من "عبدالناصر" لـ"السيسي".. محطات فارقة في تاريخ العلاقات "المصرية- الأردنية"
في إطار توطيد العلاقات "المصرية- الأردنية"، وبحث ما آلت إليه الحرب على الإرهاب التي شرع البلدين في بدئها الآونة الماضية، يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، بمقر الرئاسة.
وبدأت العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة الهاشمية الأردنية عام 1946، حيث استقلال الأردن وإنشاء سفارة أردنية لدى القاهرة بالتزامن مع افتتاح سفارة مصرية لدى عمان، فيما شهدت العلاقات بين البلدين فتورًا أحيانًا وقوة أحيانًا أخرى، وذلك طبقًا للعلاقات بين رؤساء مصر والأردن، كلاً في فترة حكمه.
وتستعرض"الفجر"، خلال السطور التالية التباين في العلاقات "المصرية -الأردنية"، بعهد رؤساء مصر وملوك الأردن.
عبد الناصر
بالرغم من الاتهام الذي وجه إلى الملك حسين بمحاولته الإنقلاب على جمال عبد الناصر أكثر من مرة؛ إلا أنه لم يكن الخلاف بين الدولتين وصل إلى ذروته سوى في عام 1962 عقب حرب اليمن، إذ شارك الأردن فيها وأرسل طائرات ضد مصر بالرغم من أن البرلمان الأردني كان متبنيًا للاتجاه المصري في تلك الحرب، ظهر ذلك جاليًا في التظارهرات التي اندلعت في العاصمة عمان التي كانت مؤيدة لمصر، حيث هتف المتظاهرون باسم جمال عبد الناصر.
شيئًا فشيئًا تحسنت العلاقات بين البلدين لاسيما عام 1970، حيث لعبت مصر دورًا محوريًا بالعمل على تحسين العلاقات بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطنية إلا أن استطاعت أن تعقب مؤتمر قمة عربي لإصلاح العلاقات بين الأردن والمنظمة حينذاك.
السادات
وصل الخلاف بين "مصر والأردن" إلى ذروته في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات على خلفية الصدام المسلح الذي نشب بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطنية الذي أدى إلى طرد المنظمة نهائيًا من الأردن عام 1971 ما أدى إلى قيام مصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأردن عام 1972.
وتحسنت العلاقات بين البلدين على خلفية الاستعداد لحرب أكتوبر 1973، حيث استعد الجيش الأردني بتشكيلاته عن طريق اتخاذ مواقعهم حسب الخطة التي وضعت وقتها، فكانت مهمة حماية الجبهة الأردنية من اختراق إسرائيلي تقع على عاتق الجيش الأردني.
لكن عاد التطور يشوب العلاقات بين البلدين بسبب الإجراءات التي اتخاذها "السادات"عقب الحرب والتي كان من شأنها التجهيز لعقد اتفاقية "كامب ديفيد" إذ لم تشارك المملكة الهاشمية في التحضير لهذه الاتفاقية التي أعلنت الأردن اعتراضها عليها.
مبارك
وشهدت العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تحسنًا نسبيًا عقب إعادة العلاقات الدبلوماسية من قبل الأردن مع القاهرة عام 1984 بعد فترة من التناحر والشد والجذب بينهما، وبالرغم من الأقاويل التي كانت تتردد وقتها بأن مبارك كان يتعامل ببعض من الاستعلاء مع المملكة الهاشمية إلا أن الأخيرة لم تعلن موافقتها على الإطاحة بمبارك أثناء إندلاع ثورة 25 يناير، حيث اتخذت موقفًا محايدًا عن طريق عدم تعليقها على الأحداث حتى نهايتها.
محمد مرسي
لم تشهد العلاقات بين مصر والأدرن في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي شدًا أو جذبًا، إذ كانت علاقة باردة لم تتطور سوى بترحيب المملكة بنتيجة الانتخابات الرئاسية التي أعلنت وقتها بفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين والإشادة بالتجربة الديمقراطية التي خاضها المصريون 2013.
السيسي
بالرغم من أن المملكة اتخذت موقفًا محايدًا بعد ثورة 25 يناير، إلا أنها أعلنت ترحيبها منذ الأيام الأولى لثورة 30 يونيه كما أن ملك الأردن كان من أول المهنئين للرئيس عبد الفتاح السيسي عقب فوزه في انتخابات الرئاسة، كما أنه حضر حفل تنصيبه كرئيس للبلاد.
وشهدت العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس السيسي تقاربًا ملحوظًا تجلى ذلك في إعلان الحكومة المصرية برغبتها في أبرام اتفاقية الغاز مع الأردن لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لتتقارب وجهات النظر بين البلدين بشأن القضية الفلسطنية ظهر في الاجتماع الذي جمع كلا من السيسي وعبدالله الثاني بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، في شرم الشيخ عام 2015 لبحث تطور عملية السلام في الشرق الأوسط.