معهد دولي: الصين أصبحت تمثل خطرا على الغرب.. و"خبراء": منافسة شرسة

عربي ودولي

بوابة الفجر


يعد سوق السلاح من الأسواق التي تتصارع عليها القوى الكبرى، لا سيما الدول الصناعية التي تهتم بالتقدم والتطور التكنولوجي في صناعة السلاح، يأتي على رأس تلك الدول، الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتكر سوق بيع السلاح إلى حد كبير، وكذلك روسيا، إلا أن الصين يبدو أنها ستعلن قريبا إنهاء هذا الاحتكار، وستكون لاعبا أساسيا فيه، فهل سيتحقق ذلك؟

الصين: أسلحتنا أصبحت "شبه مساوية" للأسلحة الغربية
حيث كشف التقرير السنوي للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن الصين بدأت تصدر تصميمات أسلحة بما فيها تصميمات طائرات مسلحة بدون طيار إلى مختلف أنحاء العالم،  مشيرا إلى أنها بدأت تصل إلى مساواة شبه تامة مع الغرب من حيث التقدم في التكنولوجيا العسكرية.

الميزانية العسكرية تزداد كثيرا
وأوضح  المعهد أن ميزانية الدفاع الصينية الرسمية بلغت 145 مليار دولار العام الماضي، مشيرا إلى أنها  أعلى من ميزانية كوريا الجنوبية واليابان معا، فضلا عن أنها تمثل نحو أكثر من ثلث إجمالي الإنفاق العسكري في أسيا في عام 2016. 

وذكر المعهد أيضا أنه انخفض الإنفاق العسكري العالمي بنسبة 0.4% في 2016 مقارنة مع العام 2015، والسبب الرئيسي في ذلك انخفاض الإنفاق في الشرق الأوسط.

مدير المعهد: الصين أصبحت تمثل خطرا على الغرب
وتمثلت المفاجأة المدوية، أن  مدير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، جون تشيبمان، أن التقدم العسكري في الصين يؤكد أن الهيمنة الغربية في مجال أنظمة الأسلحة المتقدمة لم تعد أمرا مفروغا منه، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن التهديد الحقيقي للصين على القوى الغربية، هو تطلعها  إلى بيع الأسلحة إلى الخارج، لافتا إلى  أنه وربما تواجه هذه القوات أنظمة عسكرية أكثر تقدما وفي أماكن أكبر في أيدي مجموعة أوسع من الخصوم. 

مساواة شبه تامة في مجال السلاح الجوي
كما أشار التقرير إلى أنه بالنسبة للقوة الجوية فإن الصين بدأت تصل إلى مساواة شبه تامة مع الغرب، مبينا أن إحدى صواريخ جو-جو الصينية ليس لها معادل  غربي، كاشفا أن  الصين تطور ما يمكن أن يصبح الصاروخ جو-جو الأطول مدى في العالم. وفق التقرير.

قوة واعدة مستقبلا
من جانبه أكد اللواء رضا يعقوب، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الصين أصبحت وستكون القوة الواعدة في المستقبل، باعتمادها الأول والأخير على الصناعات التي أصبحت متقدمة ومتطورة للغاية، لا سيما في مجال السلاح، مشيرا إلى أن الصين سيكون لديها دور كبير في المستقبل مؤثرا للغاية.

منافسة شرسة
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا الأمر سيسبب منافسة قوية على سوق السلاح، لافتا إلى أن الجيش الصيني يعد من أقوى الجيوش في العدد، وكما يبدو أنه سيكون له تأثيرا أيضا ينافس به القوى الغربية مثل أمريكا وروسيا في مجال تصنيع السلاح

احتكار يسير إلى لا شئ
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لطالما احتكرت سوق السلاح ولا تزال كونها تعد من أقوى الجيوش في العالم من ناحية ما تمتلكه من معدات عسكرية قوية، إلا أن الصين تفوق عليها من ناحية عدد الجيش، فضلا عن سياستها، حيث تقحم أمريكا جيشها في الدول مباشرة، في حين ان الصين لا تقم بذلك.

التغيرات والصراعات تزداد
وعن أهداف الصين المستقبلية، أوضح يعقوب، أن العالم يتغير بوتيرة سريعة للغاية، والصراعات تكثر، وبالتالي تلجأ كل القوى إلى أخذ تلك التقلبات والصراعات في الاعتبار ، مما يجلها تتطلع إلى تطورات أخرى، مذكرا أن برجنسكي وهو من ضمن من ألفوا كتبا في هذه الأمور المستقبلية، حذر الولايات المتحدة الأمريكية من سياساتها التي ستهوي بها إلى القاع، وسيكون ذلك بمثابة تقدم قوى أخرى على حسابها.

الاهتمام بمجال التصنيع
ويؤكد اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الصين أصبحت تمثل قوى كبرى وعظمى في العالم الآن، مشيرا إلى أن اهتمامها بمجال التصنيع، الذي يلائم جميع المستويات والدول، من أهم عناصر القوة التي تستخدمها، فضلا عن الأسعار الزهيدة.

المستقبل يحمل الكثير والكثير
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك منافسة شرسة وقوية للغاية تأتي بين الدول العظمى لا سيما في المنتجات العسكرية، التي احتلت فيها أمريكا التقدم الكبير واحتكارها العديد من أنواع السلاح، الذي يتميز بها الجيش الأمريكي، لافتا إلى أن التقرير الدولي الأخير، يشير إلى أن المستقبل يحمل تغييرات كثيرة في هذا الشأن، وأن الصين ستكون من أهم الدول المتصاعدة أمام الولايات المتحدة الأمريكية.

الصين تتحدى الغرب
وبيّن أن التحدي بالفعل القادم أمام الدول الغربية المصنعة للسلاح، هو المنافسة القوية للصين، التي تتطلع إلى تصدير سلاحها، بل إغراق الأسواق الأخرى ببيعها تلك الأسلحة إلى الخارج.

العالم العربي
وشدد على ضرورة أن ينتبه العالم العربي إلى هذا الأمر، حيث أن القوى الكبرى تلجأ إلى إشعال الصراعات، لتكون هي المستفيد الوحيد، من شراء تلك الأسلحة ومن ثم يكثر القتل في الدول العربية التي لابدّ أن تنتبه إلى هذا الأمر جيدا.