هل ستدفع أثيوبيا نتيجة سياستها القمعية بهدم سد النهضة على أيدي المعارضة؟
يبدو أن سد النهضة لن يسلم من لعنات مقبلة، قد ظهرت بدايتها في هذا اليوم، حيث شنّت المعارضة الإثيوبية لأول مرة هجوما مسلحا على السد، في مفاجأة من العيار الثقيل، وهو ما كشفته وكالة الأناضول، عن مصادر سياسية مطلعة في الحكومة الإثيوبية، من أن القوات الإثيوبية، تصدت لهجوم مسلح استهدف سد النهضة شمال غربي البلاد، شنته مجموعة مسلحة تابعة للمعارضة الإثيوبية.
نتائج الاشتباكات
وتمكنت القوات الإثيوبية، من أسر 8 عناصر من المجموعة المهاجمة وقتلت عددا آخر، بجانب استيلائها على عتاد عسكري وأسلحة تابعة لتلك المجموعة.
تحقيق ونتائج
وفي أعقاب الحادث، قالت السلطات الإثيوبية، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المجموعة المسلحة التي هاجمت السد، تتبع حركة "قنبوت سبات" (حركة 7 مايو) المعارضة والمحظورة، التي تدعم من قبل إريتريا، فيما تعد هذه الاعتداءات على سد النهضة، هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن محاولة لاستهداف سد النهضة الذي يستمر العمل على تشييده واستكمال بناءه إلى الآن.
خلفيات العداء بين الحكومة وبين المعارضة
وكانت العملية المسلحة التي شهدها سد النهضة، وهي العملية الأولى من نوعها التي شهدها، حسبما أكدت السلطات الإثيوبية، إلا أن هذا الأمر يرجع بالذاكرة كثيرا إلى ما حدث في نوفمبر عام 2015، عندما نظم مجموعة من أبناء عرق "الأورومو" احتجاجات ضد سياسات الحكومة الإثيوبية، رفضًا لقانون إصلاح الأراضي الذي طرحته الحكومة، ائنذاك والتي تجاوزت بعد ذلك هذا الشيء إلى أنهم طالبوا باستقلال أوروميا ليتخلص مما يراه ظلمًا واقعًا عليهم من الحكومة الإثيوبية.
ردّ الحكومة القاسي
وبرغم سلمية الاحتجاجات وقتذاك، إلا أن مطالب مناطق الأورومو وهي المناطق المجاورة لسد النهضة، كانت الأخطر بالنسبة للحكومة الإثيوبية، مما أدى إلى استخدام الحكومة القوة المفرطة في تفريق الاحتجاجات، واستعمال الرصاص الحي الذي قتل العديد من المتظاهرين ائنذاك، فضلا عن قطعها شبكة الإنترنت واستخدامها الطائرات لتفريق المظاهرات، بجانب التعتيم الإعلامي على ما يحدث، بعد أن نجح المحتجون من الأورومو في قطع الطريق المؤدي إلى سد النهضة.
زعماء وقادة يقودون المشهد
كما أن هناك زعماء وقادة يقودون قوات المعارضة، التي تعرضت لهذا القمع من الحكومة الإثيوبية، ومن بين هؤلاء، السيد "برهانو نقا"، وهو زعيم حركة 7 مايو الإثيوبية المعارضة (7 قنبوت)، التي اتهمت في الاعتداء على سد النهضة، وكان مرشحا سابقا في انتخابات بلدية أديس أبابا، وأستاذ جامعي يحمل درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية أيضا.
دعم إريتري للمعارضة
وتتدخل إريتريا أيضا على الخط، حيث ثبت أن أفراد المعارضة الإثيوبية، لديهم علاقات قوية بقيادات في المخابرات الإريترية، وفق ما أكدته صحف إريتيرية في أوقات سابقة، فضلا عن تقديم كافة أنواع الدعم لمساندتهم أمام النظام الإثيوبي، وإسقاط حكومة أقلية التيجراي في إثيوبيا، يأتي هذا فيما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن السيد "برهانو نقا" يقود شبكة من مئات المتمردين المسلحين الذين يقيمون في إريتريا، وآخرين موجودين داخل الأراضي الإثيوبية، يتم استخدامهم في تلك العمليات المعارضة ضد الدولة والنظام الإثيوبي.
تحالف قوي بين "الأمهرا والأورومو"
ومن الجدير بالذكر أيضا، أن هناك تحالفا، حاصل بين "الأمهرا والأورومو" ضد حكومة في إثيوبيا، وهذا الأمر يمثل نقطة انطلاق كبيرة وقوية فيما يحدث، لا سيما أن هاتان القوتان تمثلان ما يقرب من 60% من عدد سكان إثيوبيا، وهو ما يمثل كارثة كبرى على النظام الإثيوبي، في حال نجاحه.