محمد مسعود يكتب: خسارة اللقب الإفريقى فى رقبة مين؟
كوبر.. اتحاد الكرة.. الإعلام
أن تكون بطلا للقارة الإفريقية وصاحب الرقم القياسى فى حصد البطولة، لا يجوز أن تقيم الأفراح والليالى الملاح لحصولك على المركز الثانى.. فى مباراة نهائية أمام خصم يغيب عنه 7 لاعبين أساسيين لم ينضموا للمنتخب لعدم صرف مستحقاتهم المالية أو لكونهم فضلوا البقاء مع أنديتهم التى تدفع لهم ملايين الدولارات.
لكن أن يتم الاحتفال فى برامج رياضية متخصصة، فهذا الأمر مرفوض تماما، فالرضا بالهزيمة سيصنع جيلا من المواهب الشابة ترتضيها، فأنتم بذلك – أيها الفقهاء - تفطمونهم على الهزيمة.
والحقيقة أن اللاعبين غير مسئولين عن خسارة اللقب فى المباراة النهائية، لأن هناك جهات تتحمل مسئولية الهزيمة، وحتى نتمتع بالحيادية كاملة، نحن لا نستكثر على أحد الفرحة، حتى وإن كانت غير مبررة، ولا نصادرها على أحد، ونحن بالفعل فخورون بالروح القتالية العالية التى أدى بها اللاعبون.
لكن حتى تكون الأمور واضحة، فالمؤكد أن استقبال رئيس الجمهورية للفريق، لم يكن لأنهم حلوا وصيفا على البطل، ولكن لأنهم كانوا رجالا فى أرض الملعب، أدوا بروح قتالية جميع مباريات البطولة، وهى الروح التى يتمنى الرئيس أن تحل فى الشعب بأكلمه، حتى نضع مصر على الطريق، ونتكاتف للتغلب على الحروب والمؤامرات الخارجية التى تمارس وتحاك ضد مصر.
ولأن للنجاح مائة أب، ففى مباريات الفوز، كان حازم الهوارى رئيس بعثة المنتخب هو «وش السعد»، وكان الإعلام هو «السند الحقيقى للاعبين»، وكان هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب هو «العبقرى»، كونه يحقق الفوز بطريقة «اللى تكسب به»، وكان اتحاد الكرة، هو الأب الشرعى لجنين البطولة الذى توفى قبل ولادته بقليل.
لكن.. الحقيقة التى يجب أن نواجهها أن مصر لم تفز، رغم الحظ الذى ساندها والمنتخبات القوية التى خرجت من البطولة ولم نواجهها، مصر لم تكن يوما منتخبا صغيرا مقزما حتى نحتفل ويتراقص العجائز فى الشاشات، وكان من الأولى أن نصارح أنفسنا ونضع أسباب الهزيمة نصب أعيننا لنناقشها ونضع حلول الفوز فى الكأس الإفريقية القادمة، وتحقيق الحلم الأكبر بالوصول إلى كأس العالم.
لن نصوب سهام النقد نحو شخص بعينه، ولكن الأصوب أن نناقش الأمور بهدوء، بداية من اختيار اتحاد الكرة لحازم الهوارى ممثلا للبعثة المصرية ورئيسها وهو الرجل الذى تحوم حوله الاتهامات والبلاغات بالحصول على أموال الدولة، ويواجه شبح بطلان عضويته فى اتحاد الكرة بناء على أحكام قضائية، لم يكن من الصواب أن يكون ممثل رئيس بعثة مصر فى الجابون رجل طالته شبهات جنائية.
ثانيا، عقد المدير الفنى الأرجنتينى هيكتور كوبر الذى وقعه اتحاد الكرة السابق برئاسة جمال علام، كان لابد من تعديله ووضع بند الفوز بالبطولة بدلا من الترشح لها، فمصر غابت عن البطولة لثلاث دورات متتالية كونها تغير جلدها بعد اعتزال جيل كامل كان «مرعبا» لإفريقيا، وبعد أن أصبح لديها جيلا رائعا من اللاعبين الشباب، كان لابد من رفع سقف طموح «المنحوس الأرجنتينى» الذى يتقاضى 60 ألف جنيه يوميا من أقوات الشعب المصرى.
ثالثا: كيف لمدير فنى أن يسمح بتواجد مراسل تليفزيونى يرافق البعثة فى كل تحركاتها، وينقل لنا وصفا تفصيلا لما يحدث، وكان ينقصه أن يقول إن «كهربا دخل الحمام»، مما يفقد اللاعبين تركيزهم.
رابعا: كان على اتحاد الكرة أن يتدخل، وبالمناسبة من حقه أن يتدخل بالتحقيق فى أمر لاعبين مؤثرين لم ينضموا لقائمة المنتخب فى الجابون مثل «حسام غالى وباسم مرسى»، لكن يبدو أنهم أضعف من أن يتناقشوا مع «البعبع الأرجنتينى العجوز» الذى أضاع على المنتخب أسهل بطولة فى تاريخه بالعند، وبحبه وكراهيته للاعبين حسب علاقته معهم، فكونك تكره غالى أو مرسى شىء ومصلحة الكرة المصرية شىء آخر، وكان يجب أن يسأل عن أسباب اختياره لكريم حافظ، وهو لاعب لا يتمتع بخبرة كافية، ليكون بديلا لعبد الشافى، فلماذا لم يستعن بمحمد ناصف من الزمالك أو حسين السيد أو صبرى رحيل من الأهلى، ما دام لا يثق فى كريم حافظ، ولعب بدلا منه أحمد فتحى.
وكان يجب أن يسأل لماذا تسافر بثلاثة لاعبين يلعبون فى ناحية اليمين، أحمد فتحى والمحمدى وعمر جابر، لماذا لم يوفر مركزاً ويضم رأس حربة ثالثاً، أو جناحاً كمؤمن زكريا اعتاد اللعب الدولى.
إذن فالمسئولية الكبرى تقع على عاتق اتحاد الكرة، الذى جدد الثقة فى المدير الفنى الأرجنتينى، وعلى هيكتور كوبر نفسه.
الإعلام، كان له الدور الكبير فى تحقيق الصدمة «ولادنا يقدروا»، فى وقت المنافسة، و»لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»، وقت الهزيمة، قالوا يجب أن نفخر بمنتخبنا.. لا يا سادة يجب أن نفخر بجيل من اللاعبين، لا ندخل الغرور إلى نفوسهم، ولا نفطمهم على الهزيمة.. والأداء المشرف، من يلعب بتيشيرت منتخب مصر يجب أن يتحلى بثقافة الفوز ليس إلا.. نتقبل الهزيمة لكن نناقشها ولا تمررها مرور الكرام.
الغريب هو سيل الإعلانات التليفزيونية التى تم عملها للمنتخب، وقالوا فيها «كوبر ليه الكلمة النهائية»، وذكروا أسماء لاعبين دون غيرهم، مما قد يخلق حالة من الغيرة، مثل حجازى (جازى جازى)، وعبد الشافى (شافى شافى) والشناوى (ناوى ناوى)، فهذا النوع من الإعلانات يعقد حقا نوعا من أنواع الاستهبال (بال بال بال)!.