زواج الإنترنت.. "شات جنسي" وندم بعد فوات الأوان (تحقيق)

تقارير وحوارات

زواج الإنترنت
زواج الإنترنت


"دا خيال مش حقيقي.. بس هنستريح.. وبعدين أنا بحبك مش تثقي فيا".. كلمات يرددها الشباب على آذان الفتيات لإجبارهن على الدخول في علاقة شبه جنسية من خلال الشات الجنسي عبر الفيس بوك، إلا أن العلاقة لم تتوقف عند ذلك الحد بل يصل الأمر إلى الزواج الوهمي من خلال ذلك التواصل.

 

طرق الشاب في الإيقاع بالفتاة

 

"جهاد.خ"، فتاة في سن العشرينيات تعرف بـ"الجميلة" بين قرينتها، تعرفت على أخ لإحدى صديقتها، وقتًا بعد الآخر أخذ يحادثها بشكل مستمر عبر الانترنت حتى تعودت عليه وصارحها بحبه لها، ومع تلك المصارحة بدأ الشاب في إختيار الأوقات الليلية للحديث لها.

 

وفي ليلة، بدأ الشاب يراود الفتاة بحلم الزواج شارحًا لها مشاعر الدفء الذي تدور بين الرجل والمرأة في العلاقات الحميمة وأنه يحلم باليوم الذي يجمعهما، فترد الفتاة في الليلة الأولى بالتنهيدة وكفى، وليلة بعد الأخرى ظل الشاب يكرر حديثه عن تلك الحالة من الدفء، ثم طلب أن يتزوجها فوافقت الفتاة فارحة وطالبته بالقدوم إلى منزلها.

 

وهنا فوجئت الفتاة برد الشاب الذي قال لها نصًا: "طبعًا لازم أجي عندكوا البيت بس بصراحة صعب دلوقتي ايه رأيك نتجوز على النت وتبقي ملكي بس خيال بس لحد ما نتجوز حقيقي"، الفتاة كانت مهيأة للموافقة على ذلك الطلب خاصة وأنها مرت بعدة ليالي لم يكن حديثهم يخرج عن إطار العلاقة الحميمة، فوجدت نفسها تلقائيًا ترد قائلة: "موافقة.. بس خيال بس".

 

ومرت الأيام وهم يمارسون تلك العلاقة الحميمة ولكن بالخيال فقط، فتقول الفتاة: "كنا بنعمل مع بعض كل حاجة بتحصل بين الزوج والزوجة بس باحساس مش بأفعال"، ومرت الأيام وجاء عريس للفتاة فطلبت من الشاب أن يتقدم لها حتى لا تكون لغيره إلا أنه رفض بسبب ظروفه الاقتصادية وطلب منها أن تنتظره ولكن بحكم  الأهالي تزوجت "جهاد" من شاب آخر.

 

حيلة استغلال كبر سن الفتيات

 

"هانم.م"، فتاة تبلغ من العمر 35 عاما ولكنها لم تتزوج بعد، تعرفت على شاب من محافظة غير محافظتها عن طريق "فيس بوك"، وبدأ يتحدثوا كأصدقاء مرة بعد الأخرى، ومع مرور الوقت بدأ يروي لها قصة لصديق له تزوج من خلال "فيس بوك" وعن مدى المشاعر التي شعر بها هو وزجته رغم أنهم مارسوا العلاقة الحميمة من خلال "الشات" فقط.

 

ومع مرور الأيام وتطور علاقة الصداقة بينهم أقناعها أنه يرتاح لها ويريد أن يرتبطا وطلب منها صور لأنه كانت لا تضع صورًا على صفحتها الشخصية، وبدأ يقنعها بأنه يحبها ويرغب في التقدم لها، ونظرًا لسن الفتاة الذي تجاوز الثلاثين فكلمات الحب والزواج كانت تسيطر عليها لاحتياجها لذلك، وفي يوم قال لها: "ما تيجي نعمل زي صحبي ومراته ونتجوز على الفيس بس لحد ما نتجوز حقيقي".

 

"موافقة بس إزاي"، هكذا ردت "هانم" على عرض الشاب، فقال لها: "بسيطة قولي ورايا زوجتك نفسي"، فبدأت تردد الفتاة "دون وعي" كلمات عقد القران وراء الشاب وبدأ الشاب في ممارسة العلاقة الحميمة معها من خلال أنها وهبت نفسها له وسرحت معه بخيالها متخيلة ما يحدث بين الازواج بعد طلب الشاب بأن تتخيل معاها ما يحدث إذا كانوا في غرفة واحدة، فإثتارت وتألمت مثل ما يتألم الزوجين وكذلك الشاب، دون أن تدرك ما تفعل وبعد أن إنتهوا وجدت نفسها تقول: "تعبت بس بقيت مبسوطة أوي"، ومع الأيام تركها الشاب دون أن مبررات.

 

فتح الكاميرات وإرسال صور عارية

 

والقصة الأكثر ألمًا، كانت من نصيب "مريم.م"، حيث دخل لها شاب بحجة أنها بالنسبة له "أخت كبيرة"، ولكن مع مرور الأيام بدأت تتعود عليه واستطاع أن يغرقها في "وهم الحب"، ويومًا بعد الآخر اقنعها بفكرة "الزواج الخيالي"، واقتنعت الفتاة بعد عدة محاولات مستميتة من الشاب.

 

ومع مرور الوقت بدأوا يمارسوا العلاقة الحميمة فيما بينهم من خلال "الشات" أو الإتصال الهاتفي، ومع استثارة الفتاة طلب منها أن ترسل له صورًا خاصة ليتخيلها في الشكل المناسب قائلة: "ابعتيلي صورة حلوة كده إحنا متجوزين"، فأرسلت صورًا له، وبعدها بأيام طلب أن تتحدث له "فيديو كول" ويمارسوا العلاقة الحميمة معًا فوافقت الفتاة أيضًا.

 

وتقول الفتاة: "كنت مبسوطة معاه.. بس مع الوقت فوقت وعرفت إني اللي بعمله دا حرام.. فقولتله لا كفاية مش هعمل كده تاني.. فهددني إنه يبعت صوري لأهلي"، وما زالت "مريم" حتى الان تحت تهديد الشاب بسبب الصور التي أرسلتها له.

 

زواج محرم و"زنا مقنن"

 

الدكتور شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة سابقًا، أكد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"،  أن مثل ذلك الزواج "محرم" ويعتبر "زنا مقنن"، وذلك بسبب عدم الإشهار، وعدم وجود ولي للزوجة وكذلك عدم وجود شهود، كما أن الزواج لابد أن يكون موثقًا من قبل المحكمة.

 

كيف يواجه المجتمع الظاهرة؟

 

أما الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم التربية والاجتماع، قال إن لجوء الشاب والفتاة لمثل تلك العلاقات لتصريف شحنة غريزة "مكبوتة" يدل على وجود سياق غير أخلاقي يفرض سيطرته على المجتمع.

 

وأضاف "أبو حسين"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن مثل تلك العلاقات لا تتوقف عند التخيل، لأنهم سيصلوا إلى الإشباع فيبحثا عن طرق آخرى حتى يتحول الخيال إلى واقع ويترتب عليها عدة مشكلات مجتمعية.

 

وأشار أستاذ علم التربية إلى أن المجتمع المسلم يحترم العلاقة الزوجية ويحيطها قدسية مناسبة، مما يجعل الشاب والفتاة يبحث عنه، ولكن سعي المجتمع إلى طرق باب النواحي الجنسية من خلال الاعلام باستخدام المراة في الدعاية جعلت من المرأة نهبًا لخيال معين وسلعة متداولة داخل خيال الضعفاء، فتحول الشباب إلى جموح لا حدود له إلا باعادة التربية.

 

أما عن سبل العلاج، فقال أستاذ التربية، إن على الإعلام أن ينتبه بنزعة وطنية بحفظ العلاقة الغريزية داخل الانسان وألا يثيرها من خلال استخدام المرأة في الدعاية، حتى يتم القضاء على الرزيلة.