كيف تربين طفلاً قادراً على تحمّل المسؤولية؟
تشكو كثير من الأمهات من رفض أبنائهن تحمل المسؤولية، وعدم قدرتهم على اتخاذ القرار، واعتمادهم المستمر على آبائهم وأمهاتهم، خاصةً عندما يبلغون سن المراهقة.
السبب الأساسي في ذلك هو عدم تركيز الأبوين على غرس مبدأ الاستقلالية في نفس الطفل منذ البداية، فينشأ شابًا ضعيفاً متكلاً عليهما.
والحقيقة أن الطفل يرغب منذ البداية في القيام بأشياء معينة من أجل نفسه، وهو مبدأ يتعلمه ويكتسبه مرارًا وتكرارًا عبر بيئة تعليمية تسمح له بالاعتماد على الذات.
والمعروف أن معظم مشكلات الآباء والأبناء، هي تدخل الآباء الشديد في حياة أبنائهم، حتى لو كان بحسن نية، أو بدافع من الخوف والقلق عليهم، وقد يكون بسبب الغيرة وحب التملك أحيانًا أخرى.
ومن أهم النصائح التي يجب عليك اتباعها لتعليم طفلك تحمل المسؤولية منذ الصغر:
البداية المبكرة
الطفل منذ عامه الأول يكون مستعدًا لوضع ألعابه في مكانها والمساعدة في التنظيف والترتيب، وتحمل بعض مسؤوليات خدمة الذات.
ومن المهم تكليف الأبناء بمهام معينة لخدمة الأسرة والمشاركة في الأعمال المنزلية، وتتزايد المهام والمسؤوليات خلال مراحل العمر.
التشجيع والتحفيز
حيث يكافئ سلوك المسؤولية بشكل مباشر فور حدوثه، مع تجنب المكافأة المشروطة، أي تلك التي يقول فيها الإبن: "إذا قمت بكذا من أعمال المساعدة فماذا ستكون مكافأتي"؟، وكذلك المكافأة الموعودة التي يحددها الآباء قبل العمل، أي يقولون: "إذا قمت بكذا من الأعمال فلك كذا".
وتؤدي هذه الأساليب إلى نتيجة عكسية، فينشأ الابن منتظرًا المقابل المادي والمصلحة من وراء الأعمال التي يشارك فيها ولا يؤثر ذلك على ذاته وإحساسه بالمسؤولية.
ترك الإبن يتخذ القرار ويجرب نتائج المسؤولية
إذا قرر أخذ لعبته المفضلة عند الخروج للنزهة وتم التأكيد على ضرورة الحفاظ عليها والتحذير من ضياعها، وضاعت اللعبة، فلابد من ترك الطفل يتحمل نتيجة ذلك ليتعلم درساً في تحمل مسؤولية الحفاظ على المقتنيات.
منح الثقة للأبناء
التركيز على إمكاناتهم ونجاحاتهم وليس على أخطائهم ومواقف فشلهم، عندها سيثق الإبن بنفسه، ما يعني أننا إن اعتقدنا أنهم لا يستطيعون تحمل المسؤولية فسيكون ذلك هو اعتقادهم أيضًا.
غرس عناصر المسؤولية
الجد والمثابرة والصبر تعد من أهم عناصر المسؤولية، وتحتاج هذه الصفات إلى الوقت والتدريب من الآباء والأبناء لتنمو وتظهر في السلوك، وفتح المجال لظهور صفة المسؤولية، التي تتدرج من الاعتراف بها إلى أداء الواجبات، حتى وإن لم يكن يرغب في ذلك، عندها سيكون الإبن قد قطع شوطاً في تعلم المسؤولية.