"الأحواز" ينتفضون من جديد.. ومصدر: هناك إصرار على الاستمرار في التظاهرات

حيث بدأت المظاهرات منذ أسبوع تقريبا، حسبما أفادت تقارير واردة أن جمعا من أهالي الأهواز نظموا مساء يوم الاثنين 13فبراير تجمعا مقابل مبنى المحافظة واحتجوا على الوضع المتأزم للماء والكهرباء في محافظة خوزستان، فيما ردد حينها المتظاهرون شعارات منددة بأعمال التقصير والنهب والفساد الذي ينتهجه النظام الإيراني في حق عرب الأحواز، فيما تعالت أصوات الهتافات حاملة عبارات باللغة العربية تضمنت “بالروح بالدم نفديك يا كارون” في إشارة منهم للنهر الذي جرى تغيير مجراه، و “بالروح بالدم نفديكي يا احواز”، و “الأحواز عربية محتلة”، وغيرها من الهتافات المناهضة للحكم الإيراني في الإقليم.

وجاءت هذه الاحتجاجات على إثر انقطاع الكهرباء والمياه، التي إصيبتا بتدني كبير للغاية، بعد تغيير السلطات الإيرانية لمجرى نهر "كارون" وتجفيف الأهواز الأمر الذي أدى بدوره لانقطاع التيار الكهربائي عن معظم مدن الإقليم.

هذا وبدأت المظاهرات في مدينة الفلاحية ، وسرعان ما انتقلت إلى الأحياء الرئيسية فيه  مثل “الثورة والعاصمة”، حيث ما تزال المظاهرات متواصلة حتى اليوم، فيما ردت السلطات الإيرانية بإرسال تعزيزات و قوات أمنية إيرانية إضافية جديدة إلى المنطقة، حيث فرضت  طوقاً أمنياً خانقاً حول مدينة الفلاحية، إضافة لقطع الانترنت و حجب عدد من مواقع التواصل بهدف التعتيم على ما يجري في المدن من مظاهرات واحتجاجات، بجانب أعمال القتل التي أدت إلى استشهاد الشاب "حسن البوغبيش" من أبناء مدينة الفلاحية.

وكانت انطلقت تظاهرات حاشدة أمام مبنى الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا، بعد ما دعت إليها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز،  تضامنًا مع الشعب العربي الأحوازي، ونقلت وسائل الإعلام حينها أنه شارك في المظاهرة المئات من أبناء الجاليات العربية المقيمين في النمسا، ولاسيما الأحوازيين الذين جاؤوا من مختلف المدن النمساوية. 

وهتف المتظاهرون بشعارات تندد بالممارسات الوحشية التي ترتكبها قوات الأمن الإيراني ضد الأحوازيين العزل في المدن الأحوازية.

وقالت مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، إن الوضع البيئي المتأزم والمشاكل المتزايدة التي يعاني منها أهالي الأهواز وأبناء خوزستان، تسبب الكثير من المشكلات لدى  المواطنين، مشددة على ضرورة مساعدتهم ومناصرتهم للتخفيف عنهم أعباء المشاكل.

وأكدت رجوي أن نظام الملالي هو مصدر كل المشاكل والأزمات الحادة التي تسببت الآن بانقطاع الماء والكهرباء إضافة إلى البطالة ومختلف الأمراض، مشيرة إلى أنه لا يمكن توقع حل المشاكل مع وجود هذا النظام الإيراني البغيض حسب وصفها.

 وبينت أن الحل يكمن في تصعيد الاحتجاجات إلى أقصى حدها والانتفاضة لدحر النظام وآزلامه بسبب المشاكل التي خلقوها في شتى مناحي الحياة، معربة عن فخرها الشديد بالمواطنين المنتفضين لاسيما الشباب والنساء في الأهواز وعموم خوزستان داعية إياهم إلى المزيد من التضامن ووحدة صفوفهم لاستمرار الاحتجاجات والتظاهرات.

هذا ودعت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إلى مظاهرات مناهضة للنظام الإيراني في بروكسل ببلجيكا، وذلك بعد سلسلة من التحركات الاحتجاجية المماثلة في لاهاي وفيينا، فيما طالبت الحركة في بيان رسمي لها جميع الأحوازيين في بلجيكا والعرب ومن يناصرون القضية الأحوازية، للمشاركة في مظاهرة ستقيمها يوم الثلاثاء 21 فبراير الجاري أمام مبنى البرلمان الأوروبي..". 

وأضافت ان المظاهرة تهدف إلى التضامن مع "شعبنا العربي الأحوازي المنتفض في مدينة الفلاحية وباقي المدن الأحوازية بوجه الاحتلال الفارسي"، في إشارة إلى الفورة الشعبية التي تشهدها مناطق خوزستان ذات الأغلبية العربية في إيران. 

وتوجهت الحركة "لأبناء الشعب الأحوازي المنتفض في ربوع الأحواز، الذي يجاهد لوضع حد للوجود الفارسي على أرضه، مؤكدة على احترامها وإجلالها لصمود أبناء الشعب الأحوازي الأسطوري في وجه إرهاب الدولة الفارسية". 

وباركت الحركة "الانتفاضة الشعبية التي عمت البلاد الأحوازي رداً على تجاوزات المحتل، لافتة إلى أن جرح الأحواز النازف الذي نُكأ في الفلاحية، يمتد لهبا في الوطن المثخن جراحاً، حتى يندلع بركاناً يحيل حلم أسلافهم في أرض الأحوازي ذعراً"

تعتبر منطقة الأحواز التي تسكنها  القبائل العربية ضمن أهم البؤر العربية التي تشهد احتلالا مطبقا عليها من قبل النظام الإيراني الذي حول اسمها العربي  إلى محافظة خوزستان وهو أسم فارسي وتقع في الشمال الغربي من إيران ويخترق المدينة نهر قارون الشهير، فيما يبلغ عدد سكان الأحواز أكثر من مليوني نسمة فيما يقدر البعض عدد سكان الأحواز بأكثر من ذلك.

يعود احتلال منطقة الأحواز إلى حادثة دخول الجيش الإيراني مدينة المحمرة بتاريخ 1925 لإسقاطها وإسقاط آخر حکام الکعبيين وهو خزعل جابر الکعبي وکان قائد القوات الإيرانية آنذاك رضا خان ويعد السبب الأقوى لاحتلال إيران لهذه المنطقة هو غناها بالموارد الطبيعية من النفط والغاز، فضلا عن أنه يصب فيها  أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي السهول الزراعية الخصبة وتساهم الموارد المتواجدة في منطقة (الأحواز) بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات في إيران، وتتلخص أهمية تلك المنطقة المحتلة في مقولة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي يقول فيها "إيران با خوزستان زنده است" ومعناها "إيران تحيا بالأحواز".

 وإضافة لذلك فإن المحتل الإيراني يسعي حتى اليوم إلى زيادة نسبة غير العرب في الأحواز وتغيير الأسماء العربية لجميع مظاهر الحياة في الأحواز إلى اللغة الفارسية بقصد تغيير الحقائق التاريخية التي تصرخ قائلة بعروبية تلك المنطقة، حتى أن الأمور وصلت إلى أنهم حرموا التحدث باللغة العربية في الأماكن العامة ومن يخالف ذلك الأمر يتعرض للعقاب وفق القانون الفارسي، بجانب أيضا تكريس الدراسة بالغة الفارسية فقط، كما منع أيضا اللبس العربي واستبداله باللبس البهلوي الفارسي.

وتواصلت "الفجر" مع احمد أبو إخلاص الاحوازي وهو المسؤول الإعلامي للجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية، حيث أكد في تصريحات خاصة ، إن الاحتجاجات بدأت في الاحواز المحتلة منذ يوم الخميس الماضي، التاسع من فبراير الجاري، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك اهتمام بمواصلة تلك المظاهرات.

وأضاف في تصريحات خاصة، أن المحتل الإيراني يرتكب فظاعات في حق الشعب العربي الأحوازي، لافتا إلى أنهم يرتعون في الإقليم بالتخريب والتدمير، مبينا أنهم يتضامنون مع أبناء وطنهم، مذكرا بأن هناك مظاهرات حاشدة في عدد من الدول الغربية منها هولندا وبريطانيا، بالإضافة إلى مظاهرات مماثلة في بلدان غربية أخرى خلال الفترة المقبلة.