المصريون القدماء أول من صنع: "الفول المدمس والمارشميلو والمحشي والشاورمة"

منوعات

بوابة الفجر


عرف المصريون القدماء صناعة الفخار في أزمنة مبكرة تعود إلى فترة ما قبل الأسرات، وهذا ما تأكد بالعثور على العديد من الأواني الفخارية في مواقع أثرية مختلفة

المطبخ في المنازل 
إحتل المطبخ مكانة هامة فى المنزل المصري القديم، واختلفت تصميماته ومحتوياته تبعاً لإختلاف المستوى الاقتصادي لكل عائلة ومنزل، فكان موقع المطبخ فى خلفية المنزل وتكسى جدرانه بطبقة من "التبن" لامتصاص الروائح والبخار الناتج عن الطهي. 

المطبخ في القصور 
يكون المطبخ والغرف الملحقة به من غرف لحفظ الطعام والحبوب، وأدوات الطهي، ويُصمم على مساحة واسعة تسمح بوجود الأفران والرحايا وأواني تخزين الماء وأواني الطهي، ومازالت جذور حضارتنا القديمة حية لم تجف ولا تزال بعض فروعها مورقة مؤثرة فى الحياة اليومية وفى البيوت و فى الشخصية المصرية بصفة عامة وفى العالم كله غرباً وشرقاً.

وقد ظهرت الآنية الفخارية بأشكال وتصميمات بدائية متنوعة، تدل على مهارة الفنان القديم في مصر، تمتاز بالصدق والإبداع، في السبيل لإنتاج الجرار والقدور والآنية الطينية والأطباق وغيرها من قطع الفخار المتميزة في الشكل والحجم، والتي أمكن له أن يشكلها يدوياً من خلال اعتماده على أدوات بسيطة. 

الجرار الفخارية 
وتتكون الجرار التقليدية من قاعدة دائرية وبدن منتفخ ورقبة تنتهي أيضاً بفتحة دائرية، وقد يزود بدن الجرة من أعلى بميزاب لصب السوائل، أما الأنماط غير التقليدية فقد نجح الفخاري القديم في صنع جرار ذات هيئة مركبة قد يدمج فيها على سبيل المثال بين جرتين لتكونا معا إناء واحداً له شكله المميز، وقد تطور الأمر إلى أن اتخذت الآنية أشكالاً عديدة لكائنات حية من طيور وحيوانات.

الألوان والرسومات
وأقدم أنواع الفخار كانت تصنع يدويا من الطين ثم تترك لتجف تحت الشمس وبعد اكتشاف النار كان الفخار يحرق ليصبح أكثر صلابة ومتانة ويعمر أطول . واخترعت عجلة الفخراني في عصر الدولة القديمة لتدار باليد اليسرى ، بينما تشكل القطعة الفخارية باليد اليمني. 

وقد اتخذ الفخار المصري في تلك المراحل المبكرة لونين أحدهما فاتح والآخر داكن بحسب طبيعة التربة ومكوناتها وما تحويه من معادن وأكاسيد، ومن ثم جاءت معالجة الرسوم والزخارف والنقوش على أسطح الفخار معتمدة على خاصية التباين اللوني بين الفاتح والداكن، فالفخار فاتح اللون زينه الفخاري برسوم داكنة، والفخار الداكن جاءت رسومه وزخارفه فاتحة اللون، أما الموضوعات المرسومة على سطوح الفخار المصري القديم، فقد جاءت جميعها مواكبة للبيئة والأجواء الطبيعية التي عاش فيها المصريون في تلك الحقب الغابرة على ضفاف النهر الحاضن والمؤثر في طرائق حياة المصريين وسبل عيشهم، وقد تنوعت الرسوم ما بين رسوم عضوية تشتمل على البشر والحيوانات والطيور والزهور والنباتات، ورسوم مجردة أقرب إلى المعالجات الزخرفية التي تتوزع في مساحات شتى عبر السطوح الفخارية، إضافة إلى رسوم أخرى لقوارب ذات مجاديف وكبائن قيادة بسيطة وصواري نحيلة وأشرعة.

الأطعمة 
البقوليات كانت هي الأكثر شيوعا وشعبية، مثل الفول المدمس والبصارة وشوربة العدس كما كانت تقدم كقرابين للآلهة وطعام رئيسي للكهنة. 

طبخوا الفول بطرق عديدة كالمدمس والبصارة والطعمية، وفى العصر البطلمي والروماني كان العدس هو الغذاء المفضل، وفى عصر الدولة القديمة كان العدس هو الغذاء المهم والأساسي لبناة الأهرام، وقد عُثر على حبوب العدس فى هرم "زوسر" وفى معبد "الدير البحري"، ويوجد فى معبد "رمسيس الثالث" نقش لخادمة تعد شوربة العدس، وأيضاً الفاصوليا، والحمص، كما وجدت حبات اللوبيا فى كثيرٍ من المعابد، ومن الأصناف الأساسية الجبن القريش المصنوع من شرش اللبن وهو نفس الأسلوب المتبع حالياً فى صنعها فى الدلتا والصعيد، وكذلك "الرُقاق" الغطاسى، والزلابيا، والمخروطة، والويكة، والملوخية بطشتها المعروفة حالياً، والشلولو وهو عبارة عن ملوخية مجففة بالماء والشطة والكمون والليمون، كما اهتموا بتناول بالأوراق الخضراء كالخس، والفجل، والبنجر، والأسماك المملحة بأنواعها مع البصل والتي اكتشف فيما بعد أنها مضاد حيوى قوى لعلاج الأنفلونزا ونزلات البرد بشرط تمليح الأسماك بالأسلوب الصحيح. 

البصل والثوم 
احتل كل من البصل والثوم حيزاً كبيراً فى المطبخ المصري القديم، فقد اعتبرهما من المقويات التي يجب الحرص على تناولها بصفة مستديمة فكانت توزع غير ناضجة على العمال يومياً لوقايتهم من الأمراض، وقد اتخذت أهميتها شكلاً من التقديس فمن الطريف أنهم قد حرموا مضغها باعتباره نوعاً من الإهانة فيتم أكل البصل ولاثوم بلعاً لا مضغاً، وكان الاعتقاد السائد أنهما يطردان الأرواح الشريرة. 

المحشي 
فى منطقة بركة السبع وجدت كتابات بمعبد مصري قديم تُظهر أن أول من أبتكر وجبة المحشى كان أجدادنا منذ سبعة آلاف عام وقد ابتكرته فتاة تدعى "لاميا" ليكون وجبة رئيسية فى عيد "الإله سبت" مستخدمة فيه القمح بدلاً من الأرز، وحشت الفلفل وقرون الشطة. 

الشاورمة 
ومنشأها هو "بني سويف" منذ ستة آلاف سنة رغبة من النساء هناك في عمل وجبة ساخنة لرجالهم أثناء العمل، ووجدت كتابات فى معبد مطمور "للإلهة بست" تقول أن المصرية "يامرا" هي السيدة العظيمة المحبوبة من الإله "بست" لأنها تصنع فى عيده الملوخية بالأرانب حيث يجتمع المعيدين جميعا على أكلها.

التوابل
واستخدموا العديد من التوابل المتعارف عليها الآن مثل الكمون، والزعتر، والفلفل والقرفة، والخردل، والزنجبيل، والحبهان، والبردقوش، والكزبرة.

الحلوى
الدلتا ابتكرت منذ ثمانية آلاف عام "ثمانية ملايين" نوع من الحلوى، والمنيا بعدها بألفى عام ابتكرت مائتي ألف نوع من الفطائر المالحة والحلوة المزينة والمحشوة بحشوات متنوعة من زيتون ولحوم مقطعة ومفرومة وخضروات وفواكه مقطعة، وكانت تُصنع أنواع الكعك المختلفة وتوزع على المارة فى المناسبات والأعياد مع أنواع المربى المصنوعة من العسل أو الفواكه. 

اشتهرت فتيات المنيا بأنهن أمهر من صنعن الفطائر، وفى دراسة حديثة ثبت ان "أم علي" الحلوى المعروفة الآن هى من ابتكار "تمارا" خادمة الملكة "حتشبسوت" لتقديمها فى عيد الإله "حورس" وليست جارية "شجر الدر" كما هو شائع، والمارشميلو الذي أقبل عليه الغرب قبل الشرق هو أيضاً مصري خالص وكانت تسمى "الخطمى" وتصنع من نبات الخطمى.

المشروبات
 ومن المشروبات الشعبية الشائعة لدى قدماء المصريين الدوم، والخروب، والينسون، والحلبة.

الخبز
اعتمدت المائدة المصرية القديمة فى المقام الأول على الخبز بأنواعه والجعة، ثم تأتى اللحوم والطيور فكانت موائد الأغنياء غنية بلحوم الثيران والبقر وأنواع الطيور، أما موائد الفقراء فكانت ربما لا تحتوى إلا على الخبز والجعة وبعض الطيور البسيطة مثل الأوز أو لحم الماعز أو البقوليات الشعبية، كما لا تخلو المائدة المصرية القديمة من الفواكه وأصناف الحلويات للتحلية بعد الطعام.