الإيماءات والإشارات وسيلة فعالة لتربية طفل سوي
الصراخ الدائم والعقاب بالضرب للأطفال أسلوب غير تربوي ويتسبب في مشاكل نفسية بالغة للأطفال دون سن السادسة، ويؤدي إلى أمراض نفسية معقدة للأطفال من السادسة وحتى الثانية عشر، وتوصل خبراء نفسيون في مركز "ألفا ميديكال" للأبحاث الصحية والدوائية بباريس، إلى أن تربية الأطفال تحتاج إلى هدوء الوالدين والتحكم في انفعالاتهم لتربية أطفال أسوياء قادرين فيما بعد على مواجهة الحياة وتحمل المسؤولية، كما توصلوا إلى أن التربية بالإشارات والإيماءات لمعاقبة الطفل أو نهره فعالة أكثر في تقويم سلوك الأطفال خاصة من هم دون سن السادسة.
وقال إيمانويل فرنسوا، اختصاص الصحة النفسية لصحيفة "لوفيجاغو" الفرنسية، إن توبيخ الطفل بصفة مستمرة بصوت عال يؤدي إلى خلل في شخصية الطفل واهتزاز في السلوك خاصة بالنسبة للأطفال دون سن السادسة، وينمي السلوك العدواني لدى الطفل، ويدفعه إلى العصبية الزائدة، أما لما هو فوق سن السادسة فيؤدي النهر بصوت عال أو الضرب أو التوبيخ المستمر إلى إحداث خلل في سلوك الطفل فينمي لديه سلوك التمرد ويخلق حالة من الجبن وانعدام المسؤولية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات بشكل منفرد والتردد المستمر والعدوانية وعدم السيطرة على الأفعال، وهذه الاختلالات النفسية إذا لم تقوم في بدايتها تصبح أمراضا في المستقبل قد تقضي على حياته الأسرية في المستقبل.
ويضيف، أن الخبراء اجمعوا على أن تربية الطفل على العقاب بالكلام "بصوت منخفض" وردعه بالإشارات أو الإيماءات مثل "التحديق بالعين" أمام الناس ليتراجع عن سلوك معين، أو العبس في وجهة للتعبير عن الغضب إو الإماءة بالرأس إشارة للرفض وسائل فعالة لردع الطفل خاصة في مرحلة دون سن السادسة، فقط يعتاد عليها وترسخ في ذهنه كوسائل ردع وعقاب، وسوف تؤتى فعلها معه دون التأثير في نفسه بشكل سلبي، بل أنها تمنحه السلام الداخلي وتقوم سلوكيات الاستجابة الحميدة لديه.
أما لمن هم فوق سن السادسة، فالكلمات الموحيه بالذنب والتهديد بالعزلة أو بالحرمان من شيء ما يؤدي إلى تنمية ضمير الطفل وتوجيهه نحو تبني العقل لسلوكيات حميدة، أهمها النزعة الأخلاقية والدينية الحية، والاهتمام برضى الوالدين والآخرين، وتعظيم القيمة الأسرية في نفسه، والارتباط بالآخرين ودعم سلوكيات مهمة مثل الوفاء والصدق والهدوء والسلام الداخلي، وهذه السلوكيات تضمن شابا سويا قادرا على بناء أسرة سوية في المستقبل.