الصراع السري بين الأزهر والرئاسة.. 4 تحديات من "الطيب" لـ"السيسي".. آخرهم "الطلاق الشفهي" (فيديو)
صراعًا سريًا تشهده مؤسستي الأزهر والرئاسة خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه ظهر خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب التصريحات التي أدلى بها الرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالات عيد الشرطة على سبيل المداعبة لشيخ الأزهر أحمد الطيب عندم قال له "تعبتني معاك يا شيخ"، وكذلك عندما رفض الأزهر مقترح الرئيس بحظر الطلاق الشفوي.
التحدي الأول من شيخ الأزهر
ويعود الصراع الغير معلن بين مؤسستي الرئاسة والأزهر إلى رفض الأزهر فض إعتصامي رابعة والنهضة، في أغسطس 2013.
وقال "الطيب"، في بيان أذاعه التليفزيون المصري وقتها، إن الأزهر يؤكد دائما على حرمة الدماء وعظم مسؤوليتها أمام الله والوطن والتاريخ، ويعلن الأزهر أسفه لوقوع عدد من الضحايا صباح اليوم، ويحذر من استخدام العنف وإراقة الدماء، أنه لم يكن يعلم بموعد فض الاعتصام في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، إلا عبر وسائل الإعلام، ودعا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة.. والاستجابة إلى الجهود الوطنية للحوار والمصالحة الشاملة".
التحدي الثاني من شيخ الأزهر
أما التحدي الثاني، كان في 2014، عندما رفض الأزهر برئاسة الشيخ أحمد الطيب تكفير "داعش" وأصدر بيانًا رسميًا رافضًا لتكفير أي مؤمن، وهو ما تكرر في عام 2015 ونهاية 2016، وهو ما أثار غضب مؤسسة الرئاسة خاصة في ظل محاربة القوات المسلحة للعناصر المتطرفة في سيناء وتقديمها لشهداء.
وقال "الطيب" وقتها: "لكي تكفر شخصاً يجب أن يخرج من الإيمان وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن، ويقولون: لا يخرجكم من الإيمان إلا إنكار ما أدخلت به".
وتساءل "ما حكم شخص يؤمن بتلك الأمور ويرتكب إحدى الكبائر، هل يصبح كافرا؟" وهناك مذاهب أخرى، تقول إن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو مؤمن عاص، فلو أنه مات وهو مصرٌّ على كبيرته لا تستطيع أن تحكم عليه أنه من أهل النار، فأمره مفوض لربه.
وأضاف شيخ الأزهر قائلاً: "أعرف أنكم تسألون عن الإرهاب، وعن داعش وأخواتها وما أظنكم بغافلين عن حقيقة هذه التنظيمات المسلحة، والظروف التي ولدت فيها، وكيف أنها ولدت بأنياب ومخالب وأظافر، وكيف أنها صُنعت صنعاً لحاجة في نفس يعقوب، ومعنى في بطن الشاعر، وقد صار اللعب الآن على المكشوف، وظهر ما كان بالأمس مستخفياً وأصبحت هذه التنظيمات ألعوبة في يد من يحركها ويصنعها وتقوم بتجنيد الشباب مستغلة عدم معرفته بأمور دينه الصحيح".
التحدي الثالث من شيخ الأزهر
وظهر ذلك التحدي بحضور الدكتور أحمد الطيب مؤتمر "أهل السنة" بجروزني في الشيشان والذي استثنى السلفية من تعريف أهل السنة وأثار رد فعل غاضب في المملكة العربية السعودية.
التحدي الرابع من شيخ الأزهر
أما التحدي الرابع فكان في الأيام الأخيرة، بعدما رفض الأزهر طلب "السيسي" بشأن الطلاق الشفهي، حيث دعا الرئيس في احتفالات الشرطة إلى إصدار قانون يقضي "بألا يتم الطلاق إلا أمام مأذون"، أي حظر الطلاق شفويا، معتبرًا أن مثل هذا القانون سيكون الهدف منه "إعطاء الناس فرصة لمراجعة نفسها بدلا من أن يتم الطلاق بكلمة يقولها (الزوج) هكذا" في أي لحظة.
وتوجه السيسي بعد ذلك إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي كان يحضر الاحتفال، قائلا له بالعامية "والا إيه يا فضيلة الإمام؟"، ثم أردف "تعبتني يا فضيلة الإمام".
وبعد أيام من تلك الدعوة خرجت هيئة كبار العلماء في الأزهر ببيان لرفض دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إصدار قانون يحظر الطلاق الشفهي، وأكدت أن هذا الأسلوب "مستقر عليه منذ عهد النبي، قائلة : "وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانه وشروطه والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبي... دونَ اشتراط إشهاد أو توثيق".
ورغم ذلك الرفض إلا أن الأزمة لم تتوقف، بل دخل مجلس النواب في المعرقة عندما صرح عمر حمروش، أمين سر لجنة الشؤون الدينية بالبرلمان، قوله إنه خلال الأسابيع القادمة "سيكون قانون توثيق الطلاق على طاولة اجتماعات لجنة الشئون الدينية والأوقاف بالبرلمان لمعالجة الأمر وفقا لما تقتضيه المصلحة العامة" على حد تعبيره.
وذكر حمروش أن النواب سيناقشون أطروحات من بينها أن الزوج المطلق "يلزم بتوثيق الطلاق الشفوي خلال 24 ساعة من إيقاع الطلاق أمام المأذون وتترتب آثاره من تاريخ التوثيق." مشيرا إلى أن رأى هيئة كبار العلماء "يُعمل به، وسيكون نبراسا" ولكنه استطرد بالتشديد على ضرورة مراعاة ما وصفها بـ"مقتضيات فقه الواقع وما يقتضيه ذلك من إنزال الحكم الشرعي على الواقع" وفق قوله.
الصدام بين الأزهر والرئاسة
بعد واقعة الطلاق الشفهي أصبح الصراع
بين الأزهر والرئاسة حديث الصحف العالمية، فقالت صحيفة العرب اللندنية، إن طلب الرئيس
المصري عبدالفتاح السيسي، بأن يكون توثيق الطلاق عند مأذون شرعي شرطا أصيلا لوقوعه،
اصطدم برفض الأزهر، مضيفة: "بدا الأزهر وكأنه لا يريد إظهار الانسجام مع رئيس
الدولة، وسواء كان ذلك بقصد أو دونه، فإنه في الغالب يتجنب أن يحسبه البعض على حزب
الرئيس، أو أنه ينأى بنفسه عن اتهامه بأنه مجرد منفّذ للتعليمات.