زيدان يواجه ساري في قمة البقاء للأقوى

الفجر الرياضي

زيدان وساري
زيدان وساري


لن يكون التفاوت في مباراة الأربعاء بين ريال مدريد وضيفه نابولي في ذهاب ثمن نهائي أبطال أوروبا، مقتصراً على تاريخ الناديين، بل يطال أيضاً مدربيهما، زيدان وساري.

 

يشكل التفاوت بين نابولي وريال مدريد الذي توج الموسم الماضي بلقبه الحادي عشر في دوري أبطال أوروبا (رقم قياسي)، مرآة للتفاوت بين زيدان وماوريتسيو ساري (58 عاماً).

 

فيوم سجل زيدان هدفه الرائع في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 وتوج ريال بلقبه التاسع على حساب باير ليفركوزن الألماني، كان ساري المدرب يصارع لقيادة سانسوفينو إلى دوري الدرجة الرابعة.

 

وانتظر ساري حتى موسم 2014-2015 ليختبر شعور التدريب في دوري الأضواء بعدما صعد بإمبولي إلى "سيري آ"، وهو لم يتخذ قرار التفرغ لكرة القدم عوضاً عن مهنته السابقة كموظف مصرف حتى عام 1999 حين كان زيدان يتألق في الملاعب الإيطالية مع يوفنتوس.

 

وتحدث ساري عام 2014 لصحيفة "لا ريبوبليكا" عن خياراته المهنية قائلاً "لقد اخترت المهنة الوحيدة التي أقبل بممارستها مجاناً"، في إشارة إلى كرة القدم، وهي لعبة لم يحترفها كلاعب على الاطلاق.

 

وعلى رغم ذلك، أثبت ساري في الأعوام الماضية علو كعبه وعدم تأثره بافتقاده خبرة اللعب، بتفوقه على مدربين كانوا نجوما كبار.

 

لم يسلك ساري مساراً تقليدياً مشابهاً لأي من مدربي دوري الأضواء، فهو أشرف طيلة مسيرته على فرق هواة ابتداء من 1990، وذلك بموازاة عمله في مصرف "مونتي دي باتشي". وكانت أفضل مراحل مسيرته التدريبية في التسعينات قيادته سانسوفينو إلى دوري الدرجة الرابعة، ثم بلغ الدرجة الثالثة مع سانغيوفانيسي مطلع الألفية الجديدة، ما دفع نادي الدرجة الثانية بيسكارا إلى التعاقد معه عام 2005.

 

وبعد أشهر من تسلمه قيادة نابولي صيف 2015، قاده المدرب الذي يهوى مطالعة أعمال الروائيين الأميركيين تشارلز بوكوفسكي وجون فانتي، إلى صدارة الدوري في 30 نوفمبر 2015.

 

وتربع النادي على الصدارة للمرة الأولى منذ 29 ابريل 1990 .

 

ورغم فشل نابولي في الحفاظ على الصدارة التي آلت ليوفنتوس، نجح ساري في فرض أسلوبه المشوق مع الفريق الجنوبي الذي يقدم أداء متميزاً، لاسيما هجومياً، منذ تسلم الإشراف عليه.

 

وفرض نابولي نفسه هذا الموسم أفضل هجوم في "سيري آ" (57 هدفاً في 24 مباراة) في ظل التألق المستمر للبلجيكي دريس مرتنس الذي سجل 13 هدفا في المباريات العشر الأخيرة.

 

كما أن نابولي لم يذق طعم الخسارة في آخر 18 مباراة له في كل المسابقات، مدفوعاً بأداء جماعي لافت للاعبي ساري، على رغم انتقال هدافهم السابق الأرجنتيني غونزالو هيغواين إلى يوفنتوس.

 

وخلافاً لزيدان الذي يعكس بملابسه المكانة "الاجتماعية" لريال مدريد، يزاول ساري مهمته باللباس الرياضي وبعيداً عن الاناقة التي عادة ما تميز مدربي الدوري الايطالي، وذلك نابع من شغفه الذي يقوده أحياناً الى ارغام لاعبيه ولساعات طويلة على محاولة ابتكار طرق جديدة لتنفيذ الركلات الثابتة، وهو يتابعهم دون أن تفارقه السيجارة.

 

ولم يكتف ساري بالابتكار في تنفيذ الكرات الثابتة، بل يستخدم طائرة من دون طيار مزودة بكاميرا لمراقبة تمركز لاعبيه خلال التمارين.

 

وساري، المولود في نابولي لاب كان يعمل كمشغل رافعة، يتميز ايضا عن نظرائه بعدم اقامته اعتبارا للدبلوماسية في كرة القدم، وهو غالبا مع يعبر عن ارائه دون تحفظ، ما تسبب الموسم الماضي بايقافه لمباراتين بسبب نعته مدرب انتر ميلان السابق روبرتو مانشيني بـ"المثلي" خلال مشادة بينهما قبل نهاية مباراة الفريقين في ربع نهائي الكأس المحلية.

 

وقال مانشيني حينها "ماوريتسيو ساري عنصري والرجال أمثاله لا ينبغي أن يبقوا في عالم كرة القدم"، بينما اعتبر ساري أن ما حدث "مشادة عادية على أرضية ملعب كرة قدم".

 

أضاف "سمعت وشاهدت أشياء أسوأ على أرضية الملعب".

 

وفي نظر لاعبيه، ساري هو "شخص يحب الكمال" بحسب ما قال المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي لوكالة فرانس برس.

 

أضاف "إنه مهووس بالخط الدفاعي، بتمركزنا (في أرضية الملعب). إذا كنت بعيداً مسافة متر عن الموقع الذي من المفترض أن تتواجد فيه خلال التمارين، فهو يوقف كل شيء".

 

وسيكون على دفاع نابولي أن يكون في قمة أدائه عندما يحل الفريق ضيفاً على البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه الأربعاء على ملعب "سانتياغو برنابيو"، لكن على النادي الملكي أن يخشى أيضاً القوة الهجومية الضاربة لنابولي بقيادة مرتنس، لورنتسو انسينيي ولاعب ريال السابق خوسيه كاليخون.