محللون: الشركات المدرجة تفضل أسهم المنحة على التوزيعات النقدية
في ظل تباطؤ معدلات النمو عالميا إضافة
إلى المتغيرات الجيو سياسية والاقتصادية تفضل الشركات المدرجة في سوق الأسهم توزيعات
المنحة على التوزيعات النقدية أو المزج بينهما للاحتفاظ بالسيولة ولتمويل خطط توسعية
ولمواجهة المخاطر المحتملة وذلك حسب ما ذكره مختصون.
وقال سراج الحارثي المحلل المالي، إن معدلات
التوزيع المجزية تعزز المناخ الاستثماري في السوق، حيث إن المستثمرين يفضلون الشركات
المنتظمة في التوزيعات النقدية علی رسملة الأرباح المحتجزة أو الاحتياطيات المتراكمة
إلی أن بعض الشركات المدرجة تفضل توزيعات المنحة على التوزيعات النقدية أو المزج بينهما
للاحتفاظ بالسيولة بهدف تمويل خطط توسعية للشركة أو إقامة مشاريع جديدة أو لمواجهة
المخاطر المحتملة.
ونوه إلى أن التوزيعات النقدية تعد مؤشرا
على قوة الملاءة المالية للشركة وتوفير السيولة لديها وتعزز ثقة المساهمين، والشركات
التي سوف تركز علی أسهم المنحة هي من تتمتع بأداء مالي عال وملاءة مالية قوية ومستويات
سيولة جيدة ومؤشر على عدم وجود خطط توسعية كبيرة لدى الشركة وهو دليل أيضا على استقرار
الشركة. وقال من المتوقع أن تكون شركات الصناعات الدفاعية الأكثر سخاء في التوزيعات.
وأشار إلى أن ارتفاع عائد التوزيعات النقدية
أحد أهم محفزات استقطاب المستثمرين، حيث تلعب التوزيعات النقدية دورا مهما في تنشيط
حركة السيولة في السوق. وأضاف أن بعض المستثمرين يدخلون بغرض الحصول على التوزيعات
النقدية خاصة المحافظ والصناديق الكبيرة التي تستثمر على المدى الطويل.
من جهته قال حسام الغامدي محلل سوق الأسهم،
إن توزيعات الأرباح للشركات تكشف مصداقية أداء الشركة وما حققته من أرباح وتساعد صغار
المستثمرين في التأكد من أن الاستثمار في السوق المالية لا يزال هو الخيار الأفضل للمستثمرين،
مؤكدا أن قيمة التوزيعات النقدية للشركات تعكس قوة الشركات وقوة موقفها المالي التي
تستمد قوتها من قوة الاقتصاد، لافتا إلى أن الإفصاح عن توزيعات مجزية يجذب المستثمرين
إلى أسهم تلك الشركات.
وأوضح أن الأرباح المبقاه توفر السيولة
بهدف زيادة التوسعات سواء في خطوط الإنتاج أو في المشاريع المستقبلية، حيث إن الأرباح
المحتجزة تعزز ملاءة الشركات المالية وتدعم التوسعات، حيث إن الأرباح المحتجزة تدل
علی رغبة الشركات في توفير سيولة من تلك الأرباح لمواجهة التوسعات والمشاريع المستقبلية
للشركات.
وأشار إلى أن عائد التوزيعات من العوامل
المؤثرة في التداولات خاصة أن صغار المستثمرين يكتفون بالتوزيعات ولذلك تلعب التوزيعات
النقدية دورا مهما في تنشيط حركة التداول، إلا أن عددا من المستثمرين أصبح يفضل الاحتفاظ
بالسيولة المحققة عبر التوزيعات ومراقبة السوق، مبينا أن المتداولين في أي سوق مالي
ينظرون باهتمام بالغ لتوزيعات الأرباح.
وقال إن عدم رضا بعض المستثمرين عن توزيعات
أرباح الشركات كان أحد العوامل المؤثرة أيضا في تراجع الأسهم في قطاع معين، مشيرا إلى
أن سياسة توزيع الأرباح تختلف من شركة لأخرى وفقا لاستراتيجية كل شركة وبناء على الخطط
التوسعية المستقبلية للشركة.
واستطرد قائلا: لا بد من عدم إغفال توقعات
معدلات النمو الحقيقي للاقتصاد ومعدلات الفائدة ومستويات التضخم التي تلعب كل منها
دورا مهما في اتخاذ المستثمرين لقراراتهم.
وذكر أن دراسة سياسة التوزيعات بعناية كبيرة
حتى لا تؤثر على معدلات السيولة المتوافرة لدى الشركة وتختلف سياسة توزيع الأرباح من
شركة لأخرى وفقا لاستراتيجية كل شركة وبناء على الخطط التوسعية المستقبلية للشركة.
من جانبه، قال محمد العمري، إن ما يتحكم
في جاذبية سهم معين في شركة دون آخری، العائد المناسب وسياسة توزيع مجزية، حيث إن سخاء
توزيعات الأرباح يعكس قوة المركز المالي للشركة إضافة إلى الخطط الاستراتيجية التي
بدورها ترفع ثقة المستثمرين بالسهم، مشددا علی أهمية مراعاة الأرباح المستقبلية المتوقعة
التي تحدد المكرر الربحي المستقبلي للشركة.
وأوضح أن ارتفاع معدلات التوزيع يحمي أسعار
الأسهم إلا أن كبار المستثمرين يفضلون الشركات المنتظمة في التوزيعات النقدية ومنهم
من يفضلون رسملة الأرباح "المنحة".
وأكد على أن الإحجام عن التوزيع النقدي
يؤدي إلى تضخم حجم الاستثمارات مقابل استقرار العائد المتوقع أو ربما تراجعه. وأضاف
أن عدم التوزيع يعتمد على وضع الشركات المنافسة في القطاع نفسه فكلما كانت الشركة في
موقع أفضل من منافسيها زادت جاذبيتها أمام المستثمرين نقلًا عن صحيفة الاقتصادية.