فيون يدعو إلى "المقاومة" وآلان جوبيه مستعد لخوض السباق الرئاسي
دعا مرشح اليمين الفرنسي فرنسوا فيون، الذي يواجه متاعب قضائية جراء فضيحة وظائف يعتقد أنها وهمية، مؤيديه الجمعة إلى "المقاومة"، رغم الضغوطات الرامية إلى استبداله بآلان جوبيه.
وقال فيون في فيديو نشر على تويتر "لا تدعوا أي شخص يمنعكم من الاختيار، أطلب منكم المقاومة وأكثر من ذلك، أدعوكم إلى المضي قدما"، داعيا مؤيديه إلى الحضور "بأعداد كبيرة" لدعمه الأحد خلال تجمع في باريس.
ونجاح هذا التجمع او فشله سيتيح قياس قدرته على التعبئة، ويرى كثيرون ان هذا اللقاء هو بمثابة اختبار نهائي.
وقال غي روي الناشط البالغ من العمر 82 عاما في غرب فرنسا انه سيحضر هذا التجمع موضحا "هؤلاء الذين يتخلون عنه ضعفاء، لقد تركه السياسيون لكن لا يزال هناك الكثير من الناس في تجمعاته".
وستنظم ايضا الاحد في باريس تظاهرة مضادة ضد فساد السياسيين "ومن اجل احترام الشعب والقضاء والصحافة".
وقبل 51 يوما من الانتخابات الرئاسية الفرنسية أفادت أوساط رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه انه مستعد ليحل محل فيون.
واستبعد جوبيه من الدورة الثانية في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي لكنه "لن يتوانى (عن الترشح) اذا كانت الظروف متوافرة، أي ان يعلن فرنسوا فيون انسحابه وان تلتف اوساط اليمين والوسط وحزب الجمهوريين، حوله" بحسب مصدر مقرب منه.
ومنذ ان اعلن الاربعاء احتمال توجيه التهم اليه قريبا في اطار التحقيق في ما اذا كانت زوجته وابنه وابنته استفادوا من وظائف، يواجه فرنسوا فيون انشقاق اعضاء من فريق حملته عنه وسط تزايد الدعوات الى انسحابه من السباق.
واعلن الناطق باسمه تييري سولير الذي كان يعتبر من اقرب المقربين من المرشح المحافظ، صباح الجمعة استقالته.
واعتبر رئيس الوزراء الاسبق دومينيك دو فيلبان الجمعة ان فيون "لم يعد بامكانه ان يكون مرشحا، لانه لم يعد قادرا على خوض حملة في العمق للدفاع عن افكار او نموذج جمهوري وديموقراطي".
وواجه فيون انتقادات مماثلة في صفوف اليمين والوسط منذ اعلن الاربعاء ان القضاء سيستدعيه قريبا تمهيدا لتوجيه التهم اليه مشددا في الوقت نفسه على انه سيمضي حتى النهاية في ترشيحه.
وتراجع المرشح الذي كان الاوفر حظا بالفوز في مطلع السنة الى المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن والوسطي ايمانويل ماكرون المرشح الذي لا يملك خبرة سياسية وشهدت شعبيته صعودا غير متوقع في الاشهر الماضية.
واظهر استطلاع جديد للرأي نشره معهد "اودوكسا-دنتسو" ان الان جوبيه سيتصدر بشكل طفيف الدورة الاولى اذا كان مرشح اليمين.
وتصاعد الضغط القضائي على فيون مع تفتيش منزله الباريسي الخميس في اطار التحقيق حول الرواتب التي تلقتها زوجته وابنه وابنته بصفة مساعدين برلمانيين.
وكرر فيون الذي استدعي للمثول امام القضاة في 15 مارس، مساء الخميس تصميمه على المضي حتى النهاية في حملته واصفا نفسه بانه "محارب".
وأمام حجم الفضيحة، سحبت شخصيات يمينية عدة دعمها لفيون في اليومين الماضيين منددة "باجواء مسيئة" للحملة او "انفراط العقد الاخلاقي" بعدما وعد بسلوك نموذجي على كل الصعد.
وقرر حزب صغير من يمين الوسط الفرنسي سحب دعمه لفيون الجمعة.
وقال رئيس اتحاد الديموقراطيين والمستقلين جان كريستوف لاغارد في مقابلة مع صحيفة "ويست فرانس" إن الحزب "يدعو رسميا حزب الجمهوريين الى تغيير مرشحه، وإلا فإنه لا يمكننا الاستمرار في هذا التحالف بشكل اعمى".
في موازاة ذلك، استدعى قضاة تحقيق زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن مع احتمال توجيه تهمة إليها في اطار التحقيق في شبهة قيام حزب الجبهة الوطنية بتوظيف مساعدين برلمانيين في البرلمان الاوروبي، وفق ما افادت مصادر قريبة من الملف وكالة فرانس برس الجمعة.
وقال احد المصادر ان المرشحة للانتخابات الرئاسية اكدت في رسالة وجهتها الى القضاة انها لن تلبي هذا الطلب قبل انتهاء الحملة الانتخابية، الامر الذي اكده محاميها رودولف بوسلو.
وتتمتع لوبن بالحصانة كنائبة أوروبية ولا يمكن اجبارها على الاستماع الى افادتها الا بعد ان يقدم القضاة طلبا لرفع الحصانة يحال على البرلمان الاوروبي.
وتم اتخاذ هذا الاجراء الخميس بناء على طلب القضاء الفرنسي ولكن في قضية اخرى تتصل بنشر لوبن صورا على تويتر تظهر ارتكابات لتنظيم الدولة الاسلامية.