بنس يطمئن اوروبا مطالبا دول الأطلسي بزيادة نفقاتهم العسكرية
طمأن نائب الرئيس الاميركي مايك بنس خلال زيارته الرسمية الاولى الى بروكسل الاثنين الاوروبيين بشأن التزام بلاده حيال التكتل لكنه طالب دول حلف شمال الأطلسي بزيادة انفاقهم العسكري.
وقال بنس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك "يشرفني اليوم ان اعبر باسم الرئيس ترامب عن الالتزام القوي للولايات المتحدة بمتابعة التعاون والشراكة مع الاتحاد الاوروبي".
وكان ترامب اثار قلق الاتحاد عندما وصفه بأنه مجرد "أداة" لألمانيا، فيما دعم قرار بريطانيا الخروج من التكتل واعتبر أن "الزمن عفا" على الأطلسي فيما أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وردا على تصريحات ترامب تلك، قال رئيس الوزراء البولندي السابق توسك "يتعين علينا كما اعتقد ان نتفاهم على امر: فكرة حلف اطلسي لم يعف عليها الزمن"، واصفا نفسه بأنه "موال للاميركيين".
وأشار توسك إلى أن "امورا كثيرة حصلت الشهر الماضي في بلدكم وفي الاتحاد الاوروبي حيث لا يمكننا أن ندعى بأن كل شيء لا يزال كما كان".
واوضح انه ناقش ثلاثة "مواضيع اساسية" مع نائب الرئيس الاميركي، وهي النظام العالمي، والامن، وموقف الادارة الاميركية الجديدة من الاتحاد الأوروبي مؤكدا أن التكتل المكون من 28 دولة يعول على دعم أميركي "صادق لا لبس فيه".
وتعهد بنس من ناحيته بأن تعمل واشنطن مع اوروبا لدعم اقتصادات الطرفين ومحاربة الارهاب والدفاع عن دول اوروبا الشرقية في وجه روسيا.
والتقى بنس كذلك رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر الذي أكد ان "الولايات المتحدة تحتاج الى اتحاد اوروبي قوي وموحد حول كل المواضيع"، مشيرا في المقام الاول الى الشأن الدفاعي.
وتشكل بروكسل حيث تم دعوة بنس الى عشاء مساء الاحد مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، المحطة الاخيرة من جولته الرسمية الاولى في اوروبا بعد المانيا نهاية الاسبوع الفائت.
وتظاهر مناهضون لسياسات إدارة ترامب حيال النساء والمثليين والتغير المناخي في منطقة المؤسسات الاوروبية في بروكسل.
أما في مقر حلف شمال الأطلسي، فقال بنس إن ترامب يتوقع من أعضاء الحلف تحقيق "تقدم فعلي بحلول نهاية العام 2017" بشأن تقيدهم بنسبة النفقات العسكرية البالغة 2% على الأقل من اجمالي ناتجها الداخلي.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده إلى جانب الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ "اذا كان لديكم خطة لتحقيق ذلك فتحالفنا يريد منكم الاسراع بها واذا لم يكن عندكم خطة حتى الآن، وهذا كلامي أنا وليس الرئيس -- عليكم أن تضعوا واحدة. انه وقت الافعال لا الأقوال".
و بين أعضاء الحلف الـ28، لم تلتزم بهدف الـ2% إلا الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا واليونان واستونيا.
وقال بنس إن "أميركا ستقوم بدورها، لكن الدفاع عن أوروبا يتطلب التزاما أوروبيا متساويا مع التزامنا".
وحذر وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس الاسبوع الماضي من ان بلاده "ستخفف التزامها" في الحلف إذا فشل باقي الاعضاء في زيادة انفاقهم العسكري.
والتزم بنس وماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون بشكل كبير سياسات واشنطن القائمة خلال زياراتهم إلى اوروبا رغم تصريحات رئيسهم السابقة.
إلا أنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع تعليقات ترامب المفاجأة في كثير من الأحيان ومع فضيحة بشأن علاقات البيت الأبيض الجديد مع روسيا.
وأقر بنس الاثنين بـ"خيبة أمله" لقيام مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بتزويده بمعلومات "غير دقيقة" بخصوص اتصالاته بروسيا.
كما دافع عن انتقادات ترامب للاعلام الذي اعتبره الرئيس "عدو الشعب الأميركي".
وأوضح نائب الرئيس "اطمئنوا، أنا والرئيس ندعم بقوة الصحافة الحرة والمستقلة" ولكن "عليكم أن تتوقعوا بأن الرئيس، وجميعنا، سننتقد الاعلام عندما يتلاعبون بالحقائق".
ومن المتوقع أن يشارك ترامب في قمة للأطلسي في بروكسل اواخر مايو حيث دعي كذلك للقاء قادة الاتحاد الاوروبي.
وكشف مصدر في الاتحاد الاوروبي لوكالة فرانس برس ان لقاء بنس وتوسك كان "ايجابيا للغاية" مضيفا "هل تم التخفيف من مخاوف الأوروبيين حيال ترامب؟ لا، ولكنه أفضل ما كنا نأمله".