شادي خفاجة يكتب: الشباب .. الأمل .. التفاؤل
تلاحظ في الفترات الاخيرة فيما بعد عام 2012 العزوف الكبير لشريحة كبيرة من الشباب المصري الناضج والمثقف والواعي في المشاركة في الحياة السياسية والعمل الخدمي والعام ... حيث وصل عدد المهتمين بالعمل الخدمي والعمل العام إلى 2.9% أي حوالي 136ألف شاب من إجمالي 35 مليون شاب .
وفيما يتعلق بتصنيف
الشباب وفق التوجه السياسي والمشاركة في العمل العام من خلال الأحزاب والقوي والائتلافات
السياسية والجمعيات الأهلية والمدنية ومن خلال الاستعانة بدراسات المركز القومي للبحوث
الاجتماعية والجنائية ودراسات أخري أجريت أخيرا عن وضع الشباب في العمل العام من خلال
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة فهي كالاتي:
لدينا حتي الآن
104 احزاب سياسية مسجلة بإجمالي عضوية بلغت 1880000 أي مليون وثماني مائة وثمانين ألف
عضو، نسبة الشباب من إجمالي العضوية وهم ممن لهم الحق في ممارسة العمل السياسي أي من
بعد عمر 18 عاما وحتي 35 عاما في حدود 470 ألفا وبنسبة 25% من إجمالي عضوية هذه الأحزاب
وبنسبة 1.7% من إجمالي تعداد الشباب الذين يحق لهم ممارسة العمل السياسي وهي نسبة متدنية
جدا، والأخطر أن تعداد الشباب في المراكز القيادية المتوسطة والعليا لهذه الأحزاب يبلغ
5640 قيادة معظمهم في المستوي القاعدي وليس المركزي وبنسبة 10% من إجمالي الكوادر الحزبية
البالغ تعدادها 56400 قيادة وهي تشمل عضوية هيئات مكاتب الوحدات الحزبية من مستوي القرية
والشياخة حتي القيادات المركزية وتعد أيضا نسبة ضعيفة وأقل من المأمول كثيرا.
أما الشباب في
الائتلافات والجمعيات السياسية الأخري خاصة الشبابية منها والتي أنشئت قبل وبعد ثورة
25 يناير ويبلغ تعدادها 375 ائتلافا وأشهرها الجمعية الوطنية للتغيير وحركات كفاية
و6 أبريل وتمرد فيبلغ تعداده تقريبا علي مستوي الجمهورية في حدود 3750 شابا من إجمالي
عضوية تقدر بـ 20 ألف عضو تنظيمي وذلك لأن معظم من أنشأ هذه الحركات والائتلافات من
الشباب, أما وضع الشباب في جمعيات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية فهو لا يقل سوءا
عن وضعه في الأحزاب السياسية فلدينا 42 ألف جمعية أهلية في ربوع الوطن يبلغ تعداد عضويتها
3 ملايين و570 ألفا يحتل الشباب فيها ما يقدر بـ 714 ألفا وبنسبة الـ 20% من إجمالي
العضوية وأيضا يحتل الشباب في مواقع صناعة القرار بالجمعيات ما يقدر ب 18900 قيادة
وبنسبة 5% من إجمالي 378 ألف قيادة .
وبشكل عام يقدر
عدد الشباب المنضوي في تشكيلات سياسية وأهلية بـ 798500 عضو وبنسبة 14,5 % من إجمالي
5 ملايين و504 آلاف عضو في هذه التشكيلات وبنسبة 2,9% من إجمالي الشباب الذين يحق لهم
ممارسة العمل العام وتعدادهم 28 مليون نسمة وهي نسبة ضعيفة جدا بينما يحتل الشباب
28290 موقعا قياديا في هذه التشكيلات أي علي ما نسبته 6.4% من إجمالي 439 ألف موقع
قيادي وهي نسبة متدنية جدا.
وهذا يدعونا إلى
الدخول في أعماق هذا الشباب لمعرفة ما الذي أصابه وما الذي أدى إلي هذا الإحباط والإكتئاب
الذي يمتلكهم ... وان نقف مع أنفسنا للعمل على بعث الأمل والتفاؤل في نفوس هؤلاء الشباب
... لعلاجهم بإستئصال تلك الحالات من وجدانهم لإنها إذا أستمرت سوف تدمر جيلاً كاملاً
من هؤلاء الشباب ... وأعتقد أنه منذ بداية عام 2016 بدأت فرصة لن تتكرر مرة أخرى برغبة
من الدولة في تدريب وتأهيل الشباب ودعمهم ... والشباب هم من سوف يضيعون تلك الفرصة
بالإنكسار والإحباط الذي ينال من تفكيرهم دوما ...
على الرغم من ان
الشباب لديهم العذر في ذلك مما يرونه كل يوم وفي غياب الدور الإعلامي الحقيقي الذي
بعد كثيراً عن ميثاق الإعلام الوطني الحر الذي يرشد وينور البصيرة لكافة أطيافة ويبعث
في نفوسهم الأمل والتفاؤل الغائب عن وجدان الشباب ... وقد أصبح الإعلام هو مسئول تصدير
الإكتئاب والإحباط للشارع المصري .
أدعوكم شباب مصر ... قادة المستقبل ... الأمل الحقيقي في غدٍ أفضل ... لاتيئسوا ... وأجعلوا الأمل والتفاؤل هو منهج الحياة ... مصر الكنانة ... مصر الحضارة ... تحتاج إلى سواعد شبابها ... وعلشان دايماً ... قوتنا في شبابنا .
وقد اختتم كلماتي
بجزء مقتبس من مقولة أخ وصديق وهو قدوة ومرجع لي في الحياة ... وهي رسالة للشباب المصري
(( أن العمل الخيري والتطوعي والسياسي هو المناخ الحر الذي يرتع فيه الخير والشر معاً
.... إن للشر دائماً وجها آخر خفيا هو عين الخير و الخير واضح يتداعى حوله الخبثاء
.... والخير الفاضل يقع على شاكلته ... ولنثق دائما بأن الله كله خير وبأن مشيئته كلها
رحمة ... افعل الخير ولاتنظر شكر من احد ... غير رب العباد ... وبالحب والعطاء تنكسر
كل الشرور )) .