دراسة تقول أن المدخنات أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان المحيطى
أفادت إحدى الدراسات الطبية أن النساء اللواتي يدخن حاليا أو اللواتي لديهن ماضي مع التدخين يكن عرضة أكثر للإصابة بمرض الشريان المحيطي PAD، وإن التوقف عن التدخين من شأنه أن يقلل بشكل ملحوظ من مخاطر هذا المرض لكنه لا يزيلها بشكل نهائي.
وبينت الدراسة، التي نشرت نتائجها في حوليات الطب الباطني وتم عرضها في اجتماع العام الماضي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب، بأن مرض الشريان المحيطي يحث عندما تتراكم الترسبات الدهنيه على الجدران الداخلية للشريان في الساقين والحوض وتسد بذلك تدفق الدم بالمعدل الطبيعي.
ومن بين الأعراض المصاحبة لذلك الشعور بالألم والتشنجات والإعياء والإحساس بالثقل في الساقين والأرداف عند القيام بأي نشاط إضافة إلى صعوبة معالجة حالات ضغط الدم بشكل مفاجئ.
وبحسب جمعية القلب الأمريكية فإن هناك حوالي 8 ملايين أمريكي مصابون بهذا المرض وإن هذا المرض يصبح أكثر شيوعا مع التقدم بالسن.
وإذا بقي المرض دون معالجة فإنه يمكن أن يتسبب في وقف تدفق الدم إلى أعضاء أخرى حساسة من الجسم بما فيها الكلى والقلب والدماغ. كما أن مرضى الشريان المحيطي يكونون عرضة أكثر لمخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
وعند مباشرة العمل بالدراسة تبين أن النساء اللواتي يدخن 15 سيجارة أو أكثر في اليوم يكن عرضة للإصابة بهذا المرض بمعدل عشرة أضعاف أكثر من غير المدخنات. كما أن النساء اللواتي لم يدخن على الإطلاق كانت حالات الإصابة لديهن قليلة جدا.
وفي الوقت الذي ثبت فيه أن المدخنات السابقات قلت خطورة إصابتهن بالمرض خاصة مع مرور الوقت، فقد تبين للمشرفين على الدراسة أن النساء اللواتي أقلعن عن التدخين قبل أكثر من 20 عاما لا تزال هناك خطورة إصابتهن بالمرض بنسبة أكبر من النساء اللواتي لم يدخن على الإطلاق.
ورغم أن هناك دراسات أخرى أظهرت العلاقة بين التدخين والإصابة بمرض الشريان المحيطي، فقد وجد القائمون على الدراسة، وهم مجموعة باحثين في عدد من المستشفيات من بينها المستشفى الجامعي في مدينة بازل بسويسرا ومستشفى النساء في بريغهام وكلية الطب في هارفارد وكلية هارفارد للصحة العامة، أن المعلومات المتوفرة لديهم تؤكد وجود ارتباط أقوى من أي وقت بين التدخين وهذا المرض.
وشملت الدراسة ما يقارب 40 ألف امرأة مسجلات لدى دائرة الصحة النسائية في أمريكا وكان يتعين على هؤلاء النسوة أن يملأن استمارة صحية مرتين خلال السنة الأولى من الدراسة التي بدأ العمل بها عام 1993 ثم بعد ذلك تعبئة الاستمارة مرة واحدة لمدة حوالي 13 سنة من عمر الدراسة.
ومن بين الأسئلة المطروحة في الدراسة فيما إذا واجهت المرأة أعراض المرض في السابق أو أنها خضعت لإجراء طبي لفتح الشرايين وهو ما يشير إلى وجود هذا المرض. وكان بإمكان الباحثين التأكد من إصابة المرأة بالمرض من خلال مقابلتها واستعراض سجلها الطبي.
وينصح الباحثون الأشخاص المصابين بهذا المرض أن بإمكانهم إتباع نمط حياة وتناول علاج مناسب لإبطاء حدة المرض أو حتى التخلص منه، مثل: الإقلاع عن التدخين من شأنه أن يقلل نسبة خطورة الإصابة بالمرض أو التعرض للسكتة الدماغية والنوبة القلبية.
تناول الغذاء الصحي والأطعمة التي تحتوي على القليل من الكولسترول مسألة مهمة لأن ارتفاع معدل الكولسترول في الجسم يرتبط كثيرا بهذا المرض. وهناك أيضا ممارسة التمارين الرياضية وهي في غاية الأهمية لتقليل خطر الإصابة بالمرض.