لا تصرخى فى وجه طفلك.. لهذا الأسباب!
الصراخ يُعد عقابًا فاشلًا لأنّه يشيع في البيت مناخًا متوترًا يمسّ كل من يعيشون فيه، والبيت الذي تعلو فيه الأصوات هو مناخ مناسب لإنتاج أفراد مرضى بأمراض نفسية، كالقلق والاكتئاب، فالطفل الذي تصرخ أمه دائمًا في وجهه، وتؤنبه باستمرار، سيشعر تلقائيًا بأنه فرد غير مقبول، والجميع يبغضونه،ولا يرتاحون لتصرفاته.
هذا بالإضافة إلى كوْن الصراخ يُحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى الطفل، بمعني أنه يذكّره بمواقف سيئة يتألم لتذكرها وتجترها ذاكرته بمجرد سماع الصراخ، وقد يدوم معه طوال حياته، ومهما كبر فإنّ أيّْ رفع للصوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو طفل ضعيف.
كذلك فإنّ أسلوب الصراخ في وجه الأبناء يمثل قدوة سيئة لهم في التعامل مع الآخرين، حيث يتشربون هذا السلوك، ومن ثمّ يبدؤون في ممارسته تجاه الأطفال الأصغر منهم في العائلة والمدرس وقد نرى البنت تصرخ في وجه أمها أو أبيها والولد كذلك، وطبعًا يكون من العبث حينئذ أن ننهاهم عن ذلك، كيف وقد ربينّاهم على الصراخ وكان هو وسيلة التفاهم بيننا وبينهم؟
من نتائج الصراخ الدائم في وجه الأطفال أنه ينتج جيلًا مشاغبًا يتسم بالعصبية والعناد وربما العدوانية، فبعد إجراء دراسة شملت 110 من الأسر الأمريكية تضم أطفالًا تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، أعلن معهد العلوم النفسية في "أتلانتا" عن نتائج هذه الدراسة وكانت كالآتى:
(أكدت الدراسة أنّ هناك علاقة قطعية بين شخصية الطفل المشاغب الكثير الحركة، وبين الأم العصبية التي تصرخ دائمًا وتهدد بأعلى صوتها حين تغضب، والمقصود بالطفل المشاغب- كما جاء في هذه الدراسة- هو الطفل الذي لا صبر عنده والعنيد والمتمرد والعدواني نحو الآخرين حتى والديه، والذي لا يلبث أن يجلس حتى يستعد مرة أخرى للقيام واللعب أو العراك مع أحد أخوته).