وزير التعليم: "البوكليت حل مؤقت ومكلف.. وأنا تعليم مجاني"

طلاب وجامعات

الدكتور طارق شوقي،
الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم

قال وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، إن نظام البوكليت المقرر على طلاب الثانوية العامة، هو حل مؤقت لجأت إليه الوزارة مضطرة لمواجهة أزمة تسريب الامتحانات.

 

وأوضح، خلال المؤتمر المنعقد بديوان عام الوزارة، أن هذا النظام مكلف جدًا، وأنه لن يحل أزمة الثانوية العامة؛ ولكنه حل مؤقت لأزمة التسريبات، وهناك تصورات سيتم دراستها للخروج من أزمة الثانوية العامة.

 

وأوضح أن مسألة مصروفات المدارس الخاصة والدولية قضية شائكة، وستكون هناك لقاءات مع ممثلي أصحاب المدارس الخاصة لمناقشة الأمر.

 

وأوضح أن المدارس الخاصة تقدم خدمة بمقابل، وأن ولي الأمر هو من يختار فهناك خدمة بمقابل أعلى وهناك خدمة بمقابل أقل، وكل شخص يختار على قدر إمكانياته، والأمر يشبه السلعة التي تخضع لقانون العرض والطلب؛ ولكن هذا لا يعني التساهل مع أي مدرسة تحاول ابتزاز أولياء الأمور، ولكن علينا مواجهة أنفسنا أن الخدمة التعليمية مكلفة، وأننا ليس هدفنا التضييق على المدارس الخاصة وإلا ستصل بعضها إلى مرحلة الإفلاس.

 

 

وتابع: إنني تعلمت في مدارس حكومية مجانية، وأشكر للدولة ما قدمته لي خلال تعليمي كأي مواطن مصري، نافيا أن يكون ضد مجانية التعليم، موضحا أن تصريحاته السابقة حول مجانية التعليم كان المقصود منها أن الدولة تبحث عن مجانية التعليم؛ ولكن الواقع أن التعليم حاليا ليس مجانيا، بسبب النفقات التي تنفقها الأسر في الدروس الخصوصية بما يعادل ٣٠ مليار جنيه خارج المنظومة.

 

وأكد أن الدولة لو استطاعت تحقيق تعليم مجاني بجودة عالية فهذا سيكون جيد للغاية، لكن ما قصدته بتصريحاتي حول المجانية أني أردت أن نسأل أنفسنا حول من يمول التعليم لأن التعليم حاليا يمول، وما نحتاجه هو أن نكون صرحاء مع أنفسنا، ولكني لست ضد مجانية التعليم.

 

 

وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي أن الطموح الذي يسعى إلى تحقيقه هو تغيير فلسفة التعليم بالكامل بدءا من الأشكال المقبضة للمدارس في تصاميمها الهندسية، واعتماد تصاميم لها جانب جمالي وذلك في اطار الامكانيات المتاحة.

 

وقال، إن الأمر لا يقتصر عند هذا الحد، ولكن يمتد إلى تغيير ثقافة التعلم، وألا يكون الهدف من التعليم هو تحصيل أعلى الدرجات، مؤكدا أن نظام الامتحانات المصري الحالي مختلف تماما عما يحدث في العالم المتقدم، وأن هذا الأمر يحتاج إلى اشتراك الجميع في هذا الحلم لتحقيقه وتغيير التعليم المصري من حفظ وتلقين وجمع درجات إلى تعليم من أجل التفكير.

 

وأكد أن هناك شقين للعمل في الوزارة الأول قصير المدى يعتمد على اصلاح سفينة التعليم القديمة، والثاني طويل المدى لبناء سفينة جديدة للتعليم المصري، وذلك الأمر سيتم من خلال جدول زمني سيتم إعلانه.

 

وأوضح أن تركيزه الأول على ايجاد حلول عاجلة للملفات الساخنة والتي تتطلب حلولا عاجلة، مؤكدا على أن هناك مشكلات مزمنة تحتاج إلى تدخل سريع وهناك بناء على المدى البعيد وذلك لبناء منظومة تعليمية بأسس جديدة.

 

وتابع أن الملفات العاجلة تتمثل في ملف الثانوية العامة والبوكليت والتجريبيات والمناهج الحالية، ومصروفات المدارس الخاصة، وأنه يعمل خلال الفترة القادمة على دراسة تلك الملفات والنظر لكيفية الخروج بحلول عاجلة لتلك الملفات.

 

وأشار إلى أن مستوى التعليم في مصر حاليا تراجع عن مستوى التعليم في خمسينيات القرن الماضي، وأن الحلم الذي يراوده هو إعادة متعة التعلم وأن يشعر الطالب بالاستمتاع وهو يتعلم في المدرسة، وأكد آن حدوث ذلك وبناء شخصية سوية للطالب يحتاج إلى تكاتف جهود أولياء الأمور مع الوزارة، وأنه سيكون هناك تواصل مع أولياء الأمور وكافة الجهات المعنية، ووعد باستخدام لغة علمية في الحلول المطروحة.

 

 

وكشف شوقي، تفاصيل الاجتماع الذي عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الوزراء عقب حلف اليمين الدستورية اليوم الخميس، وقال، إن الرئيس وجه تعليمات مباشرة بشرح كافة الأمور واطلاع الرأي العام بشفافية في كافة قضايا التعليم، ولفت إلى أنه بناء على توجيهات الرئيس السيسي فإنه لن تكون هناك قرارات فجائية ولن تكون هناك قرارات تصدم الرأي العام في توقيتات خاطئة، وأنه حتما ستكون هناك قرارات صادمة ولكنها أشبه بالعملية الجراحية التي تكون لازمة لعلاج المريض، مؤكدا أن مثل هذه القرارات لابد أن تكون ممهد لها في الرأي العام.

 

ووعد وزير التعليم بأن يشهد المجتمع نقلة نوعية في المنظومة التعليمية خلال الفترة القادمة، وأن إحداث ذلك يحتاج إلى تكاتف الجميع، موضحا أن وسائل الاعلام وكافة مؤسسات وجهات المجتمع شريكة في العملية التعليمية.

 

ووجه، خلال المؤتمر الصحفي، رسالة شكر لوزراء التعليم السابقين على ما بذلوه من جهد لخدمة العملية التعليمية، ورفض أي تعليقات سلبية على الوزراء السابقين، وطالب بالتركيز على القادم.