحقيقي، ومن وقتها وهي عملت مشاكل كتير وصلت بينا في الآخر إني طلقت مراتي وبنتي إتشردت بسبب توافقات أبراج ملهاش لازمة".
*خبيرة: الأفراد يستخدمون الأبراج بشكل خاطيء
من جانبها قالت عبير فؤاد، خبيرة الأبراج، إن توافقات الأبراج كدراسة حقيقة ولكن الأفراد يستخدمونها استخدام خاطئ، موضحة أن صفات وتوافقات الأبراج هدفها حل الأزمات والمشاكل بين الأفراد، حتى يتفهم كل شخص طبيعة من يتعامل معه، ويقوم بالابتعاد عن الأشياء التي تتسبب في الأزمات.
وأضافت فؤاد، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن نسبة التوافق بين الأفراد لا تتوقف على توافقات الأبراج فقط، بل هناك العديد من العوامل التي تؤثر على العلاقات كـ"الحب والعوامل الاجتماعية، الثقافية، التعليم"، لافتة إلى أن هناك الكثيرين مهووسين بالأبراج ويجعلونها محرك حياتهم الأساسي وتلك الطريقة خاطئة، مشيرة إلى أن صفات الأبراج حقيقة مدروسة ولا يمكن الشك فيها، ولكن التوافقات كثيراً ما تواجدت أمثلة تخالف التوقعات التي أخرجتها تلك التوافقات.
*خبير نفسي: هوس الأبراج مرض أضراره كارثية
وقال جمال فرويز، الخبير النفسي، إن مهووسين الأبراج نوعان، النوع العادي الذي لا يجعل الأبراج تتحكم في حياته ويجعلها مجرد هواية، وذلك النوع غير مرضي، أما النوع الثاني فهو النوع المرضي الذي يجعل الأبراج وتوافقتها تتحكم في حياته ويكون ذلك إما بسبب وراثة أو بسبب التحايل على الفشل.
وأضاف فرويز، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن هناك الكثير من الأفراد المرضى مهووسين بالأبراج يقومون باستخدامها كوسيلة لتبرير فشلهم، مؤكداً أن أضرار ذلك الهوس كبيرة فقد تنهي مصالح وحياة زوجية أو عائلية، مستشهداً بالفنان محمود ذو الفقار الذي خسر الكثير في حياته بسبب هوسه بالأبراج، موضحاً أن حل ذلك الهوس يكون عن طريق العلاج النفسي فقط.