منال لاشين تكتب: inter bank.. لعبة ثمنها 2 مليار دولار
■ 38 بنكًا تلاعبت بالسوق السوداء وخفضت سعر الدولار
■ أباطرة السوق السوداء حاولوا بالشائعات رفع سعر الدولار فى الخفاء
لا يزال الدولار يمثل أهم وأخطر لغز فى الاقتصاد.. صعوده وهبوطه الأخير ومحاولات البعض فى السوق السوداء إنقاذ الدولار من الانهيار بأكبر عملية خداع
منذ انخفاض الدولار وتدفق المواطنين على البنوك والصرافة لبيع الدولار خوفا من مزيد من الانهيار.. منذ هذه اللحظة قرر أباطرة السوق السوداء تصعيد الحرب على البنك المركزى والجنيه معا، فالحرب فى البداية والنهاية هى حرب على الجنيه المصرى أو بالاحرى على الاقتصاد المصرى.
بداية الحرب شائعة أن المركزى استخدم زيادة الاحتياطى لرفع سعر الجنيه، وهى شائعة ليست لها أى أساس من الصحة، فمن المؤكد أن عصر مساندة الجنيه بالاحتياطى قد انتهى، خاصة فى ظل رقابة ومتابعة صندوق النقد لكل إجراءات السياسة النقدية وفى القلب منها الدولار.
ولكن حدث تدخل إيجابى من خلال توجيهات للبنوك وعددها 38 بنكا، وكلمة السر فى هذه التوجهات هى الانتربنك. أو التعاملات بين البنوك وبعضها فى الدولار، والبعد عن التنافس العشوائى بين البنوك للحصول على الدولار، وقد كان لهذا التنافس أثره فى عدم انخفاض الدولار فى الفترة الاولى بعد تعويمه، ولكن من خلال آلية الانتربنك أصبحت البنوك متحكمة فى سوق الدولار «سوق الصرف» بشكل أكبر وأكثر إحكاما، فالبنوك تساند وتساعد بعضها البعض فى توفير الدولار للعملاء، ومن بين التوجهات الهامة احتجاز جزء من حصيلة كل بنك من الدولار للانتربنك، وهذا الأمر ساعد فى استقرار الأوضاع من ناحية، وتقوية مراكز البنوك من ناحية أخرى فى التعامل مع الدولار.
هناك بالطبع بعض المؤشرات الاقتصادية مثل انخفاض الواردات بشكل عام خلال الأشهر الماضية، وبشكل خاص انخفاض الواردات من الصين خلال أعياد الصين.
انخفاض الدولار أزعج أباطرة السوق السوداء خاصة أن ثمن الحرب 2 مليار دولار. هذا المبلغ دخل البنوك فى الاسبوعين الأخيرين فقط.
بدأت الحرب على الدولار بشائعة سياسية قابلة للتصديق، شائعة أن السعودية تطالب برد فورى لوديعة سعودية قيمتها 2 مليار دولار، وهذه الشائعة تقلق سوق الدولار لأنها تتعلق بنقص الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى، والاحتياطى يمثل صمام الأمان فى قضية الدولار.
لم تؤت هذه الشائعة ثمارها، فظهرت حرب الخداع يومى الخميس والجمعة، فمع انخفاض الدولار فى معظم البنوك إلى مستوى أقل من 16 جنيها. بدأت اللعبة القذرة بنشر أخبار كاذبة فى بعض المواقع عن وصول الدولار فى السوق السوداء يومى الخميس والجمعة إلى ما فوق 18 جنيها. ابتلعت مواقع إخبارية الطعم بحسن نية، ولكن مواقع أخرى دخلت اللعبة بسوء نية وبحسابات خاصة.. اللعبة القذرة لرفع سعر الدولار عادت تطل برأسها.. لعبة معروفة ولذلك لم تنجح فى هذه المرة، واللعبة ببساطة تسخين سوق الدولار حتى ينخدع المواطن ويذهب إلى السوق السوداء.. احذروا هذه اللعبة القذرة لأنها لعبة لا يفوز فيها أحد، فالجميع خاسرون المواطن والاقتصاد والوطن.