كيف يتكون الحلم في عقل الإنسان ؟
هل تعلم أن الإنسان كلما كبر في السن كلما قلت ساعات نومه، أي أنه عندما يولد الإنسان تكون ساعات نومه حوالي 14 ساعة في اليوم، وعندما يصبح في عمر 6 سنوات تقل ساعات نومه وتتقلص إلى 12 ساعة في اليوم، و عندما يكبر ويصبح في عمر 12 سنة تصبح ساعات نومه حوالي 9 ساعات في اليوم، وعند بلوغه إلى سن الرشد تتقلص ساعات نومه إلى النصف تقريبا حيث تصبح بين 7 إلى 8 ساعات يوميا.
و بينما ينام الشخص تراوده الأحلام، في المقابل هذه الأحلام هي التي شغلت عقول العلماء والباحثين منذ سنين من أجل الوصول إلى إلى تفسير منطقي عن السبب الرئيسي وراء هذه الأحلام .
و مع التطور العلمي الكبير في العالم وخصوصا في الآونة الأخيرة تعرضت هذه الأحلام لعدة دراسات تجريبية وعلمية .
والسؤال المطروح هنا ما هو الحلم؟
الحلم هو عبارة عن صور وأفكار يحلم بها الأشخاص أثناء نومهم، و يمكن أن يكون هذا الحلم بعيد عن الواقع وغير مفهوم أو غير واضح، ويمكن أن يكون شبه حقيقي وكأنك تعيشه فعلا، ويوجد أيضا نوعين من الأحلام، النوع الأول يشمل الصور المخيفة والنوع الثاني الحلم الذي يشمل صورة مملوئة بالعواطف الجميلة، حيث إن هنري ديفيد ثورو قال إن الأحلام هي محك شخصياتنا .
بينما توصل العلم إلى عدة حقائق عن النوم والأحلام نذكر منها أهم وأفضل 5 حقائق أكثر أثارة :
أولا المشي أثناء النوم :
ليس كل ما نشاهده في التلفاز عن المشي أثناء النوم صحيح كما أنه توجد عدة رسومات متحركة تجسد هذه الوضعية إلا أنها في الحقيقة قد تؤثر في الأطفال بشكل سلبي، المشي أثناء النوم في غالب الأحيان هو غالباً ما يترافق مع بعض الأحداث الغير مرغوب فيها مثل النهوض من السرير والتجول، إلا أن هذه العملية لها عدة مراحل معقدة، من الممكن أن تحلم بتهديد ما في الحلم أو شخص ما يطاردك و تنهض لتجري محاولا الهرب، وأحيانا أخرى تتحدث و تصرخ، وعموما عندما يكون الشخص يمشي وهو نائم، من الصعب جدا أن توقظه نضرا لأنه يكون في تلك الحالة مفتوح العينين، وحتى إن تمكنت من إيقاضه ، فإنه عندما سيستيقظ سيجد نفسه مشوشا للغاية، نظرا لأنه لن يتذكر أي شيئ من ذلك الحلم أو حتى إن تذكر فسيتذكر فقط جزء بسيط ومقاطع صغيرة عما كان يجري، وعموما حالة المشي أثناء النوم تحدث عندما ينام الشخص لفترة طويلة .
ثانيا التعلم أثناء النوم :
قد يخلد البعض إلى النوم بعد الانتهاء من الدراسة أو حل الاختبارات، وهنا يقوم الدماغ باسترجاع ما قام الفرد بدراسته أو حفظه، ومن هنا نستنتج أنه عندما يكون الشخص يراجع دروسه فمباشرة عند خلوده للنوم الدماغ يراجع ما كان يقوم بحفظه بصورة أفضل، لأن الأحلام طريقة جيدة للدماغ ليعالج ويدمج ويفهم المعلومات الجديدة، ويحسن نوعية النوم ويساعد قدرة الدماغ على التعلم وحل المشاكل، لكن ليتحقق هذا يجب تجنب الضوضاء أثناء النوم لأنها تؤثر بشكل سلبي .
ثالثا بمقدورنا التحكم في الأحلام :
بعد عدة دراسات عديدة وتحليلات على حوالي 3000 شخص تبين أنه من الممكن التحكم في الأحلام الواضحة، حيث إن 34% ممن أجريت لهم هذه الاختبارات، أفادوا أنهم في غالب الأحيان يستطيعون التحكم والسيطرة على أحلامهم، إلا أن طريقة التحكم وطريقة إنشاء محتوى للحلم مهارة لا يملكها الكثير من الأشخاص، لكن من الممكن تطويرها وغعطائها المزيد من الإضافات وذلك حسب ما ذكره الطبيب والباحث في الأحلام كيلي بوكيلي، إضافةً إلى ذلك فإن الأشخاص الذي لديهم القدرة على التحكم في الأحلام قد يكون ذلك مفيد جدا لهم و خصوصا للأشخاص الذي يعانون من الأحلام المزعجة.
بينما أفاد 64،9% من الأشخاص الذي شاركوا في التجربة بأنهم يدركون أنها أحلام، لكن لايستطيعون السيطرة والتحكم مثل الأشخاص الآخرين .
رابعا الأحلام الشائعة :
هل تعلم أنه توجد عدة أحلام متكررة وأنها تتكرر عند عدة أشخاص ولا شك أيضا أنك أنت أيضا مررت في هذه التجربة، وكمثال على الأحلام المتكررة نذكر السقوط من مكان عال وهذا من أكثر الأحلام إنتشارا بين الناس، و نجد كذلك الطيران أو أن تكون مطارد في هذه الأحلام دائما، وبحسب دراسة قامت بها الخبيرة في الأحلام، لوري كوين وينبرغ، أجرت من خلالها عملية مسح على أكثر من 5000 شخص، كانت النتيجة أن أكبر كابوس متكرر يطارد الغالبية هو كابوس حلم الخيانة الزوجية .
و حسب استفتاء رأي ل 25000 شخص قامت به "صنداي تايمز" لكلا الطرفين الرجال والنساء كانت النتيجة أن الكوابيس في أحلام النساء أكثر من الكوابيس في أحلام الرجال بنسبة 40% مقابل 27% للرجال .