منال لاشين تكتب: بيع الدولار فورا
منذ أن بدأ انخفاض الدولار والعشرات يحاصروننى بسؤال واحد.. أبيع الدولارات اللى أملكها؟
.هذا سؤال يأتينى من الطبقة المتوسطة فى القاهرة ومن أصدقائى فى الصعيد بشكل خاص ومن عموم محافظات مصر
ومن كل البوابين الذين أعرفهم، فضلا عن عدد من صغار التجار. فالحقيقة المرة أن أكثر من نصف القادرين من الشعب المصرى تحولوا لتجار عملة والنصف الآخر حول مدخراته للدولار.
وكل هؤلاء تعاملوا مع تجار السوق السوداء بضمير مستريح
ومعظمهم قد استفاد من التعويم ووصول الدولار فيما سبق إلى 18 جنيها لأنهم اشتروا الدولار بأقل من ذلك بكثير.
والكل يسألنى باعتبارى (بفتى) فى الاقتصاد والدولار.
وفى البداية كنت أرفض الإجابة عن هذا السؤال لأننى أدرك أن إجابتى لن تعجب أحدا ممن وجهوا لى السؤال. وأنهم ينتظرون من باب الطمع إجابة واحدة وهى أن الدولار سيرتفع. ولذلك فضلت أن أجيب عن أهم سؤال فى هذا الأسبوع فى مقال عام.
بشكل عام أنا ضد تخزين الدولار ومع بيع الدولار ولا يوجد فى بيتى أو حسابى دولارات من الأساس واعتمد فى السفر للخارج على الفيزا، ولا يمكن لملايين الأرض أن تدفعنى للتعامل فى السوق السوداء حيث يمكن أن تذهب الدولارات إلى الإرهابيين لشراء أسلحة يقتلوننا بها، أو شراء مخدرات. وتجارة العملة بالنسبة لى تجارة نجسة وحرام.
ولكن هذا الرأى لم يقنع الكثيرين، خاصة أن السؤال المطروح هل سيواصل الدولار انخفاضه أم سيعاود الارتفاع؟
وسأرد على هذا السؤال بسؤال آخر
هل ستواصل حياتك فى مصر أم تنوى على الهجرة؟
وقد يبدو هذا السؤال مقحما على القضية أو هروبا من الإجابة. ولكنه سؤال حاكم وحاسم. وإجابة كل فرد منا هى التى ستحدد له الطريق الذى يسلكه.
إذا كنت تنوى الاستمرار فى هذا البلد، وإذا كانت مصر خيارك الوحيد أنت وأولادك من بعدك فنصيحتى بيع الدولار فورا.. لأن ما تكسبه من المضاربة على الدولار باليد اليمنى، تدفعه أو بالأحرى تخسره باليد اليسرى فى الارتفاعات غير المسبوقة والرهيبة فى أسعار كل السلع خاصة الدواء. ولذلك فإن أى عاقل يجب أن يكتفى بما حققه من أرباح فى المتاجرة فى الدولار قبل التعويم. ويساهم فى إنقاذ نفسه وأولاده ومستقبله وحياته ومصر نفسها.
باختصار يجب أن يحافظ على البلد الذى لا يملك سواه ولا بديل له. لأن بيع الدولار فورا سيساعد هذا البلد الذى لا يملك أرضا وبيتا ومستقبلا إلا فيه وأن يخرج من أزمته الاقتصادية، وأن تتراجع الأسعار تدريجيا وأن تنتهى أزمات السوق السوداء فى السكر والدواء وعشرات السلع.
وهناك مثل يقول (لا تبصق فى بئر فقد تشرب منها يوما) ولذلك اعتقد أن كل المضاربين على الدولار فى قمة الغباء، لأنهم يساعدون فى هدم حياتهم واستقرارهم. ويخسرون من التضخم وارتفاع الأسعار أضعاف ما كسبوه من تجارة العملة.
أما للإخوة الذين جهزوا وطنا بديلا عن مصر، الإخوة الذين يحملون تأشيرات وجنسيات لبلاد أخرى وجهزوا لشقق وفيللات فى بلدان أخرى ومعظم أموالهم فى بنوك الخارج.
هذه الفئة انصحها ببيع الدولار فورا لأن الدولار بحسب تقارير بيوت خبرة مالية أجنبية متعددة يتجه إلى منحنى الانخفاض، وليس الارتفاع. فعلى الرغم من سوء أحوال المصريين من ناحية، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية من ناحية أخرى. رغم هذا وذاك فإن المؤشرات الاقتصادية المبدئية تؤكد تحسنا بسيطا فى مؤشرات الاقتصاد المصرى، وهو الأمر الذى يشى باستعادة الجنيه قوته خطوة بخطوة.
بيعوا الدولار ولن تخسروا لا أموالكم ولا مستقبلكم ولا بلدكم..