بحوث الشرق الأوسط بـ "عين شمس": الحكومة المصرية تغلبت على مخططات "أوباما"
افتتح الدكتور جمال شقرة نائب رئيس مجلس إدارة مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، المائدة المستديرة بعنوان "النتائج الاجتماعية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لحكومة شريف إسماعيل" التى تنظمها المركز، والذى أكد على إن الحكومة المصرية تغلبت على مخططات الرئيس الأمريكي السابق أوباما و كلينتون لخلق شرق أوسط جديد عن طريق نشر ما يسمى بالفوضى الخلاقة.
وأضاف الدكتور جمال شقرة إلى أن تلك القرارات الاقتصادية
التى وجدتها القيادة السياسية تمثل عقبة أمامها لتحقيق التنمية المستدامة بشكلها الحقيقي،
كان أمامها خيارين إما أن تترك الأوضاع كما هي بعدد من المسكنات الاقتصادية أو التحلي
بالشجاعة و الإقدام على ما لم تستطع الحكومات السابقة تنفيذه و مواجهة الشعب بوضعنا
الاقتصادي الذي يكاد أن يكون متهالكًا وهو ما فعلته حكومة المهندس شريف إسماعيل رئيس
الوزراء وفقآ لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الصارمة نحو اتخاذ كافة الإجراءات
و الترتيبات اللازمة لمعالجة الوضع الاقتصادي المُنهار و مصارحة الشعب المصري و العمل
على توفير أقصى درجات الحماية للطبقات المتوسطة و الفقيرة حتى نتمكن من العبور بسفينة
الوطن إلى بر الأمان.
وأضافت الدكتور نجلاء
حرب أستاذة الاقتصاد بجامعة الإسكندرية أن حكومة شريف إسماعيل بدأت بالاهتمام بالسياسات
النقدية وقيمة الجنيه المصري الذي انهار بعد اتخاذ قرار تعويم الجنيه الذي جاء متأخرًا،
و شددت على أن قرار تعويم الجنيه كان أمر جبري جاء متأخرا، هو ما ترتب عليه الكثير
من السلبيات ، ومنها على سبيل المثال عدم تأهيل السوق والمستثمرين، لافته إلى أن عجز
الموازنة وصل إلي 12% نتيجة للسياسات التي مارستها الحكومات التي سبقت حكومة المهندس
شريف إسماعيل، ومن هذه السياسات استمرار الدعم لبعض السلع التموينية، وزيادة المرتبات
وبعض النفقات الغير ضرورة و التى لم تكن موازنة الدولة تتحملها.
وقال الدكتور شريف فياض الباحث فى شئون الاقتصاد وعضو لجنة
الاقتصاد بحزب التجمع إنه بغض النظر عما إذا كان توجه الحكومة سلبى أو إيجابي فإن قراراتها
متسرعة وغير متقنة وخالية من النظر المتأني للنتائج المترتبة على المسار الاقتصادي
أو الاجتماعي.
وأضاف الدكتور شريف فياض أن القرارات تأتى دون دراسة جادة
بما يفرض ضرورة محاولة ترميمها فتأتى النتائج محبطة للمواطنين الفقراء كمثال فاضح لهذا
التسرع ما ترتب على قرار تعويم الجنيه الذى تصور البعض ضرورى فكانت النتيجة التى لم
يهتم أحد بتوقعها بتفاقم الأزمة وارتفاع سعر الصرف وانتقال جنوني للأسعار.
وأوضح الدكتور شريف
فياض أن النتائج المترتبة على ارتفاع أسعار ورق الطباعة وضعت كل الطابعين للكتب المدرسية
وللصحف فى مأزق يوشك أن يخلق أزمة مجتمعية خانقة، وكذلك ما كان فى أزمة السكر، والأرز
والدواجن وغيرها والتى أتت تداعياتها مصحوبة بارتفاع هائل فى كل الأسعار وفى تسعيرة
النقل التى تزيد هي الأخرى من إرهاق مستخدمي النقل الجماعي وزيادة التضخم.
حضر المائدة المستديرة مجموعة كبيرة من خبراء الاقتصاد مثل
الدكتور شريف الدمرداش الخبير الاقتصادي والدكتور خيري أبو العزايم دكتور الاقتصاد
السياسي والدكتور طارق منصور وكيل كلية الآداب بجامعة عين شمس والأستاذ هاني الحسيني
نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب التجمع والأستاذ علي عبد الرؤوف الإدريس رئيس اللجنة
الاقتصادية بحزب مستقبل وطن والدكتور مصطفى محمد بدرة أخصائي التمويل والاستثمار والأستاذ
هيثم وجيه حامد رئيس قطاع الاستثمار المباشر للبنك العربي الإفريقي الدولي.
كما حضر من الفنانين الفنان طارق الدسوقي سفير النوايا الحسنة
وعضو اتحاد السلام التابع للأمم المتحدة، والفنان القدير محمود الحديني والفنان سامح
الصريطي والفنانة هند عاكف.
ولقد استهل الجمال شقرة الحديث بتوجيه الشكر للسادة الحضور
وإلقاء كلمة قصيرة حول التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر في الفترة الراهنة والتي
دفعت بالحكومة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الاقتصادية العسيرة التي كان لها أثراً عميقاً
على مختلف فئات الشعب .