لليوم الثاني.. تفاصيل المؤتمر الوزاري العربي حول "الإرهاب والتنمية الاجتماعية" في شرم الشيخ
- أسقف جنوب سيناء: لابد من توعية الخطيب أولا قبل البحث عن تجديد الخطاب الديني
- عبد الله النجار: تقنين ضوابط الحديث والإفتاء في الدين وإصلاح التعليم
ترأس المهندس "خالد عبد العزيز" وزير الشباب والرياضة، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، اليوم الثلاثاء، الجلسة الرابعة التي انطلقت فعالياتها في بداية اليوم الثاني من المؤتمر الوزاري العربي المنعقد بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، وذلك في الفترة من 27 إلى 28 فبراير الجاري، حول "الإرهاب والتنمية الاجتماعية.. أسباب ومعالجات"، تحت رعاية الرئيس "عبد الفتاح السيسي".
وحضر الجلسة كل من؛ "غادة والي" وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ومجموعة من وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، والوفود المرافقة لهم، وممثلي الأزهر الشريف والكنيسة.
وتضمنت الجلسة عرض ورقة عمل من تقديم؛ الدكتور عبد الله النجار أستاذ الشريعة الإسلامية والقانون بجامعة الأزهر بعنوان "نحو خطاب ديني معاصر يساهم في مواجهة الإرهاب وينمي فكر التسامح لدى الشباب"، إضافة إلى عرض ورقة عمل أخرى حول "الإعلام التنموي في مواجهة الإرهاب"، وعرضتها السفيرة الدكتورة "هيفاء أبو غزالة" الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، وقدم "صالح محمد عبود باعشر" رؤية البرلمان العربي ودوره في قضايا التنمية الاجتماعية ومكافحة الإرهاب.
كما أوضح الدكتور "عبد الله النجار" أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، في ملخص ورقته البحثية، أن مشكلة الإرهاب قد تفاقمت وتجاوز خطرها الحدود الدولية فلا يقتصر على حدود دولة إسلامية أو عربية بل أصبح يشكل خطرا دولياً، مشددًا على أن الإرهاب له تأثير سيء على مقومات التنمية الاقتصادية في الدول التي نكبت به، لافتًا إلى أنه من المعلوم أن الإرهاب يبدأ بفكرة مشوهة تنسب إلى الدين وتولد من الفهم المنحرف لأدلته ومبادئه، ولهذا كانت الحاجة ماسة إلى خطاب ديني معاصر يسهم في مواجهة الإرهاب وينمي فكر التسامح لدى الشباب.
وأشار إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يلائم استيعاب المفاهيم الخاطئة والرد عليها بأسلوب منطقي يجابه الواقع ولا يغرق في التفصيلات النظرية البعيدة عنه، مع تقنين ضوابط الحديث والإفتاء في الدين وإصلاح التعليم بما يساعد على تكوين العقل القادر على الحوار والفهم.
من جانبه، أكد الأنبا "أبوللو" أسقف جنوب سيناء، في مداخلة ألقاها نيابةً عن قداسة البابا "تواضروس الثاني" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الخطاب الديني مسؤولية كبيرة وأمانة، وليس كل من يقتني علمًا يصلح لاعتلاء المنبر فالدين مملوء بالفضائل، ورجل الدين لا بد أن يتحلى بالفضائل، "فعندما يتكلم عن المحبة يكون نفسه عنوانا للمحبة؛ ليتعلم الناس منه كقدوة له، وإنه لا بد من أن نبحث عن نوعيه الخطيب أولًا قبل البحث في تجديد الخطاب الديني".
كما أوضح الدكتور "أسامة الحديدي" عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر الشريف، أن عنوان المؤتمر "الإرهاب والتنمية" جمع بين كلمتين متناقضتين، فالإرهاب تخويف وترويع، والتنمية تشجيع وأصل وعطاء ومنح ودعم، مشيرًا إلى أن مواجهة الإرهاب يتطلب تكاتف وترابط كل المؤسسات المدنية والدينية لإخراج منتج صالح لمعالجة الآفات المجتمعية وتجفيف منابع الإرهاب وما يدعمه، وإنه لا بد من أن ننمي الشباب ونحصنهم أمام الإرهاب.
ولفتت السفيرة "هيفاء أبو غزالة" في ورقة العمل التي قدمتها، إلى أن الإعلام يعد وسيطا تستخدمه الجماعات الإرهابية في الترويج لعقائدها المتطرفة، مضيفة أن الإعلام فى أي بلد لن يستطيع القيام بدور فعال في مواجهة الإرهاب إلا إذا قام بدور معرفي وتنويري.
وأضافت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الإعلام يعد شريكا في مشروع تحقيق أهداف التنمية، وأن التحديات المختلفة أدت إلى إخفاق الإعلام في القيام بدوره التنموي، ويعتبر الإرهاب أحد أخطر التحديات التي تواجه الإعلام التنموي، مشيدة بجهود جامعة الدول العربية في دعم الإعلام التنموي الذي يساهم في مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف.
كما تقدمت "أبو غزالة" بحزمة مقترحات وتوصيات إلى رئاسة المؤتمر، للعمل على تنفيذها خلال الفترة القبلة.