لا تحزني.. هكذا ستنتعش حياتك الجنسية بعد استئصال الثدي
بعد استئصال الثدي، توضع علاقة المرأة مع صورتها في امتحان صعب، ولا يمكن إنكار أن الجنس في العلاقة الزوجية لن يسلم من تأثيرات هذا التغيير، ولنكن صريحين أكثر يجب القول مع تأثيرات هذا التشوّه، ثمة محاولة حذرة يجب أن تتم لإعادة تعلّم الحميمية مع جسد متغيّر ، وستكون هذه المحاولة ضرورية بلا شك لكلا الطرفين وإلا قد تموت العلاقة الجنسية إلى الأبد.
يتحدث المعالج النفسي الفرنسي الدكتور لورنس ديسبو عن بعض الرجال الذين يزورونه لاستشارته حول هذا الموضوع بعد تعرض زوجاتهم لعملية استئصال الثدي الذي يخلفه مرض السرطان، معبرين عن خوفهم من عدم إمكانية تقبّلهم لهذا الوضع الجديد، حيث يؤكد هؤلاء الرجال حسب الدكتور ديسبو على حبهم لزوجاتهم وسعادتهم لاكتشاف المرض والتصدي له ولو عبر العملية الجراحية، بل حتى أنه يقول أنهم يشعرون بالذنب لمجرد طرح موضوع تقبلهم للأمر من عدمه، ولكن ذلك لا يمنع مدى واقعية الحالة، حيث سيتعرض في النهاية جسد الحبيبة لتشوه كبير، بل لتشوه في منطقة تعدّ رمزا للأنوثة ومصدرا للرغبة الجنسية والإثارة.
يشبّه الدكتور لورانس ديسبو وضعية هؤلاء الأزواج، بمن يصعد جبالاً عالية ومن ثم ينزل، إنها وضعية الصعود والهبوط بين الأمل واليأس، يمرون خلالها بحالات الذعر الشديد، الغضب من القدر، الحزن، وبعد الخوف من فتور رغبتهم الجنسية تجاه زوجاتهم، ويصبحون فوق ذلك كله مذنبين في نظر أنفسهم، وهنا يقول الدكتور لهؤلاء الأزواج: "توقفوا! زوجاتكم محظوظات بوجود رجال محبين يساندونهم ويبحثون عن تفهم الأمر وعن المشاركة في كل التجارب القاسية التي ستخلفها أزمة كهذه، من بين هذه التجارب هنالك الجنس ما بعد السرطان".
يؤكد الدكتور ديسبو أن علاقة المرأة بجسدها بعد قيامها بالعملية الاستئصالية سوف تكون داخل امتحان صعب، المرآة ستريها منظراً لم تعرفه من قبل، حتى لو قامت بعملية تجميلية بعد ذلك، لأنها ببساطة لن تُرجع لها جسدها الأول، ستتهرب وتتجنب رؤية هذا الجسم الجديد عليها وسوف يكون من الشاق أكثر عليها أن تراه أنت، رغم ذلك ستكون في أمس الحاجة لأن تشعر أنها ما تزال مرغوبة من طرفك، وأنك مازلت تراها جميلة.
ويضيف: في وقت من الأوقات ستبدأ المرأة بمحاولة تجنب وضعيات جنسية معينة، وستتجنب بعض الملابس أثناء نومها مع زوجها، وكذلك ممارسة العلاقة الجنسية في النهار أو في الضوء خلال الليل إلى آخره من هذه التصرفات التي ستتحاشى فيها نظرات الزوج الموجهة إلى ندبتها أو ثدييها المستأصل، ستبدأ عاداتها الجنسية في التغير كأن ترفض المداعبات مثلاً أو أي حركة موجهة نحو الصدر، قامعة بذلك مصدرًا مهماً من مصادر لذّتها.
هنا يتوجه الدكتور لورانس ديسبو ويلقي الضوء على دور الزوج المهم، ومدى قدرته في هذه الحالات على مساعدتها والأخذ بيدها ليعيشا علاقة حميمة ممتعة، ويدعو الزوج في هذه الحالة إلى عدم الانسياق وراء رغبتها في قمع نفسها وقمعه، أن يتصرف مع جسد زوجته كما كان يتصرف دائمًا، بل يبذل جهدًا أكبر في استثارتها عبر تقبيلها ومداعبتها، أما خارج السرير فيرى فائدة في القيام ببعض النشاطات التي تعزز مكانة جسدها مثل المساج، أخذ حمام ساخن معًا، بل وبدعوتها حتى للرقص أيضاً.
يصرّ ديسبو على ضرورة اكتشاف مناطق جديدة في العملية الجنسية ربما لم يجرباها من قبل، قد تكون بمثابة البدائل، ولكن من دون تجاهل منطقة الصدر مكمن الأزمة والعقدة، وعلى الزوج مواصلة التعامل مع تلك المنطقة كأن شيئًا لم يتغير بها، كما يؤكد الدكتور ديسبو على ضرورة الحوار خارج السرير.
ويرى أن أزمة السرطان والاستئصال غالباً ما تكون مؤقتة في حياة الأزواج الجنسية، خصوصًا في ظلّ الحب والرغبة الحقيقية في التقبّل، أن يتقبل كل من الزوج والزوجة هذا الجسد الجديد والتعامل معه كأمر واقع، ويشبه الدكتور ديسبو السرطان في العلاقة القوية المبنية على الحب بجرح اليد، الذي ينتهي في الأخير إلى الالتئام، وأن وعي وإدراك الزوج هو فقط ما يستطيع إنقاذه وإنقاذ زوجته، وأنه من خلال تجربته كمعالج نفسي لاحظ أن نسبة تجاوز النساء لأزمة الاستئصال تعتمد كليًا على زوجها.