"الفجر" تكشف عن أسرار جولة "أردوغان" المقبلة إلى دول الخليج
لا تزال الزيارات المتبادلة بين الدول مستمرة، خاصة في هذا التوقيت الحرج و بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وجملة القرارات التي أخذها، أصبح هذا التواصل ملحا للغاية بين الدول المختلفة، لا سيما المنطقة العربية، التي تشهد الحدث الأبرز والصراع الأقوى، وهو المنتظر في جولة جديدة للرئيس التركي تجاه الدول الخليجية.
زيارة تبدأ من الغد إلى 15 فبراير
هذا ما أعلن عنه اليوم، حيث سيبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ غداً الأحد، جولة خليجية، تستمر حتى 15 فبراير الجاري، ستشمل كل من البحرين والسعودية وقطر، فيما ذكر بيانٌ صادرٌ عن المكتب الإعلامي للرئاسة التركية، اليوم السبت، أن أردوغان؛ سيستهل جولته من البحرين، ويلتقي خلال الزيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة؛ وكبار المسؤولين البحرينيين.
وفي 13 فبراير الجاري، سينتقل الرئيس التركي مكملا زيارته إلى السعودية، حيث سيلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسيختتم جولته في قطر، بلقاء أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
تعزيز العلاقات الثنائية وقضايا مطروحة
وأشار البيان التركي إلى أن زيارة الرئيس التركي إلى البلدان الخليجية الثلاثة، ستسهم في تعزيز العلاقات التركية - الخليجية بشكلٍ عام، ومنظمة التعاون الإسلامي، موضحا أنه من المقرر بحث عدد من القضايا، من بينها تعزيز العلاقات والتطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما ينتظر توقيع اتفاقيات تعاون ثنائية.
تفاهمات تركية خليجية قبل الجولة
هذا وشهدت الأيام القليلة الماضية وقبل انطلاق الجولة التركية إلى دول الخليج الثلاثة، نشاطا مكثفا حيث انطلقت اجتماعات اللجنة الاقتصادية التركية المشتركة مع الإمارات، وكذلك مع السعودية، حضر هذه الاجتماعات كل من سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي ومحمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية.
الجولة والتوقيت
ويعلّق الباحث محمد حامد، المتخصص في الشأن التركي، على تلك الجولة المقبلة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا إن هذه الجولة من أهم الجولات لأردوغان في هذا التوقيت، لا سيما بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أنها ستكون جولة إستراتيجية وقمة هامة لبحث أوضاع المنطقة والقضايا المشتركة.
الجولة وتطور العلاقات
حامد أضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن زيارة أردوغان التي ستبدأ من الغد تأتي كرد لعدد من الزيارات الخليجية، مبينا أن عام 2015، شهد عودة العلاقات السعودية التركية، بعد موقف الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز الشهير الذي وقف فيه مع مصر ضد تركيا، مما أدى إلى مشكلات حينها، إلا أنه سرعان ما استأنفت الزيارات وشهد في العام الماضي انفراجة أكبر بين الجانبين، عندما أعلنت السعودية وقوفها بجانب الرئيس التركي ضد من قاموا بالانقلاب، وحركة عبدالله جولن، إلى أن وصلت ذروتها مع جولة ستبدأ من الغد من قبل الرئيس التركي متجها إلى دول الخليج "السعودية، قطر، البحرين".
القضايا المطروحة
وكشف المتخصص في الشأن التركي، أن هناك الكثير من القضايا التي سيتم طرحها أثناء هذه الجولة، من بينها قضايا متعلقة بالملف السوري، فضلا عن بحث التدخلات الإيرانية في المنطقة، والتي تعد موضوعا أساسيا لدول الخليج، بالإضافة إلى الأوضاع في اليمن، وكذلك بحث الرؤى الجديدة لإدارة ترامب تجاه المنطقة.
ماذا يريد الرئيس التركي؟
وبيّن حامد، أن الرئيس التركي سيهتم خلال هذه الزيارة بملف حركة فتح الله جولن، حيث سيسعى جاهدا الاستفادة من السعودية و"لوبياتها" المتواجدة في التصدي لتلك الحركة التي ينزعج منها أردوغان بهدف تقليم أظافر جولن، فضلا عن بحث الملفات الاقتصادية أثناء الجولة.
مصر والزيارة
ويرى المتخصص في الشأن التركي، أن هذه الزيارة أو الجولة التركية تجاه دول الخليج الثلاثة، لا تأتي ضد مصر على الإطلاق، مؤكدا إن هذه الزيارة تأتي للبحث في قضايا المنطقة، لا سيما إيران وكذلك قرارات الرئيس الأمريكي الجديد ومدى اتساق المواقف وتنسيق الأهداف والمصالح المشتركة.