وزير الدفاع الأمريكي يقوم بزيارته الأولى إلى الناتو

عربي ودولي

جيمس ماتيس
جيمس ماتيس

يزور وزير الدفاع الأمريكي الجديد جيمس ماتيس اليوم الأربعاء، مقر حلف شمال الأطلسي للمرة الأولى، على أمل تبديد الغموض الذي يلف منذ أسابيع مسألة الالتزام الأمريكي داخل الحلف في عهد الرئيس دونالد ترامب.

 

وقال دبلوماسي أوروبي عشية اجتماع وزراء دفاع دول الحلف الـ28 يومي الأربعاء والخميس في بروكسل "بعد أشهر من الغموض والترقب حيال الإدارة الأمريكية الجديدة التي وجهت إشارات متعارضة إلى حد ما، من المهم أن يكون لدينا الآن بعض الوضوح".

 

وصدرت عن ترامب منذ فوزه المفاجئ في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني)، مواقف كان لها وقع صدمة في أوروبا، حليفة الولايات المتحدة التاريخية، إذ عكست توجهات حمائية وقومية.

 

وقال ترامب في منتصف يناير (كانون الثاني) إن الحلف الأطلسي "عفا عليه الزمن"، واتهمه بأنه "لم يتصد الإرهاب".

 

وبمناسبة أول زيارة لوزير من إدارة ترامب للحلف، سيكون إسهام الحلفاء في مكافحة الإرهاب والمتشددين لا سيما في الشرق الأوسط، في صلب المحادثات، وقد خصصت لهذا الموضوع جلسة عمل بعد ظهر الأربعاء.

 

وقال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن زيارة ماتيس ستشكل "مناسبة للبحث بشكل مفصل أكثر" في الطلبات الأمريكية، مؤكداً ثقته في "الالتزام القوي" من جانب الولايات المتحدة حيال الحلف.

 

أما بالنسبة إلى المسألة الثانية التي تتصدر الأولويات حالياً، وهي مستوى الإنفاق العسكري للحلفاء الأوروبيين والذي يعتبره ترامب غير كاف، فاستبق ستولتنبرغ الزيارة معلناً عن "زيادة نفقات الدفاع للحلفاء الأوروبيين وكندا بنسبة 3.8 %" خلال العام 2016، بفارق "أكبر بكثير" من التوقعات.

 

وبعدما طالب ترامب الحلف الأطلسي مراراً خلال الحملة الانتخابية بزيادة نفقاته الدفاعية ومساهمات الحلفاء الأوروبيين في ميزانية الحلف، شدد ستوتلتنبرغ على أن "نفقات الدفاع وتقاسم الأعباء هما على رأس أولوياتنا".

 

وثمة حالياً خمس دول فقط من أصل 28، هي الولايات المتحدة واليونان وبريطانيا وإستونيا وبولندا، تخصص 2 % على الأقل من إجمالي ناتجها الداخلي للنفقات الدفاعية، التزاماً منها بالعتبة التي حددها الحلف عام 2014، ويطالب جميع أعضائه بالالتزام بها بحلول 2024.

 

وتدعو بعض الدول مثل فرنسا وألمانيا اللتان سجلتا مستوى إنفاق عسكري بنسبتي 1.78 % و1.19 % على التوالي عام 2016، إلى مزيد من المرونة بالنسبة لهذا الهدف، مشددة على الأعباء التي تتحملها على صعيد نفقاتها العامة جراء العمليات الخارجية للحلف في مناطق مثل الساحل.

 

ولا يزال الجدل حول هذه المسألة في بداياته، إذ أن مسألة "تقاسم الأعباء" ستكون في طليعة الملفات المطروحة للبحث خلال قمة الحلف الأطلسي المقرر عقدها في نهاية مايو (أيار) في بروكسل بمشاركة ترامب.

 

ومن المتوقع أن تحدد دول الحلف الـ28 غداً الخميس، في بروكسل مستوى مشاركتها في القوات المتعددة الجنسيات الأربع التي يجري نشرها حالياً عند أبواب روسيا، في وقت تعتمد موسكو موقفاً ينظر إليه على أنه ينطوي على تهديد منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية عام 2014.

 

وقال الدبلوماسي الأوروبي إن "بعض الدول تنتظر تطمينات وتود معاودة التأكيد بحزم على الرابط بين ضفتي الأطلسي"، في إشارة خاصة إلى الدول الأعضاء التي تستقبل هذه القوات، وهي دول البلطيق الثلاث وبولندا.

 

وأضاف المصدر أن "جيمس ماتيس هو الشخص المناسب للقيام بذلك، فهو يتمتع بمصداقية كبيرة وعالم بأحوال البيت".

 

وكان وزير الخارجية الجديد، الجنرال السابق في المارينز، من أهم القادة العسكريين في الحلف الأطلسي إذ كان بين 2007 و2009 على رأس "قيادة التحويل العليا الحليفة" في نورفولك بالولايات المتحدة.