ريم محمود تكتب: شلة التعليم ومستشار الرئيس.. مواجهة على صدر الكتاب
لم يتوقف فساد المنظومة التعليمية فقط على المناهج الدراسية المعقدة والفصول المكدسة بالطلاب، بل تتفرع جذور الفساد إلى شجيرات صغيرة، جذرها الأصلي من داخل الديوان العام.
"الشلالية"، هي كلمة معتادة ترن في أذن الجميع حين يدخلون ديوان عام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وهو الأسلوب المتبع داخل الوزارة بين بعض القيادات منذ سنوات عديدة، ففي أول يوم للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الجديد والذي كان يشغل منصب مستشار رئيس الجمهورية للتعليم، بدأ موظفو ديوان عام الوزارة يهتفون للوزير: "البداية بتطهير الديوان"، يرددون هذا الهتاف دائما مع بداية تولي كل وزير جديد، ولكن كل الوزراء السابقين قد خيبوا آمالهم وظنهم في تطهير الديوان من "الشلة"، حتى باتت "الشلة" هي الآمر الناهي داخل الديوان والمتحكمون في كل كبيرة وصغيرة ويعترضون طريق كل من حاول الإصلاح ويرفعون شعار: "كل ما تبقى فاسد أكثر فرصتك في الترقية تكبر" ويطلق عليهم بعض موظفي التعليم "الخبثاء"، الذين يوجد لهم عيون داخل كل إدارة من إدارات ديوان التعليم.
منذ اليوم الأول للدكتور طارق شوقي داخل ديوان عام التعليم، سادت حالة من الروح الإيجابية بين المعلمين وأولياء الأمور والتي لم تشهدها المنظومة التعليمية من قبل، إلا أن تلك الروح الإيجابية لم ترض أصحاب النفوس الخبيثة داخل الديوان حتى بدأوا ينبشون بالداخل عن كل كبيرة وصغيرة تضيع هذه الحالة الإيجابية ويبحثون عن ثغرات تشوه هذه الصورة التي تعترض مصالحهم الشخصية فيما بعد وتعترض أيضا أعمالهم التى يصفها البعض بمقولة "من تحت الترابيزة" أو "السبوبة".
في البداية قام هؤلاء الخبثاء بمقابلة وزير التربية والتعليم بابتسامة عريضة، مؤكدين له أنهم يعلمون كل كبيرة وصغيرة داخل الديوان، فى محاولة منهم للالتفات حوله مثلما فعلوا مع الوزراء السابقين حتى رسب الوزراء وبقى الخبثاء داخل الديوان، هؤلاء الذين يدعون العلم والمساعدة هم أول من يغلقون أبوابهم فى وجه البسطاء ويبنون جدارا بين الموظفين الصغار والمشاركين فى المنظومة التعليمية، والوزير، حتى يأس صغار الموظفين بالتعليم من المطالبة بمقابلة الوزير، وكشف بعض الحقائق له وباتوا يرددون :"مقابلة الوزير مستحيلة ومحدش هيرضا يدخلنا عنده".
أذكر أن أحد موظفي الديوان جاء من قبل يحمل بعض المستندات الهامة التى تكشف عن مسربي امتحانات الثانوية العامة من المطبعة السرية قبل إعلان النيابة عنها، إلا أن أحد القيادات العاملة بمكتب الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم السابق ويعتبر هذه القيادة من "الخبثاء" أيضا، أكد له أن مقابلة الوزير مستحيلة وأنه إذا كان لديه مستندات سرية للغاية عليه أن يسلمها له وهو سوف يسلمها للوزير، وبعد أكثر من أسبوعين فوجئ هذا الموظف بنقله من إدارته الخاصة به داخل الديوان إلى مكان آخر خارج الديوان، مهدده ببعض الحسابات الشخصية الوهمية على "فيس بوك" قائلا له :"لو اتكلمت عن أى حاجة مش هيحصلك طيب ونقلك من مكانك دا كان قرصة ودن بس" ، ولما كان لهذا الموظف إلا أن يلجأ إلى الصحافة حتى يرضي ضميره.
هذا هو أبسط المواقف التي تحدث من خبثاء التعليم الذين يختبئون تحت "مخبرين" لهم فى كل مكان ويختبئون أيضا وراء حسابات وهمية على "فيس بوك "، ويوجهون "فريق " معهم أيضا لما يريدون أن يشاع داخل الديوان من عدمه.
ولكن في ظل هذه الروح الإيجابية التي تسيطر على المعلمين وأولياء الأمور، لم يلتف هؤلاء "الخبثاء" حول الدكتور طارق شوقي، ولم تدخل ألاعيب "خبثاء التعليم"، على ما ينويه "شوقي" من تطوير المنظومة التعليمية، وهذا هو مطلب وأمنية الجميع الآن.