علاقات القاهرة بحماس.. انتصار استراتيجي للسيسي.. وضربة قوية للإخوان
أظهرت معظم المؤشرات،
أن هناك توافق كبير في العلاقات المصرية وحركة حماس، أدت لإزالة الخلافات القديمة،
وتعزيز التحالف بين الجانبين، حيث تتقدم الأمور وتتطور إلى الأفضل، وهو الأمر الذي
نجح فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي.
الزهار: علاقاتنا تحسنت كثيرا
أكد محمود الزهار،
عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن العلاقة
بين "حماس" والجانب المصري تحسنت كثيرا، مشيرا إلى أن سياسة حركة حماس، هو
عدم معاداة مصر أو أي بلد عربي، قائلا
"علاقتنا مع مصر تحسنت عن السابق وإمكانياتنا أقل مما يطلبه المصريون"، حسبما
قال في لقاء تليفزيوني مع قناة "الجزيرة مباشر" القطرية.
وعود مصر تجاه
حماس
ووفقا لتصريحات
"الزهار" مع قناة "الجزيرة" فإن مصر وعدت بفتح موضوع التبادل التجاري
مع قطاع غزة والمشاركة في عملية إعادة إعمار القطاع، بجانب أن مصر اعترفت بانضباط حدودها
مع القطاع، مؤكدا إن زيارة الوفد الأمني التابع لحركة حماس الأخيرة إلى القاهرة كانت
ناجحة تماما، وفق تعبيره.
التعزيز الأمني المشترك
وفي يوم الثلاثاء
الماضي أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، أنها بصدد تعزيز إجراءاتها الأمنية على الحدود مع
مصر، حيث أكد وكيل وزارة الداخلية توفيق أبو
نعيم، إنهم أصدروا تعليمات لقيادة الأجهزة
الأمنية بزيادة الإجراءات المبذولة على الحدود الفلسطينية المصرية بما يُعزز الضبط
والسيطرة على الحدود، فيما قال إياد البزم،
المتحدث باسم الوزارة، إنهم يهتمون كثيرا من خلال وزارة الداخلية في حفظ أمن واستقرار
القطاع وخاصة الحدود وألا يكون هناك أي تهديدات، مضيفا " الداخلية في غزة حريصة على هدوء حدود القطاع
مع مصر بشكل لا يُهدد الاستقرار المصري أو الفلسطيني".
لقاءات وتشاور
تسفر عن تقدم وتطور
وتأتي تلك الخطوات
الإيجابية نتيجة للكثير من المباحثات الثنائية، التي أشار إليها الكثير من مسئولي حركة
حماس، ففي خطوة أخيرة كان قد وصل وفد من الأجهزة الأمنية التابعة لحركة المقاومة "حماس"، الثلاثاء الماضي، الأراضي المصرية
عبر معبر رفح البري ، في إطار استمرار اللقاءات والتشاور المشترك بين الطرفين، وكان
قد سبق ذلك أيضا عدة خطوات، كان من بينها تحركات وتوجهات إسماعيل هنية، في 23 يناير الماضي إلى القاهرة،
حيث عقد مع مسؤولين مصريين عدة لقاءات، ليؤكد
بعد عودته في لقاءات صحفية، إن العلاقة مع مصر تشهد "نقلات نوعية وإيجابية، ستظهر
نتائجها في الأيام المقبلة، والتي ستستمر أيضا خلال الأيام المقبلة وفق الاتفاق".
الحرب على
"داعش سيناء"
ومن الأمور التي
تم التحدث عنها أيضا في العلاقات بين حماس وبين مصر، هو الحرب المشتركة على فرع تنظيم
داعش في سيناء، وهو ما أكده مركز القدس للشئون
العامة والسياسة الإسرائيلي، الذي أكد أن هناك تحسن كبير في العلاقة بين القاهرة وحركة
"حماس".
"التحالف
مع مصر ليس موجها ضد أحد"
كما أكد عضو المكتب
السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، على أن تطور وتحسن العلاقات بين الحركة
ومصر ليس موجها ضد أحد أو لحساب أحد، مشيرا إلى أن مصر هي الجار الأقرب لفلسطين، وهو الأمر الذي يدفع لأن
تكون هناك علاقات طيبة مع الجانب المصري، يعلوها
الاحترام المتبادل.
جميع الاتهامات
غير صحيحة
وأضاف "الرشق"
أن العلاقات التي باتت قوية مع الجانب المصري، تكشف أن كل الاتهامات التي طالت الحركة وقيادتها كانت غير
صحيحة ولا أساس لها على الإطلاق، مؤكدا إن الحركة
لم تتدخل في أيّ شأن داخلي لأية دولة،
ومنها مصر، مضيفا "حركة حماس ترى أنَّ الأمن والاستقرار لأيّ دولة عربية وإسلامية
سيعود بالنفع على دعم نضال الشعب الفلسطيني". وفق تصريحاته لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.
مصر سيكون لها
دور كبير دوليا
ويعلّق محمد حامد،
الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، على العلاقات بين الجانب المصري وحماس،
مؤكدا إن عودة العلاقات بين الجانبين تعد من الأمور الجيدة للغاية، لا سيما في هذا
التوقيت، مشيرا إلى أن مصر سيكون لها دور كبيرا في حل مشكلة الأسرى بين حماس وبين الجانب
الإسرائيلي، فضلا عن أن هذا سيؤهلها دوليا لأن يكون لها كلمتها في العديد من القضايا
الدولية التي تخص هذا الجانب
الإخوان ضربت في
مقتل
وأضاف محمد
حامد، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن إغلاق جميع المنافذ أمام حركة حماس،
بعد إعلان ترامب نيته في تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، جعلهم يعدلون عن خطابهم
وتحركاتهم، بحيث يتأقلمون مع الوضع الجديد الذي ستفرضه قرارات ترامب، لا سيما تجاه
جماعة الإخوان التي ضربت في مقتل بعد حدوث
هذه التطورات.
وأوضح الباحث في
العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن الأيام المقبلة ستشهد حالة من الاستعداء القوي
تجاه الإسلام السياسي، مبينا أن هذا الأمر سيؤثر كثيرا على حركات الإسلام السياسي،
مثل جماعة الإخوان ومن يدور في فلكها، وهو الأمر الذي يرشح عدول قوي في صفوف تلك الحركات،
أو دخولها في تلك المشكلات التي تنتظرها.