لم يعد رئيسا ولم تعد إدارة ! "السيرك الترامبي" تتناثر أشلائه
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحتل مكانة متميزة بين رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيكون هو وإدارته من أغرب الرؤساء والإدارات الأمريكية، لا سيما في هذا التوقيت الذي يحمل الكثير من المعاني المختلفة، إثر هذا الكم من الاستقالات التي تأتي من قبل شخصيات ليست بالقليلة أو الهينة، كان آخرهم مايكل فلين، هذا فضلا عن الشجار الحاصل بين ترامب وبين أجهزته الأمنية الداخلية، مما يروق للبعض تسمية ما يحدث بـ "السيرك الترامبي".
مستشارة ترامب ومعركتها مع ملابس نجلته
كان هذا هو العنوان الأول "للسيرك الترامبي" فبرغم كونها مستشارة وهي " كيليان كونواي" مستشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلا أن هذا لم يمنعها من الترويج لملابس "ايفانكا ترامب" ذائعة الصيت، لتدخل في ورطة حيث تواجه طلبات بمعاقبتها بسبب ترويجها لملابس "إيفانكا تر امب" فوفقا لما أوردته "فرانس برس" فإن مكتب الأخلاقيات الحكومي أكد أن كونواي "انتهكت" الأنظمة بدعوتها في مقابلة تلفزيونية المشاهدين إلى شراء منتجات ابنة الرئيس، فيم طالب البيت الأبيض بمعاقبة المستشارة، موضحا أن على الموظفين "أن يستخدموا سلطاتهم لصالح الشعب الأميركي وليس لمنافع شخصية".
رئيس أكبر دولة يتعارك مع مخابراته
لم يضع ترامب في اعتباره أيضا أنه رئيس أكبر دولة في العالم، بل بدا يتصرف وكأنه رئيس مثبت في الحكم منذ سنوات عديدة، وقِدم الأيام جعله في منافسة مع الأجهزة المخابراتية، لكن لم يلبث ترامب قليلا، إلا ويعلن عن مظهر آخر من مظاهر "سيركه" الذي يبدو أنه لا ينتهي حيث يتعارك مع مخابراته، بل وشن عدة تغريدات لينال منها، معتبرا تصرفاتها الأخيرة بمثابة "فضيحة حقيقية"، جاءت تصريحاته تلك إثر تقرير نشرته "نيويورك تايمز" مفاده أن سجلات اتصالات هاتفية ومكالمات تم التنصت عليها كشفت عن اتصالات بين أعضاء حملته الانتخابية ومسؤولي مخابرات روس، بجانب أن مساعدين آخرين له قاموا باتصالات متكررة مع مسؤولين كبار في المخابرات الروسية في العام الذي سبق الانتخابات الرئاسية الأميركية.
استقالة أكبر مسؤول أمني لعلاقات "تحتية"
لم تقتصر "الترهات" على ترامب ومستشارته، بل تعدت مرحلة اللامزاح بكثير، حيث فوجئ العالم منذ يومين تقريبا باستقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي لترامب، وهو مايكل فلين، الذي كان يعتبر من أهم الشخصيات المقربة من دونالد ترامب، إلا أنه وبرغم ذلك أقيل، على خلفية الفضيحة الكبرى وتعاملاته السرية مع روسيا والسفير الروسي في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يبدو أنه كان يستخدمه كوسيط بل يعتمد عليه الروس في إمكانية زحزحة العقوبات الأمريكية عن بوتين وموسكو، فيما طالب نواب ديمقراطيون والأجهزة الأمنية بمعاقبة مايكل فلين على تصرفاته.
انسحاب وزير ترامب قبل بدء المعركة
وفي غضون تلك الأحوال المهترئة لإدارة ترامب، يفاجأ وزير العمل الذي اختاره ترامب خلال اليومين الماضيين أيضا بانسحابه من منصبه قبل تثبيته من الكونجرس الأمريكية، حسبما أفادت فضائية "الحدث" الإخبارية مساء أمس الأربعاء، بأن وزير العمل الذي اختاره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ينسحب قبل تثبيته من الكونجرس.
وزير الجيش ينسحب تخوفا من الفشل
واستكمالا لمهرجان الاستقالات والانسحابات في إدارة ترامب الجديدة، قالت وسائل الإعلام الأمريكية خلال الأيام الماضية أيضا، إن الملياردير الأميركي "فينسنت فيولا" الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب لمنصب وزير الجيش انسحب من منصبه.
وذكر "فيولا" أنه كان سيفشل في مهمته بسبب قواعد البنتاغون حول تضارب المصالح، بحسب صحيفة "ميليتاري تايمز".
ويعلّق جمال أسعد الكاتب والمفكر السياسي بقوله، أن تلك الاستقالات تأتي في معظمها بسبب تدخلات الروس في الأوضاع الأمريكية، مشيرا إلى أن روسيا تعلن بذلك أنها متواجدة على الساحة وأنها قادرة على التأثير تماما.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه كما يبدو أن روسيا تشن حربا قوية على الإدارة الأمريكية، لافتا إلى أن لديها العديد من الاتصالات الكثيرة مع عدد من أعضاء الإدارة الأمريكية، مما يرشح استمرار هذا التواصل وهو ما سيؤثر بالتأكيد على المشهد الأمريكي والذي ربما يشهد عدد من الاستقالات الأخرى في الأيام المقبلة.
ووصف ما يحدث بأنه حرب تأتي بين هذه القوى الدولية، مذكرا بالحرب التاريخية والعداوة الشديدة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ بين الروس والأمريكان، موضحا أن تلك الحرب ستمتد وستتخذ أشكال متعددة نظرا لأن بوتين يهتم كثيرا بإرجاع التأثير القوي الذي كانت عليه الإمبراطورية الروسية.