إسراء أحمد.. "صاحبة الروح الحلوة" تتحدى عورات المجتمع بعين واحدة وقلب راض
فتحت جفونها على الحياة وكل من حولها يمتلكون عينين، وتمتلك هي واحدة وخمسة أصابع في كل كف وتنقصهما بواحد لتتعرض منذ يومها العاشر في الحياة لجراحة وحتى اليوم، لم يكن الأمر مقصورًا على كونها ترى العالم بعين واحدة؛ فجهل الكثيرين بأن الله قد خلقنا مختلفين الخلقة، ولكن البشر ينظرون ويتندرون وكأن الآخر بلا قلب أو شعور يجرح، الأمر الذي دفع "إسراء" أن تتحدث لكل من يسخر منها.
إسراء أحمد.. صاحبة الملامح المتواضعة والأصبع المبتورة والعين الواحدة، فتاة في التاسعة عشر من عمرها، طالبة بالصف الثالث الثانوي، أراد الله أن تولد بأصابع مبتورة وعين واحدة، الأمر جعلها تسمع من الكلام ما يؤذيها، ومن نظرات الشفقة ما يجعلها تشعر بأنها أقل ممن هم حولها، في البداية عجز لسانها عن التصدي لسخافات البشر، فكرهت نفسها وكرهت النظر إلى المرآة وقررت ألا تتحدث إلى أحد.
"صاحبة الروح الحلوة".. من هنا بدأت تخرج عن صمتها بعد أن أقنعتها والدتها وأصدقائها المقربين أن تكون صداقات أخرى، وتتحدث إلى العالم وتضع صورًا لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتسع دائرة الصداقات شيئًا فشيئًا، ويتسع معها ثقة إسراء بنفسها لتخرج إلينا بـ"فيديو" تخطى المليون مشاهدة.
تقول إسراء، إنها "لم تكن تتوقع كل هذا الانتشار، ولم تكن تريد إلا أن توصل للعالم رسالة مفادها بأنها شخص متصالح مع ذاته قريب من الله يعشق الحياة ولا يخجل من أمر قد كتبه الله عليه، ولن تيأس في أن تصبح أفضل، وتسألهم ألا يتعرضوا إليها بما يؤذي قلبها وفقط، فهي لا تنقصهم في شيء"، ساردة أحلامها، فهي تريد أن تحب وتتزوج وتحلم بالفارس الذي ستنجب منه تسعة أطفال كما تأمل، شأنها ككل فتيات سنها.