"ترامب" يتمنى نقل السفارة إلى القدس ولكن.. "خبراء" يكشفون حقيقة الآمال الإسرائيلية بعد لقاء نتنياهو
أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجعا بعض الشيء في تفاصيل القضية الفلسطينية، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، وهو الأمر الذي أثار العديد من ردود الأفعال حول ماهية هذا التحول المفاجئ لترامب تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما أنه كان متحمسا بالسابق لنقل السفارة الأمريكية من تلك أبيب إلى القدس.
لا ينبغي التمادي وترامب يرفض
هكذا أكدت صحيفة القدس، أن الرئيس الأمريكي رفض إقدام تل أبيب على ضم هضبة الجولان المحتلة، فضلا عن أن الإدارة الأمريكية طلبت من نتنياهو، خلال لقائهما الأخير بعدم التمادي في فرض وقائع جديدة على الأرض والامتناع عن توسيع المستوطنات.
إرجاء البناء في الكتل الاستيطانية
كما أفادت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي طلب من نتنياهو إرجاء مسألة البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى إلى ما بعد إجرائه مشاورات مع القادة العرب، بمن فيهم الرئيس محمود عباس، فيما ذكرت الصحيفة أيضا أن أقوال ترامب حول استعداده للقبول بأي حل يتوصل إليه الجانبان بمثابة تحذير مبطن لليمين الإسرائيلي بأن حل الدولة الواحدة الديمقراطية ينتظره، في حال فشل حل الدولتين.
أتمنى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ولكن
وعن السفارة الأمريكية ونقلها إلى القدس قال ترامب، إنه يود نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكن الأمر يبحث بعناية كبيرة، إلا أنه أكد إن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين إسرائيل، قوية للغاية.
ترامب يتحدث بحذر خلال الأيام الأخيرة
وذكر مايكل أورين، نائب الوزير المسؤول عن الدبلوماسية بمكتب نتنياهو، أن الرئيس دونالد ترامب يتحدث بطريقة مختلفة تماما وبلهجة على غير المعتاد، لا سيما في الثلاث أسابيع الأخيرة، حيث يؤكد دائما على ضرورة التصرف بحذر.
استكشاف السياسات
ويعلّق الدكتور جمال أسعد، بقوله أن مقابلة نتنياهو مع ترامب والتي هي الأولى بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، تأتي لاستكشاف السياسات للإدارة الأمريكية ومدى تعاطيها مع الموقف الإسرائيلي في القضية الفلسطينية.
لم يظهر موافقة كلية لنتنياهو
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن ترامب يتلاعب دائما بالتصريحات، وفق رؤيته للمصلحة، مشيرا إلى أن تصريحاته مع نتنياهو لم يظهر فيها أنه مؤيد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في هذا التوقيت، فيما يطالبه به من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فضلا عن مساندته في أعمال الاستيطان وغير ذلك، إلا أنه في الحقيقة يريد ذلك لكن كما أشار هو فإن عامل الوقت لا يسمح الآن.
ترامب يدرك مدى خطورة الأوضاع
وبيّن أن هذا الأمر يبيّن مدى تعاطي ترامب مع الأحوال السائدة في المنطقة، مذكرا أنه يعلم مدى خطورة الإقدام على خطوة نقل السفارة إلى القدس، وهي بمثابة استفزاز كبير للشعب الفلسطيني والعربي، وهو الأمر الذي من الممكن أن يؤجج الصراعات أكثر في المنطقة، مما سيخدم أهداف الجماعات المتطرفة، وهو الأمر الذي لا يريده ترامب.
قضايا هامة لدى إسرائيل
ويرى الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تأتي لاستكشاف الموقف الأمريكي، فضلا عن مناقشة القضايا التي أصبحت تهم إسرائيل في المقام الأول، وهي نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، وتوسيع الاستيطان، والملف الإيراني.
إرجاء المطالب
وعن تقييم مدى التعاطي مع الملفات التي نوقشت بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي أوضح خبير العلاقات الدولية في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا الأمر لم يشهد حسما من قبل ترامب، لا سيما القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن ترامب قال إنه يريد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلا أنه يفكر كثيرا قبل ذلك، فضلا عن تفضيله عدم التوسع في الاستيطان، وهو ما يعني إرجاء مطالب نتنياهو وعدم التعاطي معها في التوقيت الحالي.
قضايا تضغط
وقال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية، أن القضايا المشتعلة في المنطقة مثل قضايا الإرهاب وغيرها من القضايا الأخرى التي تجعل الإقليم على صفيح ساخن، تحول دون تطبيق مطالبات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
دراسة متأنية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الإدارة الأمريكية تعلم تمام العلم أن التحرك في هذا الملفات لا ينبغي أن يكون بعشوائية، حيث أنها من الممكن أن تزيد حجم الصراعات المتواجدة في المنطقة وبالتالي يصعد معها الجماعات المتطرفة.
تفهم ترامب لما يحدث في المنطقة
وقال بأن معرفة ترامب بإشكاليات نتائج هذه الأمور، من نقل السفارة الأمريكية أو زيادة الاستيطان وغير ذلك، هي السبب الرئيسي في تصريحاته التي قطعت الطريق بعض الشيء على ما يطالب به ترامب.