اتقِ شر المكملات ودع جسدك يقُم بوظيفته
لطالما ناشد أخصائيو التغذية بأهمية المكملات الغذائية، خصوصاً تلك المضادة للأكسدة، باعتبار أنها مفيدة لصحة الجسم، إذ تساعد على مكافحة الشيخوخة، وتقليل احتمال الوفاة المبكرة.
وذكر موقع "دايلي مايل" أن نسبة كبيرة من البالغين في الولايات المتحدة، يأخذون هذه المكملات باستمرار، لتقوية الجهاز المناعي والمحافظة على بشرة صافية وتعزيز مستويات الطاقة لديهم.
إلا أن دراسة جديدة أظهرت أن تناول المكملات بشكل دائم، قد يؤدي إلى نتائج عكسية كجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض التي تهدد الحياة، مثل السرطان وأمراض القلب، بدلاً من الحماية منها.
وأوضحت أن الجسم يحتاج للعمل كي يبقى صغيراً، وبالتالي فإن تناول أدوية تؤدي عمله، قد تجعله خاملاً.
وذكرت المشرفة على الدراسة، تشن تشانغ، من الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين: أن "العمال خصوصاً يلجأون إلى تناول أقراص الفيتامين C بكثرة، الأمر الذي يجب أن يتوقف في أسرع وقت".
وكان اتضح في وقت سابق خلال أبحاث تشانغ، أن تناول المكملات المضادة للأكسدة، لا يعزز قوة الجسد الدفاعية.
وذكرت أن الجسد يحتوي على جهاز ذاتي لمحاربة الأكسدة، يدعى نظام قدرة الاستجابة للإجهاد التأكسدي أو Redox stress Response Capacity (RRC)، مؤكدة أن التقدم في السن يؤدي إلى ضعفه.
وأكدت تشانغ أن السبيل إلى الوحيد للحفاظ عليه يكون من خلال السماح له بأداء وظيفته، بدلاً من إدخال جسم غريب ليؤديها.
وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون المكملات الغذائية منذ سن صغير، يقومون بزعزعة استقرار جهاز محاربة الأكسدة لديهم.
وتأتي الدراسة، في وقت انتشرت أبحاث تشكك بأهمية المكملات الغذائية وفوائدها، إذ ذكرت دراسة نشرت في دورية "المؤسسة الأميركية الطبية" أن اثنين فقط من أصل 18 تجربة سريرية عشوائية أثبتت فوائد صحية لتناول مكملات زيت السمك.
كما اتضح، أنه يجب تناول كميات كبيرة من مكملات زيت السمك حتى نستطيع الاستفادة منها.
واظهرت تجربة قامت بها مؤسسة القلب الأميركية، أن المرضى الذين تناولوا جرعة تحتوي على أربعة غرامات من زيت السمك، استطاعوا التغلب على السكتات القلبية بشكل أفضل من المرضى الذين تناولوا دواء وهمياً.
وفي حين يحتاج جسم الإنسان إلى تناول جرعة مقدارها 4 غرامات يومياً من أوميغا 3، فإن هذه الكمية تعني تناول ثمانية أقراص من زيت السمك، وهو ما قد تكون له آثار جانبية، منها رائحة النفس الكريهة، والتجشؤ، والغثيان، والتشنجات، وحتى النزيف في الأنف.