تعرف على أشهر فلاسفة الحضارة الإسلامية !
ظهرت الفلسفة بالتحديد في العصر العباسي الأول؛ وقد مهَّدَ لذلك وجود كتب فلاسفة اليونان منتشرة في مناطق البحر الأبيض المتوسط بين الإسكندرية وأنطاكية، فضلاً عن أن المأمون كان يُرَاسِل ملوك الروم ليحصل على الكتب والمخطوطات، لا سيما كتب الفلسفة.
وما إن تُرجمت الفلسفة اليونانية -مع غيرها من علوم اليونان- وأصبحت في يد المسلمين، حتى اختلف العلماء حولها؛ فمنهم من رفضها، وقال إنها باب إلى الضلال، ومنهم من توسط، فأخذ منها ما يراه حقًّا، ورفض ما يراه باطلاً وعلى رأسهم الإمام الغزالي الذي ميز بين ثلاثة أقسام فيها: “قسم يجب التكفير به، وقسم يجب التبديع به، وقسم لا يجب إنكاره أصلاً”. ومنهم من اهتم بها فأخذها بخيرها وشرها، وعكف على دراستها، والتأليف على نمطها، وهذا هو موقف الكندي وأتباعه.
ومن أشهر فلاسفة الحضارة الإسلامية :
الكندي:
هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي الكوفي، يعدُّه الكثيرون مؤسِّسَ الفلسفة العربية الإسلامية، وترك مؤلفات تزيد على المائتين في مختلف العلوم، وكان من أهمها:” الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد”.
وكان للكندي كذلك اهتمام بالرياضيات والفلك، وقد وضع كتبًا في الطب وله أيضًا آثار في الجغرافيا، والكيمياء، وكذلك الموسيقى، وقد عَدَّه بعض المستشرقين واحدًا من اثنتي عشرة شخصية تُمَثِّل قمَّة الفكر الإنساني.
الفارابي:
وهو أبو نصر محمد بن طرحان الفارابي، ويُعَدُّ من أكبر فلاسفة المسلمين، ويُعْرَف بالمعلِّم الثاني لدراسته كتب أرسطو -المعلم الأول- وشرحه لها، وقد اشتهر بين الأوربيين باسم (Alpharabius)؛ فبفضل أفكاره تمكَّن من تقريب الفلسفة اليونانية إلى الفكر الإسلامي ومن أهم كتابه: (آراء أهل المدينةِ الفاضلة).
ابن سينا:
وهو أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، اشتهر بالشيخ الرئيس، وعُرِفَ بالمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي ، وقد عَدَّه المستشرق سارتون من أعظم علماء الإسلام والعالم.
ولابن سينا في الفلسفة مؤلَّفَات كثيرة، وقد تُرْجِمَ بعضها، ومن أهمِّ مصنفاته الفلسفية: (الشفاء)، و(النجاة)؛ وهو مختصر (الشفاء)، وغير ذلك.
ابن رشد:
وهو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الأندلسي، من أعظم الفلاسفة في الأندلس، ويُعْتَبَرُ من أعظم شُرَّاحِ فلسفة أرسطو، حتى إنه عُرِفَ باسم (الشارح)، فهو الذي مَيَّز بين تعاليم أرسطو وأفلاطون، حتى إنه لم يرتضِ كثيرًا من آراء أرسطو التي لا تَتَّفِقُ مع الدين.
وقد اقتبس الغرب فلسفة ابن رشد بكاملها، ففتحت أمام الفكر الفلسفي الأوربي الوسيط بابَ البحث والمناقشة، فنشأ بينهم مذهب (الرشدية) للأخذ بالعقل عند البحث. ومن كتبه المهمَّة: (فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال).