مى سمير تكتب: العرائس الجهادية.. سلاح «داعش» لتفجير قلب أوروبا
لم يعد العالم يخشى الرجال.. فالنساء لهن فى الإرهاب باع أيضًا
خلقت الهزائم التى تلاحق تنظيم داعش فى العراق موجة من التوتر والقلق فى أروقة المخابرات الأوروبية التى تدرك أن عودة الإرهابيين الأوروبيين الذين انضموا إلى داعش لأوطانهم قد يسفر عن فصل جديد من العمليات الإرهابية التى يقودها – هؤلاء- العائدين.
وبحسب تقرير لجريدة الديلى ميل هذا الأسبوع نقلا عن تقرير تحليل لمعلومات استخباراتية سرية فإن عشرات من النساء والأطفال العائدين من سوريا والعراق مع انهيار تنظيم داعش الإرهابى سوف يشكلون تهديدا غير مسبوق للمملكة المتحدة.
وأكدت الديلى ميل أن التقرير المخابراتى السرى الذى وصفته أنه تقشعر له الأبدان، وقام بإعداده ضباط المخابرات لعرضه على رئيس الوزراء، فإن الهجمات الإرهابية التى يتم وصف مرتكبيها بالذئب الوحيد أو المنفرد، سوف تشكل تهديدا حقيقيا لبريطانيا من قبل العائدين من داعش. وأضاف التقرير أن هذه الهجمات لا مفر منها، لكن الجديد فى هذا التقرير السرى أنه يلقى بالضوء على حقيقة أن التهديد الأكبر قادم هذه المرة من النساء والأطفال الذين انضموا للتنظيم وليس من قبل الإرهابيين الرجال فقط الذين تلقوا تدريبات عالية وأصبح كل منهم يشكل خلية إرهابية بمفرده.
هذا التهديد الجديد الذى تتعرض له أوروبا يطلق عليه «مبعثرو الرقة» فى إشارة إلى أن هزيمة داعش فى معقل رأسها بالرقة سيؤدى إلى بعثرة أعضائها وانتشارهم فى أوروبا ليشكلوا تهديدا على الأمن، وعلى ذلك أشار التقرير على أن النساء والأطفال سوف يعودون إلى بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية هربا من الملاحقة القضائية لجرائم الإرهاب إذا كان بإمكانهم إقناع الشرطة أنهم أجبروا على السفر إلى سوريا أو العراق على أيدى أزواجهن أو أولياء الأمور.
وتزعم الدراسة أن بعض النساء البريطانيات خضعن بالفعل للتدريب العسكرى تحت إشراف تنظيم داعش بما فى ذلك الفتاة البريطانية «أقصى محمود» البالغة من العمر 22 عاما، وتعد أقصى من أشهر الفتيات البريطانيات اللاتى ذهبن للانضمام لتنظيم داعش وعرفت فى الصحافة الغربية بالفتاة التى تركت عالم كتب هارى بوتر إلى عالم داعش.
وتعلمت أقصى فى مدينة جلاسكو فى بريطانيا قبل أن تترك العائلة فى نوفمبر 2013 لكى تتزوج من أحد مقاتلى داعش وتنتقل للعيش فى سوريا، حيث أصبحت تحمل اسم «أم ليث»، وبحسب والدتها فإن آخر مرة تحدثت فيها أقصى معها كانت وهى على الحدود السورية حيث قالت لوالدتها إنها ستراها يوم الحساب وسوف تمسك بيدها لكى تذهب معها إلى الجنة، وأضافت الفتاة البريطانية أن أقصى أحلامها أن تصبح شهيدة.
مثل هذه التصريحات وغيرها من التصريحات المشابهة تكشف الطريقة التى تفكر بها فتيات تنظيم داعش من الأوروبيات المنتقلات إلى سوريا والعراق للزواج من أعضاء التنظيم وتحولن بعد فترة من عرائس إلى مقاتلات.
وتضم قائمة البريطانيات الداعشيات سالى آن جونز التى تبلغ من العمر 46 عاما من جيلينجهام، وسيدة تدعى كينت أخذت ابنها معها إلى سوريا، وانضمت العديد من السيدات البريطانيات إلى لواء الخنساء وهو عبارة عن وحدة أمنية تعاقب النساء اللواتى لا يلتزمن بارتداء الملابس التى تتناسب ومعايير التنظيم، ويضم اللواء نحو 60 بريطانية يتراوح أعمارهن بين 18-24 عاماً، سافرن إلى سوريا للجهاد.
وتحذر الوثيقة المخابراتية التى نشرتها صحيفة الديلى ميل، من أن الهزيمة العسكرية الوشيكة للتنظيم سينتج عنها بشكل محتمل على نحو كبير استخدام النساء والأطفال لتنفيذ هجمات فى بريطانيا، لذا تخشى أجهزة الاستخبارات أنه مع اقتراب الهزيمة النهائية لداعش فإن عددا متزايدا من الجهاديات سيحاولن العودة ولن يكون بإمكان القوات الأمنية منعهن من الدخول، وأضاف التقرير أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لن تسمح بتقييم حجم الخطر الذى تشكله النساء.
والجدير بالذكر أن أكثر من 850 بريطانيا سافروا إلى سوريا والعراق، وانضمت الغالبية العظمى إلى تنظيم داعش، وعاد منهم نحو نصف هذا العدد، فيما تبقى هناك حوالى 80 امرأة بريطانية و90 طفلا بريطانى المولد، ولكن العدد الفعلى للعائدين قد يكون أكبر من هذه الأرقام، خاصة أن الفتيات البريطانيات اللاتى تزوجن من أعضاء التنظيم أو العرائس الجهادية قد أنجبن بالفعل العديد من الأطفال المتوقع عودتهم بصحبة أمهاتهم.
من المتوقع قيام هؤلاء السيدات بحذف حساباتهن من على وسائل الاعلام الاجتماعية وتدمير الهواتف المحمولة التى تتضمن تسجيلا لنشاطهن على وسائل التواصل الاجتماعى وتشجيعهن ودعمهن للتنظيم من أجل عرقلة أى تحقيق معهن وإثبات انضمامهن لتنظيم داعش، غير أن الكثيرات منهن سيلجأن إلى الهويات والوثائق المزورة للعودة إلى الوطن دون أن يتعرضن للتحقيق والمساءلة.
يشير التقرير الاستخباراتى السرى الذى كشفت جريدة الديلى ميل بعضًا من تفاصيله إلى أن الأجهزة الأمنية البريطانية عليها أن تبذل جهودا مضاعفة فى التعامل مع العرائس الجهادية، يذكر أن العام الماضى شهد إلقاء القبض على أول سيدة بريطانية انضمت لداعش وحاولت العودة إلى بريطانيا وهى سيدة تدعى ترينا شاكيل والتى سافرت إلى سوريا فى 2014 بصحبة ابنها الصغير، ولكن التقرير يشير إلى أن ترينا تشكل حالة استثنائية بعد نجاح عدد من السيدات البريطانيات العائدات من داعش فى إقناع أجهزة الأمن بتعرضهن للإجبار من أجل الانضمام للتنظيم.