الأمين العام للأمم المتحدة: الصراع العربى – الإسرائيلى الأهم فى المنطقة

عربي ودولي

الأمين العام للأمم
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش


قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، نحن نعيش فى عالم الفوضى، وأصبحت القوة الدولية غير معروفة، مشيرا إلى أننا نعيش فى صراعات فى أماكن عديدة، فى الصومال، ونيجيريا، وأفغانستان، وليبيا، مؤكدا أن العالم يواجه قوة من نوع جديد.
 
جاء ذلك فى المحاضرة التى ألقاها، مساء اليوم الأربعاء، فى قاعة الاحتفالات الكبرى فى جامعة القاهرة، والتى حضرها سامح شكرى وزير الخارجية، ود.جابر نصار رئيس جامعة القاهرة.
 
واعتبر جوتيريش، أن مصر تساهم في عمليات حفظ السلام بشجاعة جيشها وشعبها معا، وقال "إن تلك المنطقة التي توجد بها مصر كانت مهدا للحضارة الإنسانية، واستفدنا كثيرًا من العرب والمغاربة فى شبه الجزيرة الإيبارية التى تقع فيها دولة البرتغال، واستفدنا كثيرًا من الحضارة المصرية، وهناك تراث متبادل مشترك فى الحضارة العربية والمكتشفين البرتغاليين ووجودى هنا أمر له مغزى".

وقدّم الأمين العام، الشكر لمصر على جهودها فى أزمة اللاجئين التى تعصف بالمنطقة، مستشهدًا بالقرآن الكريم ورسالته المهمة فى هذه النقطة، قائلاً: "إن أبلغ ما قيل فى حماية اللاجئين، ما قرأناه فى سورة التوبة، حينما يقول الله فى القرآن الكريم، إن حماية اللاجئين ينبغى أن تقدم للمؤمنين وغير المؤمنين أيضًا، وهذا أبلغ ما قرأته بالنسبة لحماية اللاجئين".

وأشار إلى أن الحماية تقدم للاجئين بصفتهم الإنسانية، بغض النظر عن عقيدتهم، معربًا عن تقديره لوجوده بجامعة القاهرة ودورها في المجتمع، مشيرًا إلى أن الجميع أصبح يعيش فى عالم متعدد الأقطاب الدولية، وأن عديدا من دول المنطقة تشهد صراعات تهدد أمنها.
وأكد جوتيرتش، أن الصراع العربى - الإسرائيلى هو الأهم فى المنطقة، لافتًا إلى أن تعدد القطبية أدى إلى تفاقم الصراعات فى بعض الدول العربية والأفريقية، وقال "نهتم بالقضايا القومية للشباب، باعتبارهم الفئة الأهم فى جميع الدول.

وشددعلى انعدام العدالة فى توزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء فى العالم، فالأغنياء أصبحوا أكثر غنى، والفقراء أصبحوا أكثر فقرًا، وذلك بسبب غياب العدالة فى توزيع الثروات.
 
وأكد على ضرورة مواجهة ملف البطالة، وتوجيه كل الاستثمارات ناحية الجيل الجديد، وتعزيز التواصل وتمكين الشباب، إذا أردنا مواجهة الأفكار المتطرفة بجدية، موضّحًا أن الإحباط الذى يعانيه الشباب أمر خطير، ولا بد من مواجهته، لهذا يجب توفير مزيد من فرص العمل.

وأوضح جوتيريش، أن مشكلة البطالة تعتبر أبرز الأسباب الرئيسية للإرهاب والتطرف، مشدّدًا فى الوقت نفسه على ضرورة مواجهة الآثار الكبيرة للتغييرات المناخية، والتصحر الذي أصبح فى تزايد ملحوظة خلال الفترة الأخيرة فى كثير من الدول، معربًا ضمن محاضرته عن تقديره لطلاب جامعة القاهرة، قائلاً: "أتمنى أن يكونوا قوة فعالة ويساهموا فى بناء دولتهم".
 
ومن جانبه، أكد سامح شكرى وزير الخارجية، دعم مصر للأمين العام للأمم المتحدة، وذلك من أجل تحقيق التعايش السلمي بين الدول، مشيرا إلى أن مصر لا تدخر جهدا سواء من خلال عضويتها فى مجلس الأمن أو دورها المتواصل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى استضافة مصر مقر جامعة الدول العربية.
 
وأضاف، هناك تقدير واسع يحظى به الأمين العام للأمم المتحدة، فهذه الشخصية لها تاريخ مرموق لدى الدول الأعضاء بشكل عام ومصر بشكل خاص بعضويتها الحالية فى مجلس الأمن، قائلأ: "أؤكد دعم مصر لتمكين الأمين العام للأمم المتحدة لقيادة المنظمة في هذه المرحلة الهامة وتحقيق التنمية وحفظ حقوق الشعوب في ظل نظام عالمي يرنو إلى التعايش السلمي ودعم علاقات الصداقة بين الدول.

ونوه شكرى، إلى أن الأمين العام يحرص على الاستقلالية لدى المنظمة الدولية، ومن ثم إيصال رسالة واضحة لإعلاء هذه القيم، مؤكدا أن مصر من الدول المؤسسة للأمم المتحدة والقاهرة مقر الجامعة العربية، وجامعة القاهرة التى تخرج منها أول أمين عام أفريقى عربى للأمم المتحدة وهو بطرس غالى، وتؤكد ضرورة وجود علاقات متعددة الأطراف قائمة على الاحترام المتبادل والعدالة الدولية.
 
ومن جانبه، قال د.جابر نصار قائلا، إن العالم يواجه اليوم تحديات من شيوع التطرف، وانتشار الإرهاب بين ربوعه، مؤكدا أن كل ذلك يستدعى ضرورة التأكيد على المبادئ التي قامت عليها المنظمة السامية التي تهدف إلى السلام والأمن.
 
وأكد أن مصر كانت في طليعة الدول التي دعمت ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه وأهدافه، وتواجه اليوم الإرهاب بقوة، وتقف شامخة ضد هذا الخطر، وتفقد خيرة أبنائها دفاعا عن الحق والخير فى مواجهة الإرهاب.
 
وأضاف نصار، نأمل أن تتخذ الأمم المتحدة مواقف داعمة للحياة، وداعية للتنمية والخير والنماء، مضيفا، ان مصر تثق فى قدرة المنظمة على الوصول إلى بر الأمان، بالتعاون مع دول العالم.

وأشار إلى أن العمل الجاد والرغبة الصادقة كفيلان أن يجعلا العالم أكثر سلاما، ومواجهة التحديات الكثيرة، مؤكدا أن المنظمة قامت بإيجاد حلول للعديد من المشكلات، خاصة مشكلة "اللاجئين".
 
واختتم نصار كلمته قائلا، نتطلع إلى دورهم المنشود لإصلاح المنظمة الدولية خدمة للإنسانية.
 
وعقب المحاضرة، منح د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، الأمين العام للأمم المتحدة، هدية تذكارية متمثلة في"قبة الجامعة"، بعد رؤيته لكيفية عمل المنظمة الأممية.